
من مباراة المنتخب السوري أمام باكستان في تصفيات كأس آسيا- 25 من آذار 2025 (الاتحاد السوري لكرة القدم)
من مباراة المنتخب السوري أمام باكستان في تصفيات كأس آسيا- 25 من آذار 2025 (الاتحاد السوري لكرة القدم)
عنب بلدي – هاني كرزي
خاض المنتخب السوري، الأسبوع الماضي، أولى مبارياته الرسمية بعد سقوط النظام، التي فاز فيها على نظيره الباكستاني ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا، ورغم هذا الفوز، فإن الأداء المتواضع الذي قدمه المنتخب خيّب آمال السوريين، وسط مطالبات بإجراء تغييرات في التشكيلة وأسلوب اللعب لتطوير مستوى المنتخب مستقبلًا.
المنتخب السوري فاز على نظيره الباكستاني بهدفين نظيفين، في المباراة التي أقيمت بمدينة الإحساء بالسعودية، في 25 من آذار الحالي، ضمن الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا لكرة القدم عام 2027.
وسجل المنتخب السوري الهدف الأول عن طريق اللاعب أحمد فقا في الدقيقة الـ23 من الشوط الأول من رأسية مستفيدًا من ضربة ركنية، في حين سجل المهاجم عمر السومة الهدف الثاني في الدقيقة الـ56 من الشوط الثاني.
المنتخب الباكستاني كان عقيمًا هجوميًا، ولا سيما أنه يقبع في التصنيف 195 بين منتخبات العالم، إلا أن ظهور المنتخب السوري في أول مباراة له بعد سقوط النظام لم يكن مرضيًا للجماهير، رغم استعادة أسماء جيدة للمنتخب كعمر السومة وعمر خريبين.
وقال الصحفي الرياضي حسين مصطفى، إن المستوى المتواضع الذي ظهر عليه المنتخب السوري أمام باكستان يعود لأسباب كثيرة، أبرزها عدم التجانس والتفاهم بين اللاعبين، إذ إن هذه التشكيلة تشارك لأول مرة مع بعضها.
وأضاف حسين لعنب بلدي، أن أغلب هذه الأسماء أصبحت من الماضي، ولم يبقَ لديها شيء جديد لتقديمه مع منتخب سوريا، ومتوسط أعمار هذه التشكيلة 30 عامًا و”هذه مصيبة بحد ذاتها”، إضافة إلى أن إعادة إحياء بعض اللاعبين واستدعاءهم للمنتخب “كان قرارًا غير موفق”، وجميع الجماهير السورية تطالب بإبعاد هذه الأسماء بعد فشلها في بلوغ كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019.
من جهته، قال الصحفي والمعلق الرياضي ميشال سعد، لعنب بلدي، إن نصف التشكيلة الأساسية لمنتخب سوريا كانت بمستوى سيئ، ولا يجب أن تلعب بالتوقف الدولي المقبل وخاصة في مركزي الدفاع والوسط، مضيفًا أن اللاعبين إلياس هدايا وأحمد فقا وعمار رمضان وعمر السومة وعمر خريبين، هم فقط من سيكون مكانهم مضمونًا في التوقف الدولي المقبل.
وأشار ميشال إلى أن الفوز بهدفين فقط وبلا أداء، كان أقل من المتوقع لمنتخب سوريا، وكانت هناك سيطرة واستحواذ سلبيين بأغلب الأحيان، “ولم نشاهد كرات كثيرة من الأطراف ولا من الأظهر، ولو واجهنا خصمًا أقوى بقليل من باكستان، مثل قيرغيزستان أو تركمنستان لخسرنا”.
ولفت ميشال إلى أن المنتخب كان يعاني أمام باكستان من الرتم البطيء في الحركة، والتمركز الخاطئ من اللاعبين والتمريرات غير الصحيحة، ولم يكن هناك تنسيق جيد بين الوسط والهجوم.
وحول مسؤولية المدرب خوسيه لانا عن سوء الأداء، قال ميشال، إن المدرب جيد لكنه جاء إلى سوريا بالوقت الخطأ، فليس هناك اعتماد على اللاعبين المغتربين، والدوري المحلي متوقف، ولم يشارك المنتخب في استحقاقات كبيرة، وبالتالي أفضل مدرب في العالم لن يستطيع تقديم أي فائدة للمنتخب في ظل الظروف الحالية.
قائمة المنتخب السوري التي اعتمدها المدرب الإسباني خوسيه لانا أثارت انتقادات كثيرة بعد إعلانها، لتزداد الانتقادات أكثر بعد المستوى المتواضع لسوريا أمام باكستان.
وطالب حسين مصطفى بإبعاد جيل تصفيات كأس العالم 2018، لأن أغلب هذه الأسماء أصبحت عبئًا على المنتخب الوطني، ولم يعد بإمكانها تقديم مستوى يوازي ما وصلت إليه باقي منتخبات آسيا.
وشدد حسين على أنه ضمن التشكيلة الحالية هناك بعض الأسماء الشابة، التي تستحق الوجود وأخذ الفرصة مع منتخب سوريا، إضافة إلى أهمية الاستعانة ببعض المواهب الموجودة في منتخبي الشباب والأولمبي، مثل أنس دهان وحسن دهان والاند عبدي ومحمود النايف.
وأكد حسين أن المطلوب إعادة هيكلة منتخب سوريا على المدى القريب، والاعتماد على اللاعبين المغتربين والمحترفين في الأرجنتين ودول أوروبا، الذين يلعبون مع أنديتهم بشكل أساسي، في ظل سوء مستوى الدوري المحلي وتراجع جودة اللاعب المحلي.
يوجد كثير من اللاعبين السوريين الذين يحترفون في دوريات أمريكا الجنوبية وأوروبا، مثل داليهو وفاكوندو مطر واستيبان جليل وبابلو صباغ وأيهم أوسو وخليل إلياس وايمليانو.
على المدى البعيد قال حسين، إنه يجب جلب مدير فني للمنتخبات الوطنية على مستوى عالٍ ليشرف على الفئات العمرية لمنتخبات سوريا، لكي يعمل من الألف إلى الياء، لتطوير جيل جديد سيكون نواة الكرة السورية بعد سنوات.
بدوره، أكد ميشال سعد أهمية إعادة هيكلة المنتخب السوري، والعودة لاعتماد بعض الأسماء التي قدمت مستويات مميزة سابقًا مع سوريا، ومنها عبد الرحمن ويس، الذي يعد أفضل ظهير في سوريا وعودته مطلب أساسي في التوقف الدولي المقبل.
وفي حوار سابق لعنب بلدي مع المدرب السوري أحمد عزام، انتقد تشكيلة المنتخب لخوض تصفيات كأس آسيا 2027، مشيرًا إلى أن المدرب خوسيه لانا استدعى حوالي عشرة لاعبين فوق الـ30 عامًا، في حين أن منتخبي الشباب والأولمبي يضمان لاعبين مميزين.
وذكر عزام أنه يمكن استدعاء أفضل لاعبي الشباب والأولمبي لمنتخب الرجال، بحيث تكون التصفيات الآسيوية بمنزلة اختبار لهم، مع الاعتماد على بعض لاعبي الخبرة، وبالتالي يصبح لدينا منتخب قوي مستقبلًا يمزج بين روح الشباب والخبرة.
يخوض المنتخب السوري التصفيات المؤهلة لكأس آسيا، ضمن المجموعة الخامسة، التي تضم إلى جانبه باكستان وميانمار وأفغانستان، ويحتاج إلى تحقيق المركز الأول ضمن المجموعة، لضمان التأهل إلى بطولة كأس آسيا 2027، التي تستضيفها السعودية.
وعقب فوزه في الجولة الأولى على باكستان، تصدر المنتخب السوري المجموعة الخامسة بثلاث نقاط، بينما تأتي ميانمار في المركز الثاني بذات الرصيد، لكن المنتخب السوري يتقدم بفارق الأهداف، في حين تأتي أفغانستان وباكستان في المركزين الثالث والرابع على التوالي بلا نقاط.
في المباراة الثانية، يلتقي المنتخب السوري مع نظيره الأفغاني على أرض الأخير، في 10 من حزيران المقبل، ثم ميانمار، في 9 من تشرين الأول المقبل.
يعود المنتخب السوري لمواجهة منتخب ميانمار على أرض الأخير، وفي 18 من تشرين الثاني المقبل، يلتقي مع باكستان، ثم تخوض سوريا آخر مبارياتها في السعودية ضد المنتخب الأفغاني، في 31 من آذار 2026.
ويرى الصحفي الرياضي مازن الريس، في حديث لعنب بلدي، أن مجموعة منتخب سوريا ليست سهلة، خاصة عندما نتحدث عن عدم ثبات أداء لاعبي منتخب سوريا أنفسهم، فالمنتخب الذي تعادل مع ميانمار في تصفيات كأس العالم 2026، وانتصر عليها بالسبعة بعد خمسة أيام، لا يمكن أن يعطيك صورة واضحة عن مستواه.
وتوقع الريس أن يخطف المنتخب السوري صدارة المجموعة ويتأهل لكأس آسيا، ولكن الفكرة بطريقة التأهل كمتصدر، وهل سيعاني منتخب سوريا قبل التأهل، أم سيحسم الأمور بسهولة مبكرًا، مشيرًا إلى أن أصعب مباراة ستكون أمام أفغانستان.
في السياق ذاته، قال الصحفي الرياضي همام كدر، إن من حسن حظ المنتخب السوري أن هناك فرصة أخرى لبلوغ كأس آسيا، بعدما أهدر بطريقة غريبة فرصة التأهل المباشر من الدور الثاني.
وأضاف كدر لعنب بلدي، “نظريًا المنتخب السوري الأقوى ليس فقط في المجموعة، ولكن بين جميع المنتخبات الـ24 التي تلعب هذا الدور من التصفيات، فهو الأعلى تصنيفًا (95)، وبالتالي أي نتيجة غير صدارة المجموعة والتأهل والفوز بعدد نقاط عالٍ، يعد فشلًا جديدًا للكرة السورية”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى