العمل عن بعد في سوريا (تعديل عنب بلدي)
مواقع “العمل الحر” وتحديات سحب الأموال في سوريا
وفرت منصات العمل الحر، والوظائف عن بعد (أونلاين)، فرصة لكسب العيش وتحقيق الاستقلال المالي لدى الشباب السوريين، في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهونها.
وتختلف تطبيقات ومواقع العمل عن بعد، بين مواقع شائعة يمكن العمل بها بمجرد فهم الأساسيات والطريقة الصحيحة، وهي ما تسمى مواقع “الاستبيانات”، ومواقع وتطبيقات أخرى، تتيح للأفراد فرصة بيع وشراء الخدمات المصغرة والضخمة التخصصية عن طريق الإنترنت مقابل مبالغ محددة، وهذه عادة ما تحتاج إلى متخصصين وأصحاب خبرات.
مواقع “الاستبيانات” وتحدياتها
تعتبر مواقع الاستبيانات الأمريكية مثل “Swagbucks” و”mypoints” الأكثر استخدامًا من قبل السوريين، رغم مستويات الحماية التي ارتفعت بشكل تدريجي.
يعتبر “Swagbucks” من أشهر مواقع الربح من الإنترنت، إذ يسمح للمستخدمين بكسب نقاط تسمى “SB” من خلال القيام بأنشطة متنوعة عبر الإنترنت، مثل مشاهدة الفيديوهات وإجراء الاستطلاعات والتسوق عبر الإنترنت.
ويوفر مجموعة واسعة من المكافآت التي يمكن أن تشمل بطاقات هدايا لمتاجر مشهورة مثل “Amazon” و”Starbucks”، بالإضافة إلى إمكانية استبدال النقاط بمبالغ نقدية تُحوّل إلى حساب “PayPal“.
أما موقع “mypoints”، وهو موقع أمريكي متخصص في استطلاعات الرأي، فيوفر للمستخدمين فرصة الإجابة عن الاستطلاعات مقابل نقاط يمكنهم تحويلها إلى مكافآت مختلفة مثل بطاقات الهدايا، أو رصيد “PayPal”، أو منتجات أخرى.
ويوفر الموقع عدة طرق للربح، كالإجابة عن الاستطلاعات وهي الطريقة الرئيسة للربح من الموقع “MyPoints”، والتسوق عبر الإنترنت، ومشاهدة مقاطع الفيديو، إذ يوفر الموقع مجموعة متنوعة من مقاطع الفيديو التي يمكن للمستخدمين مشاهدتها مقابل نقاط، كما يوفر الموقع مجموعة متنوعة من المهام التي يمكن للمستخدمين إكمالها مقابل نقاط.
واعتمد السوريون عدة طرق للتحايل على مستويات الحماية التي تفرضها هذه المواقع المحظورة ضمن سوريا، لإنشاء حسابات عليها وكسب الأموال من خلالها، منها شراء نسخ مدفوعة من تطبيقات كاسر بروكسي (VPN)، واستخدام أرقام أمريكية متوفرة لفترة محدودة على شبكات الإنترنت، وتصميم بطاقات شخصية أمريكية بمعلومات مزورة لتوثيق الحسابات.
المواقع التخصصية.. مجال مفتوح
يعتمد كثير من المتخصصين في مجالات كالكتابة والترجمة والبرمجة والتصميم والإلقاء الصوتي، على مواقع إلكترونية توفر بيع الخدمات التخصصية الصغيرة والضخمة مقابل مبالغ يتم تحديدها بشكل ثابت من قبل عارض الخدمة أو طالبها، وتختلف بحسب نوع الخدمة.
ويعتبر موقعا “خمسات” و”مستقل” التابعان لشركة “حسوب“، الوجهة الأمثل للعمل الحر والعثور على فرص عمل مربحة من المنزل.
وتوفر منصة “خمسات” فرص عمل للمستقلين في مختلف المجالات، وتتميز بوجود نظام تقييم للمستخدمين، إذ يمكن للعملاء تقييم جودة العمل والالتزام بالمواعيد والاحترافية للمستقلين، مما يساعد في بناء سمعة للمستقلين وجذب المزيد من العملاء.
كما تتميز المنصة بسهولة الاستخدام والتسجيل، وتوفر نظام دفع آمنًا يضمن حماية العميل والمستقل، إذ يتم دفع المبلغ مقدمًا، ويتم حفظ المبلغ في حساب خاص حتى يتم استكمال العمل، وبعد الانتهاء من العمل، يتم إطلاق المبلغ للمستقل.
وتتيح المنصة للمستقلين تحديد أسعار خدماتهم وتحديد مدة التسليم، حتى يتمكن العملاء من اختيار الخدمات التي تناسبهم، والتعاقد مع المستقلين المناسبين.
ويعد موقع “مستقل” منصة عربية تتيح لأصحاب المشاريع والشركات التعاقد مع مستقلين محترفين للقيام بأعمالهم، وبنفس الوقت يتيح للمستقلين المحترفين مكانًا لإيجاد مشاريع يعملون عليها ويكسبون من خلالها.
وتعمل المنصة على وصل الشركات وأصحاب المشاريع بأفضل المستقلين المحترفين لمساعدتهم على تنفيذ أفكارهم ومشاريعهم، كما يتيح للمستقلين مكانًا لإيجاد مشاريع يعملون عليها وزيادة مصادر دخلهم.
عقبات سحب الأموال للسوريين
تستخدم مواقع العمل الحر العديد من طرق سحب الأموال المستحقة لمستخدميها، ولعل أشهر هذه الطرق المعتمدة من قبل السوريين “paypal” و”Visa” و”المحافظ الالكترونية”.
وعلى الرغم من توقف خدمات هذه التطبيقات في سوريا، اعتمد الكثير من السوريين على أصدقائهم وأقربائهم الموجودين خارج سوريا، وتحويل المبالغ إلى حساباتهم الشخصية على هذه التطبيقات، ومن ثم إيجاد طريقة أخرى لتحويل الأموال بشكل شرعي أو غير شرعي إلى سوريا.
وفي الوقت الذي انتشر فيه وجود أشخاص وشركات وسيطة غير شرعية في سوريا، كان من الصعب معرفة من يمكن الوثوق به، وكثيرًا ما يتعرض المستخدمون لعمليات احتيال وسرقة من قبل الوسطاء، عدا عن النسب العالية التي كانت تُطلب مقابل سحب الأموال.
هل تعود خدمات تبادل الأموال العالمية
تواصلت عنب بلدي مع فريقي الدعم لكل من شركتي “paypal” و”visa”، وهما يعتمدان على الرد الآلي لخدمة العملاء، للسؤال حول أسباب توقف خدماتهما في سوريا.
واتفقت الإجابتان أن سبب حظر الخدمات هو وجود سوريا تحت العقوبات الأمريكية من قبل “OFAC“، وهو مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية.
وبحسب الرد الآلي لفريق دعم “paypal”، فلا يوجد توجه لإعادة تفعيل خدمات الشركة في سوريا بالوقت الحالي أو المستقبل.
وأوضح الرد من شركة “visa”، أن البنوك السورية معزولة إلى حد كبير عن النظام المالي العالمي، وبالتالي لا يمكنها التعامل مع شبكات الدفع العالمية مثل “visa” و”mastercard”، وهذا يشمل التحويلات الدولية، والدفع عبر الإنترنت، وحتى إصدار بطاقات ائتمان أو خصم عالمية.
وتضمن الرد وجود مخاوف تتعلق بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتصنف سوريا كبيئة عالية المخاطر من قبل الشركات والمؤسسات المالية الكبرى، التي تقيّم المخاطر المرتبطة بالتعامل مع الدول بشكل دوري ومستمر.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :