يحقق فريق الجرائم الدولية التابع للشرطة الهولندية بالتحقيق مع شخص يعتقد أنه ضابط سوري سابق في نظام الأسد، ومتهم بممارسات وانتهاكات ضد السوريين.
وظهر المتهم في مظاهرة في مدينة دانهاخ الهولندية من أمام المحكمة الجنائية الدولية مطالبًا بحماية “الأقليات” في سوريا.
عقب انتشار تسجيل مصور من المظاهرة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لرجل يرتدي زيًا عسكريًا وهو يقف بجانب جثة أحد ضحايا الحرب في سوريا، وقال ناشطون سوريين إنه الضابط حسن بهاء، ويقيم الضابط السابق حاليًا في مركز لطالبي اللجوء في لايدن، وفق ما نقل موقع “AlexNieuws” الهولندي في 17 من آذار.
المتحدث باسم النيابة الهولندية لم يؤكد بعد هوية الشخص الذي يجري التحقيق معه، معلقًا على الصورة المنشورة بالقول “إنها صورة سيئة للغاية، لكنها بحد ذاتها ليست جريمة”.
وأضاف، “لا نزال نحاول معرفة هوية الرجل، وأين كان يعمل، وماذا كان يفعل هناك، لكن هذه الأمور تستغرق وقتًا”، وفق قوله.
بحسب تحقيق صحفي سابق أجرته عنب بلدي في أيار 2022، فإن المتورطين بجرائم حرب، أو منتسبين إلى ميليشيات رديفة بقوات النظام السوري المخلوع، كانوا يتوافدون إلى أوروبا منذ سنوات مرورًا بمناطق سيطرة فصائل المعارضة شمال غربي سوريا، ومنها إلى تركيا.
طريقة خروج المشتبه بضلوعهم بجرائم حرب خارج حدود مناطق سيطرة النظام السوري السابق كانت تعتبر خطرة، فبمجرد إلقاء القبض عليهم في مناطق سيطرة المعارضة، فإن الاحتمال الأكبر هو إجراء عمليات انتقامية، أو محاكمات ميدانية بحقهم، لكن تورط جهات معارضة في عمليات التهريب يصل بهم إلى بر الأمان مقابل مبالغ مالية إضافية.
في 2020 قالت صحيفة “NRC” الهولندية، في تحقيق لها، إن عشرات السوريين الموالين للنظام السوري السابق يعيشون في هولندا، ويستهدفون المعارضين للنظام بالترهيب والتعذيب، وذلك يؤدي إلى اضطرابات كبيرة بين الجالية السورية، موضحة أن بعضًا من هؤلاء كانوا على علاقات وثيقة مع النظام، وخلصت الصحيفة إلى أنهم يبتزون اللاجئين في هولندا من خلال التهديد بإيذاء أحبائهم في سوريا.
وتحدث معدو التحقيق حينها مع أكثر من 90 مصدرًا هم ضحايا ومحامون وناشطون ومسؤولون، وأجرى بحثًا في وسائل التواصل عن أشخاص ربما ارتكبوا جرائم باسم رئيس النظام المخلوع، بشار الأسد، يطلق عليهم اسم “الشبيحة”، ويعيش منهم العشرات في هولندا والمئات في أوروبا.