
مشكلات في النوم واضطرابات هضمية
آثار صحية لتغير نمط الحياة بعد رمضان

د. أكرم خولاني
يتكرر الحديث في كل عام عن المشكلات الصحية التي تصيب بعض الأشخاص بعد انتهاء شهر الصيام، إذ إن الشهر الكريم هو فترة استثنائية من السنة يختلف فيها نمط الحياة اليومي عن النمط المتبع طيلة العام، وخصوصًا من حيث مواعيد النوم والاستيقاظ ومواعيد تناول الطعام، ومع حلول عيد الفطر وانتهاء الطقوس الرمضانية يحدث تغير مفاجئ في نمط الحياة اليومي، وبالنسبة لبعض الأشخاص يكون من الصعب التأقلم مع نمط الحياة الجديد فورًا، وهذا يسبب بعض المشكلات لهم.
ما المشكلات التي يعاني منها الناس بعد انتهاء شهر رمضان
اضطرابات النوم: تعتاد الساعة البيولوجية للجسم في رمضان السهر والاستيقاظ في فترة السحور ثم النوم بعد الفجر وفي ساعات الصباح، ويؤدي التغير المفاجئ في مواعيد النوم والاستيقاظ بعد رمضان لدى كثير من الناس إلى ما يسمى بالنوم العكسي، أي النوم نهارًا والأرق ليلًا، وهذا يتسبب بالنعاس والتشوش وضعف التركيز والخمول طيلة اليوم.
الاضطرابات الهضمية: يعاني الكثير من الناس خلال الأيام الأولى بعد انتهاء رمضان من اضطرابات هضمية كعسر الهضم، وحرقة المعدة، والانتفاخ والمغص والإسهال، ويعود ذلك لأسباب عديدة:
- التغير المفاجئ بمواعيد وعدد وجبات الطعام التي اعتادها الجهاز الهضمي طيلة شهر الصيام.
- تناول وجبة إفطار ثقيلة صباح العيد، ما يسبب عسر الهضم.
- الإفراط في تناول اللحوم والمأكولات الدسمة، ولأكثر من مرة خلال اليوم، فينتج عن ذلك الشعور بالتخمة والتعب والخمول، إضافة إلى ارتفاع نسبة الشحوم وحمض البول في الدم.
- الإفراط في تناول الحلويات، التي تحوي الكثير من الدهون والسكريات والسعرات الحرارية، ما يسبب إرباك الجهاز الهضمي وحدوث الانتفاخ المغص والإسهال.
- الإفراط في شرب القهوة، وهذا يزيد من حموضة المعدة ويسبب حرقة في المريء.
كيف نتجنب الاضطرابات الصحية بعد رمضان؟
نصائح لتجنب حدوث اضطرابات النوم:
من المهم التركيز على الحصول على ساعات كافية من النوم، أي أن يكون عدد ساعات النوم 7–9 ساعات يوميًا، وتجنب النوم المتقطع، ويكون ذلك من خلال ما يلي:
- الاستيقاظ باكرًا والتعرض لضوء الشمس لمدة لا تقل عن ساعة عن طريق قتح ستائر النواقذ والسماح لضوء النهار بالدخول، وهذا يؤدي إلى تقليل إفراز الميلاتونين (هرمون النوم) المسؤول عن تنظيم عملية النوم وضبط الساعة البيولوجية في الجسم.
- عدم الركون إلى النوم في النهار في أيام العيد.
- تجنب المنبهات والمأكولات والمشروبات الحاوية على الكافيين مساء.
- تجنب إطالة النظر إلى التلفاز أو شاشات الأجهزة الإلكترونية الذكية مساء.
- عدم تأخير وجبة العشاء.
- ممارسة المشي في الطبيعة خلال إجازة العيد وفي الأيام التي تليها، لإعادة الجسم إلى توازنه.
نصائح لتجنب حدوث الاضطرابات الهضمية:
يجب العودة إلى الروتين الغذائي الصحي من حيث عدد الوجبات اليومية وأوقاتها ومن حيث نوعية الطعام، وذلك كما يلي:
- التدرج في تعويد المعدة على استقبال الطعام، عن طريق تناول وجبة إفطار خفيفة، وتناول الوجبات الرئيسة في أوقات مقاربة لأوقات السحور والإفطار، ثم تقريب مواعيد الوجبات تدريجيًا إلى مواعيد الوجبات المعتادة.
- تجنب الإفراط بتناول الطعام وتناوله بصورة وجبات محددة، مع تصغير حجم الوجبة وزيادة عدد الوجبات، وتجنب الاستمرار في التقاط الطعام طوال اليوم دون تحديد مواعيد الوجبات لأن ذلك يؤدي إلى تناول كميات كبيرة من الطعام دون الشعور بذلك.
- اعتماد الأطعمة المنزلية والابتعاد عن المأكولات الجاهزة، واختيار اللحوم قليلة الدسم (لحم الخاصرة، فيليه، صدر دجاج)، إضافة إلى التخفيف من المقليات والصلصات السميكة.
- عدم الإكثار من تناول الحلويات والشوكولا، والاستعاضة عنها بكوب من العصير الطبيعي أو حبة فواكه أو سلطة الفواكه التي تحتوي على المعادن والفيتامينات والألياف الغذائية المفيدة التي لا توجد في الحلويات.
- عدم الإكثار من المشروبات الغازية في أثناء الزيارات أو مع الوجبات السريعة الجاهزة، والإقلال من تناول الأطعمة التي تهيج المعدة وتزيد من حموضتها كالمقليات والمعجنات وتلك التي تحتوي على بهارات حارة وتوابل.
- الحرص على شراء المأكولات الجاهزة من مصادر آمنة وموثوقة، وعند تناول الطعام خارج المنزل يجب اختيار المطاعم والأماكن النظيفة.
- مراعاة الأشخاص المرضى (السكري، الضغط…) في الأسرة نفسها بإعداد بعض الأصناف التي تتناسب مع مرضهم ومع حميتهم الغذائية، كذلك مراعاة الزوار وعدم إلزامهم بتناول جميع الأصناف المنوعة على المائدة.
- ممارسة المشي في الطبيعة خلال إجازة العيد وفي الأيام التي تليها، لإعادة الجسم إلى توازنه، وعدم الركون إلى النوم والخمول.
- مرافقة الأطفال عند ذهابهم إلى الأماكن الترفيهية، ومنعهم من شراء الأطعمة والمشروبات المكشوفة وغير النظيفة وغير الصحية.
- توعية الأطفال من قبل الأهل، وشرح الآثار الضارة المترتبة على الإفراط بتناول مأكولات العيد وكذلك الناجمة عن تناول مأكولات غير نظيفة وغير صحية.
ونؤكد على ضرورة العودة لممارسة التمارين الرياضية ابتداء من الأسبوع الأول بعد رمضان، ويجب أن يكون ذلك تدريجيًا لمن كان قد توقف عن ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان.
ورغم بساطة النصائح التي ذكرناها، فإن لاتباعها تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا على الجسم، ويجنبه الاضطرابات الصحية ويساعده على استعادة الحيوية والنشاط.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :