الجفاف يضرب المحاصيل ويلحق خسائر بمزارعي الحسكة

أرض زراعية جنوب القامشلي - 23 آذار 2025 (عنب بلدي/ مجد السالم)

camera iconأرض زراعية جنوب القامشلي - 23 آذار 2025 (عنب بلدي/ مجد السالم)

tag icon ع ع ع

الحسكة – مجد السالم

باتت ثمانية هكتارات يملكها المزارع الخمسيني أحمد المخيلف “قاحلة”، بسبب قلة الأمطار والجفاف الذي طالها في قرية المشيرفة جنوب القامشلي، وخسر محصول الشعير فيها.

على مد النظر، يشير أحمد إلى الأراضي المحيطة بأرضه وقد تحولت جميعها إلى “مساحات فارغة جرداء”.

وقال أحمد لعنب بلدي، إن المزارعين، خاصة الذين يعتمدون على مياه الأمطار في ري أراضيهم، تكبدوا خسائر بملايين الليرات السورية إثر الجفاف.

يتشابه حال المزارع أحمد مع مئات المزارعين في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، إذ تسبب الجفاف في الموسم الحالي بخسائر مالية لهم.

خسائر أكبر لمربي الثروة الحيوانية

اعتبر حميد الأسود (60 عامًا) من ريف تل حميس الجنوبي، وهو مربي أغنام، أن خسارته مضاعفة بسبب الجفاف وشح الأمطار.

وقال حميد لعنب بلدي، إنه زرع نحو 80 هكتارًا بالشعير من أجل تأمين الأعلاف لقطيع الأغنام الذي يمتلكه، إذ يقوم عادة بتخزين الشعير والتبن كي لا يضطر لشرائهما من التجار.

شح الأمطار هذا العام تسبب له بخسارة كامل المساحات المزروعة، ما يعني أنه سيضطر لتحمل خسارة الفلاحة وتجهيز الأرض والبذار، كما أنه سيكون مضطرًا لشراء ما يحتاج إليه من أعلاف من التجار بأسعار مرتفعة.

محصول السقي تأثر أيضًا

لا يقتصر التأثير السلبي لشح الأمطار على الزراعات البعلية، بل يمتد ليطول المساحات المروية التي تعتمد على الأنهار أو الآبار الارتوازية.

إبراهيم الحميد (40 عامًا) من قرية السوقية جنوبي القامشلي، قال لعنب بلدي، إن شح الأمطار زاد من تكاليف السقاية لمحصول القمح الذي يمتلكه (10 هكتارات) بمقدار نحو 50%، لأنه في الأيام الممطرة يوقف عادة المضخات لعدة أيام، وأحيانًا لأسبوع، ما كان يوفر كميات “جيدة” من المحروقات.

المهندس الزراعي طارق العايد (40 عامًا) من الحسكة، قال لعنب بلدي، إن غياب الأمطار يعد عنصرًا حاسمًا في ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي، إذ يعتمد أغلب المزارعين على مضخات المياه لتشغيل مشروعات الري بشكل مستمر، وهطول الأمطار يوفر في استهلاك وقود تشغيل المضخات، وهذا ما لم يحصل في الموسم الحالي.

وأضاف المهندس أن ذلك أدى أيضًا إلى جفاف بعض الآبار وانخفاض منسوب المياه بشكل ملحوظ، ما يزيد من صعوبة الحصول على المياه اللازمة للري، وهناك من المزارعين من اضطر لزيادة عمق المضخات للوصول إلى “المياه الغائرة”، وهذا كله يزيد من التكاليف.

وبحسب ما علمته عنب بلدي من عدة مزارعين، فإن “الإدارة الذاتية” تخصص المحروقات للمشاريع بحسب عمق المضخة، حيث تمنح المشاريع التي مضخاتها بعمق أقل من 50 مترًا 12 ليتر مازوت لكل دونم، وبعمق 51-100 متر 20 ليترًا لكل دونم، والتي بعمق 101-150 مترًا 25 ليترًا لكل دونم.

وفي حال كانت المضخة بعمق أكثر من 150 مترًا، يخصص 30 ليترًا لكل دونم، لكن هذه الكميات لا تمنح بشكل كامل، وعادة ما يتأخر صرف المخصصات، ما يضطر المزارعين لشراء المازوت من “السوق السوداء” بسعر 5000 ليرة سورية لليتر الواحد.

تأجير الأرض لمربي الأغنام

لجأ الخمسيني خالد الوادي من تل حميس الشرقي إلى تأجير أرضه (9 هكتارات) إلى مربي الأغنام في منطقته، لتقليل خسائره قدر الإمكان، بعد أن “فقد الأمل” في الحصول على أي إنتاج منها خلال الموسم الحالي، بحسب حديثه لعنب بلدي.

ويتراوح سعر بيع الدونم من الأرض كمرعى للأغنام بين 15 ألفًا و50 ألف ليرة سورية، بحسب حالة المحصول.

ولا توجد حتى الآن إحصائيات رسمية عن مقدار المساحات المتضررة في المحافظة جراء الجفاف، في حين أصدرت “الإدارة الذاتية” قرارًا قيدت فيه نقل المحاصيل الزراعية من قمح وشعير وذرة صفراء وقطن وتصديرها خارج المحافظة بسبب الجفاف.

وتشتد أزمة نقص المياه في سوريا يومًا بعد آخر، وينخفض منسوب المياه إلى مستويات غير مسبوقة، وجفّت مصادر مياه رئيسة وأخرى في طريقها إلى الجفاف، وأسهمت أطراف الصراع بتدمير البنية التحتية التي كانت توفر خدمات المياه.

واعتبر المؤشر العالمي لمخاطر الصراع لعام 2022، أن سوريا أكثر البلاد عرضة للجفاف في منطقة البحر المتوسط، وحذرت الأمم المتحدة من أن موجات الجفاف في هذه المنطقة ستزداد طولًا وشدة، وأصبح الحصول على مياه صالحة للشرب يشكل تحديًا لملايين السوريين.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة