درعا.. إسرائيل تمنع مزارعين من الوصول إلى أراضيهم

مدخل بلدة كويا بريف درعا الغربي– 17 كانون الأول 2024 (عنب بلدي/ حليم محمد)

camera iconمدخل بلدة كويا بريف درعا الغربي– 17 كانون الأول 2024 (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع مزارعي بلدة كويا في ريف درعا الغربي من الوصول إلى محاصيلهم الزراعية في عمق وادي اليرموك، بعد أسابيع على تصعيد شهدته المنطقة أسفر عن مقتل وجرح عدد من أبناء البلدة.

واعتقلت إسرائيل، في 28 و 29 من آذار الماضي، أكثر من عشرة أشخاص على مدار اليومين أفرجت عنهم لاحقًا، كما حاولت استجواب المعتقلين حول الأحداث التي شهدتها بلدتهم، وحمّلتهم رسالة مفادها أن أي مزارع يحاول الوصول إلى أرضه في حوض اليرموك سيُعتقل.

رسائل شفهية

عادل الحمدان هو أحد المعتقلين على يد القوات الإسرائيلية وأفرج عنه لاحقًا، قال لعنب بلدي، إن اسرائيل حاولت استجوابه مع آخرين، للحصول على معلومات حول بعض الأشخاص من أبناء البلدة، ومسلحين فيها.

وأضاف أن قوات الاحتلال حملتهم رسالة مفادها أنه يمنع على المزارعين الوصول إلى مشاريعهم الزراعية المكشوفة على منطقة الجزيرة.

وتعتبر الجزيرة موقعًا استراتيجيًا، إذ تفصل بين وادي الرقاد ووادي اليرموك، وتطل على حدود الجولان المحتل، والحدود السورية، والحدود الأردنية.

وفي 25 من آذار الماضي، حاولت إسرائيل التوغل باتجاه بلدة كويا ما دفع بعض السكان في المدينة للتصدي لها بالأسلحة الخفيفة، وردت القوات الإسرائيلية بعشر قذائف أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وإصابة عدد من سكان البلدة.

وفتحت إسرائيل في أثناء توغلها الساتر الترابي الذي كان يفصل بلدة كويا عن موقع الجزيرة الذي تتحصن فيه قوات الإسرائيلية منذ سقوط نظام الأسد، ما أدى إلى انكشاف جزء من الأراضي الزراعية على موقع تحصنهم في الجزيرة.

خسائر لحقت بالفلاحين

لم يتمكن عدنان العقلة، وهو مزارع من سكان بلدة كويا ولديه ثمانية دونمات من الكوسا، من الوصول إلى محصوله منذ أكثر من أسبوع.

وباشر عدنان قبل أيام من منع وصوله إلى أرضه الزراعية بجني المحصول الذي زرعه مجددًا بعد دمار محصوله الأول إثر موجة صقيع ضربت الموسم الماضي.

وقال عدنان لعنب بلدي، إنه زرع هذا المحصول ليستطيع تسديد ديونه جراء خسائره في المحصول الأول ولكنه سيتعرض لخسارة أكبر إذا استمرت اسرائيل في منعه من الوصول إلى أرضه، لأن المحصول بحاجة لرش مبيدات وسقاية، ويؤثر التأخير في جني المحصول على جودة النبات والثمار.

رئيس بلدية كويا، أمجد سليمان، قال لعنب بلدي، إنه بعد إزالة إسرائيل الساتر الترابي الذي كان يفصل البلدة عن نقطة الجزيرة العسكرية، كشف ما يقارب 1500 دونم من الأراضي الزراعية في عمق الوادي على القوات الاسرائيلية، وهي تمنع المزارعين من الوصول إلى هذه الأراضي المكشوفة.

وأضاف سليمان أن المساحة الكلية لأراضي بلدة كويا في عمق الوادي تصل إلى 3500 دونم، خرج من الخدمة ما يقارب 1500 دونم منها.

ولفت إلى أن أبناء البلدة لم يراجعوا حتى الآن قوات الفصل التابعة للأمم المتحدة، وما زالوا يعملون على تشكيل وفد لمقابلة مسؤولي الحكومة السورية لبحث مسألة منع المزارعين.

رئيس البلدية قال أيضًا إن الوقت ليس بمصلحة المزارعين، إذ إن الزراعات الباكورية حساسة وتحتاج لعناية يومية.

وسبق أن منعت اسرائيل مزارعي بلدة معرية المحاذية لنقطة الجزيرة من الوصول إلى محاصيلهم، واشتطرت حينها مراجعة كل مزارع النقطة الإسرائيلية في الذهاب والإياب، الأمر الذي رفضه مزارعو المنطقة ما تسبب بخسائر اقتصادية لهم إذ يعتمد سكان المنطقة الحدودية على الزراعة الباكورية، وفق رئيس البلدية.

ومنعت اسرائيل أيضًا مربي النحل من الوصول إلى مزارع النحل التي تقدر بما يقارب 2500 خلية رغم مناشدة أصحابها لقوات الفصل التابعة للأمم المتحدة، والمنتشرة في المنطقة للتدخل لسحب خلايا النحل.

وطلبت قوات الفصل في المنطقة كتابًا رسميًا من الحكومة السورية للسماح بسحب خلايا النحل خاصتهم، وفي حين استطاع المربون الحصول على هذا الكتاب لم تستجب إسرائيل لوساطة القوات الأممية، ومنعت من سحب الخلايا التي تعرضت للتلف مع مرور الوقت.

وخلال مشاركته في القمة العربية الطارئة التي استضافتها القاهرة، في 5 من آذار الماضي، دعا الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، الدول العربية إلى تحمل مسؤوليتها في دعم سوريا لمحاربة سياسات إسرائيل والضغط عليها للانسحاب من الجنوب السوري (في إشارة إلى عمليات التوغل البري التي نفذتها إسرائيل جنوبي سوريا بعد سقوط نظام الأسد، ولا تزال مستمرة)، مشيرًا إلى تمسك سوريا والتزامها باتفاق “1974”.

تحرك نحو التصعيد

منذ سقوط النظام، شنت إسرائيل سلسلة من الضربات الجوية المشابهة في الجنوب السوري، قالت إنها تهدف لتدمير ترسانة النظام المخلوع العسكرية.

وتزامنًا مع الضربات الجوية، دخلت آليات عسكرية إسرائيلية لمناطق سورية في محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي سوريا، ولا تزال تتوغل فيها وتنسحب بشكل شبه يومي حتى اليوم.

وتكررت الضربات الإسرائيلية في الجنوب السوري بعد سقوط النظام السوري، إذ تقول إسرائيل إنها ستمنع أي وجود عسكري سوري في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء.

اقرأ أيضًا: دوافع التصعيد الإسرائيلي في سوريا

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة