
الكابتن أحمد عزام خلال إشرافه على تدريبات نادي الشعلة- تشرين الثاني 2024 (نادي الشعلة الرياضي)
الكابتن أحمد عزام خلال إشرافه على تدريبات نادي الشعلة- تشرين الثاني 2024 (نادي الشعلة الرياضي)
عنب بلدي – هاني كرزي
انتقد المدرب السوري أحمد عزام تشكيلة المنتخب الأخيرة لخوض تصفيات كأس آسيا 2027، مشيرًا إلى أن المدرب خوسيه لانا استدعى حوالي عشرة لاعبين فوق الـ30 عامًا، في حين أن منتخبي الشباب والأولمبي يضمان لاعبين مميزين.
وذكر عزام في حوار مع عنب بلدي، أنه يمكن استدعاء أفضل لاعبي الشباب والأولمبي لمنتخب الرجال، بحيث تكون التصفيات الآسيوية بمنزلة اختبار لهم، مع الاعتماد على بعض لاعبي الخبرة، وبالتالي يصبح لدينا منتخب قوي مستقبلًا يمزج بين روح الشباب والخبرة.
أحمد عزام لاعب ومدرب سوري، له سجل مميز في الرياضة السورية، وحقق الكثير من الإنجازات مع الفرق والمنتخبات التي لعب معها ودربها، ومن خلال تجربته الطويلة في عالم كرة القدم، تحدث لعنب بلدي عن أبرز المشكلات التي كانت تعيشها الأندية والمنتخبات في سوريا، والتجاوزات التي ارتكبها الاتحاد الرياضي السابق، والمطلوب للنهوض بمستقبل الرياضة السورية.
عاشت الرياضة السورية في عهد الأسد عقودًا من الظلام، إذ كان النظام السوري المخلوع هو المتحكم الأول بالمنتخبات والأندية عبر الاتحاد الرياضي العام الذي كان متهمًا بالفساد والمحسوبيات والفشل في الإدارة.
خلال حكم النظام السوري، تعرض الاتحاد الرياضي العام لاتهامات بفقدانه منظومة كرة القدم، وفشله في تحقيق نتائج إيجابية، واستخدامه الظروف الأمنية في سوريا حجة لتبرير فشله.
وقال المدرب أحمد عزام، لعنب بلدي، إن تجاوزات كبيرة ارتكبت من قبل الاتحاد الرياضي، الذي كان عبارة عن منظومة فساد، إذ كان يفرض عقوبات بالجملة على اللاعبين والأندية لكسب المال، ويقوم بتعيين مدربي المنتخبات والكوادر الإدارية والفنية بناء على مصالح شخصية، إضافة إلى تدخله في تعيين اللاعبين حسب “الواسطات”، وهو ما كان سببًا رئيسًا في عدم تطور المنتخب السوري.
ولفت عزام إلى أن المدربين في سوريا يفتقدون لكل شيء، فرواتبهم ضئيلة، ولا يحصلون على أي دعم من الاتحاد الرياضي، ولا سيما موضوع الدورات التدريبية والاحترافية المهمة لكل مدرب.
وشدد عزام على أن المدرب رغم أنه يفتقد كل شيء، كان مطالبًا بنفس الوقت بكل شيء، فهو يعمل مدربًا وإداريًا، وهو مسؤول عن متابعة تسديد رواتب اللاعبين، وتأمين وجبات طعام وحوافز لهم، ويعمل أيضًا طبيبًا نفسيًا للاعبين، وإذا خسر الفريق يكون المدرب المسؤول الأول.
المدرب أحمد عزام رُشّح من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ليكون رئيس رابطة اللاعبين المحترفين في سوريا، لكن اتحاد كرة القدم عارض ذلك لأنه كان يريد تعيين شخص من طرفه لتقاسم العوائد المادية معه.
وقال عزام، “لم يكتفِ الاتحاد الرياضي بمنعي من تسلم ذلك المنصب، بل حاول اعتقالي بالتنسيق مع الفروع الأمنية، وحُرمت لمدة عام من مزاولة مهنة التدريب”.
سعى عزام للحصول على شهادة “pro”، وهي أعلى شهادة تدريبية، وتتيح للمدرب تدريب المنتخب الأول، لكن الاتحاد الرياضي، بحسب قوله، رفض ترشيحه لدورة خارجية في الأردن للحصول على هذه الشهادة، بينما قام بترشيح مدرب آخر من طرفه لا يملك خبرة في التدريب للحصول على هذه الشهادة من السعودية على نفقة الاتحاد السعودي، إذ إن دورة “pro” تكلف حوالي 10 آلاف دولار.
تعرض الدوري السوري لانتقادات واسعة تتعلق بتدني المستويات، وانتشار “الفساد والواسطة”، وعقب كل حادثة تظهر تعليقات من المشجعين وموجات سخرية، ومطالب بإغلاق الدوري، واحترام الجماهير المتابعة والمترقبة، ويشهد بشكل متكرر حالات شغب جماهيرية.
وعانت الأندية في سوريا ضائقة مالية، وقرر اتحاد الكرة، عام 2022، تأجيل الدوري لجميع الدرجات والفئات العمرية (لكرة القدم وكرة السلة) بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، ومن أجل تخفيف العبء عن الأندية الرياضية.
وقال أحمد عزام، “خلال إشرافي على تدريب عدة أندية في الدوري السوري، كنا نلعب في ملاعب سيئة جدًا، لا ترقى لمباريات دوري رسمية، ولم تكن هناك رزنامة صحيحة للدوري، حيث كانت تحصل تأجيلات مستمرة للمباريات، وكان هناك تخبط في مواعيد مباريات الدوري وتضارب مع باقي البطولات”.
ولفت عزام إلى أن الأندية كانت تفتقد كذلك حتى لملاعب التدريب، “فكيف سيستطيع المدرب تطوير فريقه دون تدريبات منتظمة في ملاعب مؤهلة؟!”، مشيرًا إلى أن الدوري السوري كان في الحضيض في ظل عدم توفر المقومات اللازمة للنهوض به، من حكام وملاعب ودعم مادي وتنظيم لمواعيد المباريات.
وعانى اللاعبون في سوريا لعقود من الزمن من سوء الملاعب المحلية، في ظل عدم اهتمام حكومة النظام السوري السابق بتطويرها، بل إن الأخير اتجه لتحويلها إلى ثكنات عسكرية ومعتقلات، أو تعمد إهمالها لتصبح مراعي للمواشي.
الاتحاد الرياضي العام قرر استئناف الدوري السوري في 10 من نيسان المقبل، بعد مضي أكثر من أربعة أشهر على إيقافه.
ويرى المدرب أحمد عزام، أنه مع استكمال الدوري، فإن من الأفضل أن تلعب المباريات ضمن نظام التجمع، أي اختيار محافظتين فقط، والأفضل دمشق وحلب، بحيث تلعب الفرق كل مبارياتها فيهما، لأن الظروف الأمنية الحالية لا تتيح أن يلعب كل فريق مبارياته على أرضه، ولا سيما فرق الساحل السوري.
مضى حوالي 95 عامًا على انطلاق أول بطولة لكأس العالم في التاريخ، وما زال المنتخب السوري عاجزًا عن بلوغ المونديال، ففي الوقت الذي استطاعت فيه مختلف منتخبات قارة آسيا تطوير مستواها، كان أداء منتخب سوريا يتدهور عامًا بعد آخر ليصل إلى الحضيض في عهد نظام الأسد السابق، ليقرر كثير من السوريين التخلي عن تشجيعه، وتسميته بـ”منتخب البراميل”.
خلال حكم الأسد، تدهور مستوى المنتخب بشكل كبير، إلى أن وصل في أحدث تصنيف لاتحاد كرة القدم الدولي (فيفا) إلى المركز الـ95 على مستوى العالم، والمركز الـ13 على صعيد قارة آسيا.
ويرى أحمد عزام، أن هناك أسبابًا عديدة أسهمت في فشل المنتخب السوري لعقود، أبرزها فساد الاتحاد الرياضي، وعدم وجود رؤية واضحة وخطط استراتيجية لتطوير اللعبة في سوريا، وافتقار اللاعبين إلى التدريب الكافي والانسجام بسبب قلة الفترات التحضيرية، ووجود المحسوبيات و”الواسطات” التي كانت تسهم في فرض أسماء هزيلة ضمن المنتخب الذي كان يُعرف بـ”منتخب الواسطات”.
وأضاف عزام أن الاتحاد الرياضي كان يصرف أموالًا طائلة على مدربين أجانب ولاعبين مغتربين لا يعرفون شيئًا عن الكرة السورية، فالمدرب السابق للمنتخب، هيكتور كوبر، كانت لديه مشكلة في انتقاء اللاعبين ويميل لأسلوب اللعب الدفاعي، ما جعل المنتخب يفشل في بلوغ الأدوار النهائية بسبب تعثره أمام منتخبات متواضعة كميانمار.
عقب سقوط النظام السوري، في 8 من كانون الأول 2024، بدأ الاتحاد الرياضي الجديد العمل على الخطوات الأساسية في سبيل النهوض بالرياضة المحلية.
وقال أحمد عزام، إن القيادة الرياضية الجديدة عليها حمل ثقيل، لأنها تسلمت منظومة رياضية غارقة في الفساد والمحسوبيات، لذلك فإن العمل على إعادة بناء الرياضة السورية يجب أن يبدأ من الصفر، لذا يجب تعيين أشخاص شرفاء يمتلكون معايير أخلاقية ومؤهلات فنية، ولديهم استراتيجية واضحة لتطوير الرياضة.
وشدد عزام على أن “القاعدة الأساسية موجودة لدينا ألا وهي اللاعبون، لكنهم بحاجة للكثير من المقومات، وأبرزها إعادة تأهيل البنية التحتية من صالات وملاعب”، إضافة إلى تثقيف الجمهور وتعزيز مفهوم الروح الرياضية لديه، وبنفس الوقت تفعيل دور الإعلام الذي له دور كبير في تسليط الضوء على مشكلات الرياضة والعمل على تقويمها.
أحمد عزام من مواليد دمشق 27 من حزيران 1977، بدأ مسيرته الرياضية بعمر 13 سنة في نادي المحافظة ولعب لجميع الفئات العمرية، ثم انتقل بعمر 19 سنة إلى نادي الجيش وقضى معه 13 عامًا، حقق خلالها لقب الدوري 5 مرات وكأس الجمهورية 5 مرات، إضافة إلى لقب كأس الاتحاد الآسيوي بنسخته الأولى عام 2004.
حصد عزام لقب هداف تصفيات الأندية العربية في الأردن عام 1999، وهداف بطولة النخبة العربية في الأردن عام 2000، كما كان أفضل لاعب في بطولة الأندية العربية في القاهرة عام 1999، وأفضل لاعب في سوريا موسمي 2000-2001.
في موسم 2009، انتقل عزام إلى نادي الوحدة، لكن كثرة الإصابات أنهت مسيرته ليعتزل بعد موسم واحد في ناديه الأم المحافظة.
شارك أحمد عزام في حوالي 50 مباراة دولية مع المنتخب السوري الأول، إضافة إلى مشاركاته مع منتخبي الشباب والأولمبي.
بعد اعتزاله لعب كرة القدم، انتقل عزام إلى عالم التدريب، حيث درب نادي الفتوة وصعد معه لدوري الدرجة الأولى، وإلى ربع نهائي كأس الجمهورية.
كما درب أندية المجد والكرامة والوحدة وحطين، وعمل مساعد مدرب في المنتخب الأولمبي، ووصل معه لنهائيات كأس آسيا، وكان المنتخب قريبًا من بلوغ الأولمبياد.
آخر الأندية السورية التي دربها كان فريق الشعلة، وعقب سقوط النظام عُيّن عضو مجلس إدارة في نادي الجيش.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى