“وطن في سوق النخاسة”.. مقالات عن الثورة

جمع الكاتب والصحفي مصعب الحمادي مجموعة مقالات كتب معظمها في العامين 2015 و2016، في كتابه “وطن في سوق النخاسة”، يتحدث فيها عن الثورة السورية وتحولاتها، والانعطافات والمسارات التي دخلتها.

يوجّه الكاتب والصحفي الحمادي، من خلال مقالاته، انتقادات للكيانات والشخصيات التي تصدرت المشهد الثوري في تلك المدة، وللأجسام السياسية التي نشأت من رحم الثورة.

ويناقش الكيانات العسكرية والكتائب والفصائل، ويضعها على الميزان، في تحليل نقدي، وانتقادي لاذع أحيانًا، منطلقًا من بعض الأحداث في تلك الفترة الزمنية التي كتب فيها الكاتب مقالاته أو زمن أبعد.

وكتب الحمادي عن شخصيات برزت خلال الثورة، وكان لها دورها، مثل حسن الدغيم ورزان زيتونة، وعن قضايا مجتمعية منوعة، خرجت خلال سنوات الثورة الأولى وخلق بعضها جدلًا.

كذلك كتب قصصًا عايشها الكاتب نفسه، مثل قصة هروبه بعد سجنه من قبل أحد الفصائل على خلفية مقال كتبه عن ممارسات أمنية في “المناطق المحررة” حينها.

عنوان الكتاب “وطن في سوق النخاسة”، هو ذاته عنوان مقال قال فيه، “أعطت ثورة الشعب السوري العظيم الفرصة لدول كبرى طامعة، كي تعبث بمصير بلدنا وتطرحه في سوق النخاسة ليُباع كله أو بعضه أو نتف منه، من قبل العديد من الخونة والعملاء والمرتزقة، يأتي على رأسهم بشار الأسد، ثم تطول القائمة لتشمل نخّاسين صغارًا وقوادين وجدوا ما يبيعونه ويتاجرون به من درعا جنوبًا وحتى عين العرب شمالًا”.

الحمادي كاتب وصحفي مستقل وعمل بالترجمة، هو من مواليد عام 1980، وينحدر من قلعة المضيق بريف حماة الشمالي، حاصل على شهادة البكالوريوس بقسم اللغة الإنجليزية من جامعة “دمشق”، ودبلوم في الدراسات الأدبية من جامعة “حمص” (البعث سابقًا).

عمل ناشطًا في بداية الثورة وناطقًا إعلاميًا لفصائل في “الجيش السوري الحر”، ثم ناطقًا عن لجان التنسيق المحلية، ومراسلًا لقناة “أورينت” وموقع “كلنا شركاء” ووكالة “مكلاتشي” الأمريكية في تركيا.

صدرت لحمادي عدة كتب بعضها في الترجمة ومنها قبل الثورة، إضافة إلى مجموعات قصصية مثل “الفارس المزيّف”.

كتاب “وطن في سوق النخاسة” صدر عام 2017 عن دار “نون”، ويقع في نحو 95 صفحة من القطع المتوسط، وهو مشابه لكتاب آخر صدر عن الكاتب نفسه تحت عنوان “غرفة في جبل شحشبو”.