رحل الطبيب الخلوق و”الملاك الثائر”، كما نعاه أصدقاؤه، مدير صحة حماة الدكتور حسن الأعرج، الذي كان مثالًا للأطباء في سوريا، ونعته هيئات حقوقية، ووصفه المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، بأنه “يحظى باحترام وحب على نطاق واسع في سوريا، وموضع تقدير في مهارته وإيثاره”.
كيربي قال في بيان نشرته الخارجية الأمريكية، الجمعة 15 نيسان، “لقد هالنا نبأ مقتل الدكتور حسن الأعرج، فقد كان قائدًا مبتكرًا في مجال تقديم الرعاية الطبية العاجلة”، مؤكدًا أن الهجمات التي تستهدف المدنيين “أعمال مقيتة”، ومعزيًا عائلته.
وأظهرت الوقفة الاحتجاجية التي خرجت أمام مشفى كفرزيتا التخصصي في ريف حماة الشمالي، في جمعة “الإصرار” 15 نيسان، مدى محبة الأهالي لمدير صحة حماة الطبيب حسن الأعرج، وجاءت تنديدًا باستهداف القوات الروسية ونظام الأسد للمنشآت والكوادر الطبية في سوريا.
بدوره نعى الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة السورية، الأعرج، في بيان الأربعاء 13 نيسان، معتبرًا أن الهجوم كان مدروسًا ومتعمدًا، لافتًا إلى أن “هذه الجريمة تفتح الباب أمام احتمالات خطيرة، خاصة كونها تستهدف شخصية طبية مرموقة، علاوة على كونها جريمة حرب استهدفت مشفى”.
كما أجمع الناشطون وكافة الهيئات السورية التي نعت الأعرج، على أنه كان هدفًا لطائرات روسية في عملية “اغتيال” مدبرة، على اعتبار أن الصاروخ استهدف سيارته بشكل مباشر بالقرب من مشفى المغارة المركزي بمدينة كفرزيتا.
عمل الأعرج لسنوات داخل “مدينة البراميل” كفرزيتا، كما يصفها أهلها، وتضرر مشفاه مرات عدة جراء استهدافه بشكل مباشر، ما دعاه لتهيئة مركز طبي تحت الأرض، إلى أن قتل الأربعاء 13 نيسان أمام المركز إثر غارة جوية.
الطبيب حسن محمد الأعرج، من مواليد كفرزيتا في ريف حماة الشمالي، ومن أوائل الثائرين ضد النظام في المدينة، ويصفه زملاؤه بأنه كان من “أصحاب الأيادي البيضاء في الثورة”، وشارك في الوقفة الاحتجاجية أمام قصر الأمم المتحدة مرتديًا لباسه الأبيض، كانون الأول الماضي، تضامنًا مع الكوادر الطبية الذين قتلوا في سوريا، إلى أن أصبح اليوم واحدًا منهم.