تحذيرات من استعادة تنظيم “الدولة” نشاطه في سوريا

حراس ملثمون داخل أحد السجون الذي يضم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية شمال شرق سوريا- 9 نيسان 2025 (نيويورك تايمز)

camera iconحراس ملثمون داخل أحد السجون الذي يضم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية شمال شرق سوريا - 9 نيسان 2025 (نيويورك تايمز)

tag icon ع ع ع

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية اليوم، الأربعاء 9 من نيسان، إن تنظيم “الدولة الإسلامية” أظهر نشاطًا متجددًا في سوريا واستعاد قوته، حيث استقطب مقاتلين جددًا وزاد من عدد هجماته، وفقًا لمسؤولين من الأمم المتحدة والولايات المتحدة، ما يزيد خطر عدم الاستقرار في سوريا.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن تنظيم “الدولة” وإن كان بعيدًا عن قوته التي كان عليها قبل عقد من الزمان، عندما كان يسيطر على أجزاء واسعة من سوريا والعراق، إلا أن الخبراء يحذرون من أن التنظيم قد يجد طريقة لتحرير آلاف من مقاتليه المتمرسين المحتجزين في سجون “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

ويُحتجز ما بين 9000 و10000 مقاتل من التنظيم ونحو 40 ألفًا من أفراد عائلاتهم في شمال شرقي سوريا، ولن يُسهم هروبهم في زيادة أعداد التنظيم فحسب، بل سيمثل أيضًا “انقلابًا دعائيًا”، وفق “نيويورك تايمز”.

وقال كولين كلارك، رئيس قسم الأبحاث في مجموعة صوفان، وهي شركة عالمية للاستخبارات والأمن، “لا تزال السجون والمعسكرات جوهرة تاج تنظيم الدولة”.

وأضاف كلارك، “هناك يوجد المقاتلون ذوو الخبرة والمتمرسون في المعارك، وبالتالي فإن فتح هذه السجون سيُسهم في تعزيز جهود التجنيد التي يبذلها التنظيم لأشهر”.

وقدّم كبار مسؤولي الاستخبارات الأمريكية، في آذار الماضي، إلى الكونجرس تقييمهم السنوي للتهديدات العالمية، وخلصوا إلى أن تنظيم “الدولة” سيحاول استغلال سقوط نظام الأسد لتحرير السجناء وإحياء قدرته على التخطيط وتنفيذ الهجمات.

وأعلنت الولايات المتحدة أواخر العام الماضي أن جيشها ضاعف تقريبًا عدد قواته البرية في سوريا ليصل إلى 2000 جندي، ويبدو أن ضرباتها العديدة على معاقل تنظيم “الدولة” في الصحراء السورية خلال الأشهر القليلة الماضية، خفّفت من وطأة التهديد المباشر.

الولايات المتحدة تأمل أن تُصبح الحكومة السورية الجديدة، شريكة في محاربة تنظيم “الدولة”، وكانت المؤشرات الأولية إيجابية، حيث تحركت وزارة الدفاع السورية الجديدة، بناء على معلومات استخباراتية قدمتها الولايات المتحدة، لإحباط ثماني هجمات للتنظيم في دمشق، وفقًا لمسؤولين عسكريين أمريكيين كبيرين تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لـ”نيويورك تايمز”.

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من تراجع سيطرة تنظيم “الدولة” على مساحات واسعة من الأراضي السورية، لا يزال ينشر أيديولوجيته المتطرفة عبر خلايا سرية وفروع إقليمية خارج سوريا وعبر الإنترنت.

ووفقًا لمسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، فإن تنظيم “الدولة” أعلن مسؤوليته عن 294 هجومًا في سوريا عام 2024، بزيادة على 121 هجومًا أعلن مسؤوليته عنها في 2023.

في حين قدّرت “لجنة مراقبة تنظيم الدولة” التابعة للأمم المتحدة، عدد الهجمات بنحو 400 هجمة العام الماضي، بينما قال مراقبو حقوق الإنسان في سوريا إن العدد أعلى من ذلك.

وتواصل واشنطن عملياتها ضد تنظيم “الدولة” في سوريا والعراق، حيث أعلنت القيادة المركزية الأمريكية” (سينتكوم)، مقتل عبد الله مكي مصلح الرفاعي، الملقب بـ”أبو خديجة”، الرجل الثاني في تنظيم “الدولة الإسلامية”.

“سينتكوم” نشرت تسجيلًا مصورًا قالت إنه لعملية استهداف “أبو خديجة”، مشيرة إلى أن عملية الاستهداف جرت في 13 من آذار الماضي.

استمرار مخاطر تنظيم “الدولة” دفع الأردن وسوريا والعراق ولبنان وتركيا، في 9 من آذار الماضي، إلى إطلاق مركز عمليات مشترك للتنسيق والتعاون في مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ودعم الجهود ومنابر العمل الإقليمية والدولية القائمة، للقضاء على التنظيم وما يمثله من خطر على أمن سوريا والمنطقة والعالم، والتعامل مع سجون عناصره.

وزير الخارجية العراقي خلال لقائه في بغداد نظيره السوري الشهر الماضي، شدد على ضرورة التعاون دوليًا من أجل القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”، مؤكدًا أن غرفة العمليات لمحاربته ستبصر النور قريبًا.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة