حلب – محمد العمر
أوضحت “الشركة السورية التركية القابضة – شركة إعمار سوريا” حقيقة إزالة نصب “الشهداء” من ساحة “سعد الله الجابري” وسط مدينة حلب، ضمن مشروع تجميل الساحة.
وقال مدير شركة إعمار سوريا المهندس أنس كلزية، لعنب بلدي، إن تصميم المشروع تم تقديمه بالتشاور والنقاش مع عمادة كلية الهندسة المعمارية بجامعة “حلب”، حيث تم تجهيز مقترحين وتقديمهما إلى محافظة حلب.
وأضاف كلزية، أنه تم الحفاظ على نصب الشهداء في أحد التصميمين، بينما اقترح التصميم الآخر إزالته، مشيرًا إلى أن الأمر لم يحسم بعد، وهو بعهدة محافظ حلب، عزام الغريب، مبينًا أنه تم إعلام الشركة بتنفيذ أعمال الإصلاح وتجميل الساحة، باستثناء استبدال النصب لحين دراسة الموضوع واتخاذ القرار المناسب.
وفي حال استبدال نصب “الشهداء”، سيتم وضع رمز يخص مدينة حلب وفق كلزية، الذي قال إن مدة تنفيذ المشروع تصل إلى نحو شهرين.
ما نصب “الشهداء”
يعتبر نصب “الشهداء” من الأعمال الفني التي لا تزال حاضرة في شوارع مدينة حلب، وهو من تنفيذ النحات السوري عبد الرحمن مؤقت، وقد تم تشييده في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، واستخدم فيه الحجر الحلبي الأصفر.
أما عبد الرحمن مؤقت صاحب العمل الفني، فهو من مواليد حلب عام 1946، وبدأ منذ شبابه بممارسة الفن التشكيلي والنحت، ثم أصبح أستاذ مادة النحت في مركز الفنون التشكيلية بحلب، وله العديد من النصب التذكارية بينها “قاعدة المجد القتالي” عند مدخل مدينة الرستن، والنصب الموجود في مطار حلب الدولي.
انتقادات لإزالة التمثال
بدأ الجدل خلال الأيام الماضية مع انتشار صور للتصاميم المقترحة لشكل ساحة “سعد الله الجابري” التي تعدّ الساحة المركزية الرئيسية في مدينة حلب، والتي تحتضن الفعاليات الرسمية والشعبية، حيث أظهرت بعض الصور أنه سيتم إزالة نصب الشهداء.
واعتبر ناشطون أن النصب يحمل رمزية تاريخية لمدينة حلب، إذ يخلّد ذكرى شهدائها، ويتماشى مع نسيجها العمراني وطبيعة بنيانها عمومًا، مطالبين بعدم التسرع في إزالة النصب قبل إجراء ما يكفي من دراسات ومناقشات مع أهالي المدينة والمعماريين المختصين فيها، نظرًا لما يحمله من قيمة تاريخية وجمالية وثقافية.
مديرة منتدى “رياض نداف” الثقافي، الأديبة رياض نداف، قالت عبر “فيس بوك” إنها تواصلت مع الهيئة السياسية في محافظة حلب، ووضعتهم بصورة أهمية النصب في ذاكرة المدينة، ومكانة الفنان عبد الرحمن مؤقت في حلب.
وذكرت أنه تم إبلاغها أن النصب سيظل في مكانه، وإن تم التفكير بإزاحته لاحقًا فسيكون بالتشاور والتباحث مع المعنيين في حلب من فنانين تشكيليين ومثقفين.