
تعبيرية (Canva)
تعبيرية (Canva)
“أصبت بالكريب واضطررت لشراء الدواء التركي، لأنه أرخص من الدواء الوطني بـ 20 ألف ليرة سورية”، قال الشاب عمار محسن (28 عامًا) لعنب بلدي.
وتابع “الدواء الوطني لا ينخفض سعره رغم انخفاض سعر الصرف، لذلك جاء الدواء التركي كحل مؤقت”.
وكما انتشرت المنتجات التركية في الأسواق السورية، غزت الأدوية التركية صيدليات العاصمة دمشق.
يحيى العبد، الذي يملك صيدلية في منطقة مشروع دمر في دمشق، قال إنه لا يبيع الأدوية التركية في صيدليته نظرًا لفعاليتها المنخفضة، ومصادرها المجهولة.
90% من الأدوية التركية مصدرها التهريب، وأسعارها أرخص من الدواء الوطني لأن تكلفة إنتاج الدواء الوطني مرتفعة من حيث الوقود والمواد الأولية، بحسب يحيى.
وأشار إلى أن الأقبال على الأدوية التركية مقتصر على الطبقة الفقيرة نظرًا لانخفاض أسعارها بنسبة 30% مقارنة بالدواء الوطني.
اشترت ريما الباشا (35 عامًا) من منطقة جديدة عرطوز، ثلاث عبوات من مضاد الالتهاب التركية، ولم تشهد أي تحسن بحالتها الصحية.
سعر مضاد الالتهاب الوطني 53 ألف ليرة سورية، بينما التركي 30 ألف ليرة سورية، قالت ريما، “لذلك نحن مجبرون على شراء الدواء الأرخص حتى لو كان ذو فعالية منخفضة”.
وأوضحت فاطمة غنيم التي تملك صيدلية في منطقة جديدة عرطوز، وتعمل في مجال تركيب الأدوية في شركة “ابن حيان” للصناعات الدوائية، أن الأدوية التركية فعاليتها منخفضة بسبب قلة جودة المواد الداخلة في صناعتها.
تكلفة المواد الأولية لصناعة الدواء في سوريا مرتفعة وبالقطع الأجنبي، كما تحتاج عملية الصناعة إلى وقود بكميات ضخمة، مما ينعكس على أسعار الدواء في الأسواق، وفقًا لفاطمة.
وحاولت عنب بلدي التواصل مع نقابة الصيدلية في دمشق ولم تتلقَ ردًا.
وقبل سقوط نظام الأسد كان بيع الأدوية المستوردة ممنوعًا بشكل غير نظامي في الصيدليات.
وفي تصريح سابق مطلع عام 2024 لنقيب صيادلة سوريا، وفاء كيشي، لـ“أثر برس“، أوضحت أن الأدوية الأجنبية المسموحة في الصيدليات هي الأدوية المستوردة بشكل نظامي من قبل وزارة الصحة أو الوزارات المختصة، أما الدواء الأجنبي غير المستورد بشكل رسمي فلا يسمح بوجوده.
وأردفت كيشي أن الطلب ليس كبيرًا على الأدوية الأجنبية قائلة، “لدينا أدوية وطنية آمنة وفعالة ومراقبة وتغطي تقريبًا 95% من الحاجة الصحية في سوريا، سيما وأن الدواء الأجنبي سعره مرتفع”.
“لا يوجد شيء اسمه استيراد جميع أصناف الدواء الأجنبي”، بحسب ما أشارت إليه كيشي، متابعة، “لدينا أدويتنا الوطنية الآمنة والفعالة والمراقبة وهي تغطي حاجة السوق، فلم نستورد الدواء الأجنبي؟”.
أثر انتشار المنتجات التركية في الأسواق السورية، بقدرة المنتج السوري على المنافسة، خاصة مع ارتفاع تكاليف الإنتاج المحلي.
وصرح المكتب الإحصائي التركي أن الصادرات التركية إلى سوريا بلغت 2.2 مليار دولار العام الماضي، في حين بلغت الواردات من سوريا 437 مليون دولار.
في حين، بلغت فقط في شهر كانون الأول 2024، 233.7 مليون دولار، أي حوالي ربع مليار دولار، كأعلى رقم خلال السنوات العشر الأخيرة على أساس شهري.
وأظهرت بيانات مجلس المصدرين الأتراك، ارتفاع الصادرات التركية إلى سوريا بنسبة 20% في كانون الأول 2024.
وقال رئيس مجلس الأعمال التركي السوري، إبراهيم فؤاد أوزجوريكجي، إن تركيا تهدف إلى وصول حجم التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولار على المدى المتوسط.
وارتفعت صادرات المعدات التركية إلى سوريا 244% في كانون الثاني 2025، في حين زادت صادرات الأسمنت والزجاج والسيراميك 92%، وصادرات المعادن 73%، كما تجاوزت صادرات الفاكهة والخضروات بأكثر من ثلاثة أمثال.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى