
مستشفى البيروني في العاصمة دمشق - 17 آذار 2025 (عنب بلدي/مارينا مرهج)
مستشفى البيروني في العاصمة دمشق - 17 آذار 2025 (عنب بلدي/مارينا مرهج)
في مستشفى “المهايني” بدمشق، يجلس بشر الحميد (44 عامًا) بجوار والده الذي خضع لعملية قلب مفتوح.
اضطر بشر لبيع سيارته بمبلغ “زهيد”، حسب وصفه، لتأمين تكاليف العمل الجراحي لوالده، بعدما أجّلت مستشفى “دمشق لأمراض وجراحة القلب” (الباسل سابقًا) عملية والده لستة أشهر، بسبب نظام المستشفى القائم على التسجيل على العمليات وانتظار الدور.
وبسبب سوء حالة والده الصحية، قرر بشر نقله إلى مستشفى خاص.
“قررنا الذهاب إلى مستشفى خاص ليس فقط بسبب التأجيل وسوء حالة والدي الصحية، إنما أيضًا لسوء الخدمات المقدمة هناك، لا توجد مستلزمات ولا أدوية، حتى التحاليل كنا نجريها خارج المستشفى”، يروي بشر معاناته لعنب بلدي.
وتعمل المستشفيات الحكومية في دمشق على تأجيل العمليات “الباردة” (غير المستعجلة) بسبب الضغط الزائد ونقص الكوادر والمواد الطبية.
غريس عبود (24 عامًا) لم تسطيع إخفاء خوفها خلال حديثها لعنب بلدي على مستقبل والدها الذي يعاني من التصلب الجانبي الضموري.
“لا يوجد علاج لمرض والدي، ولكن نحتاج إلى أدوية أجنبية ومستلزمات طبية مرتفعة التكاليف وغير متوفرة في المستشفيات الحكومية”.
غريس المعيلة الوحيدة لعائلتها، تعمل في معمل لصناعة الزجاج وتتقاضى مبلغ 800 ألف ليرة (90 دولارًا)، إذ تلجأ للجمعيات الخيرية التابعة لكنائس دمشق من أجل تأمين دواء لوالدها.
“في كل مرة نزور المستشفى نتشاجر مع الأطباء، من غير المقنع أن مستشفى كبيرًا مثل (المجتهد) لا يحتوي على نواقل السيروم، أو حتى أدوية مسكنة للألم”، قالت غريس
وتعاني المستشفيات الحكومية نقصًا حادًا بالمستلزمات الطبية والإسعافية ذات الاستخدام اليومي، مما يضطر الأهالي إلى تأمين أصغر المستهلكات الطبية كالسيرنغات ونواقل السيروم بأنفسهم.
“تحتاج ابنتي البالغة من العمر 12 سنة إلى غسل الكلى ثلاث مرات في الأسبوع، وفي كل مرة نشتري محاليل غسل الكلى لعدم توفرها في المستشفى”، قال عصام عجم (34 عامًا) الذي التقته عنب بلدي في مستشفى “المجتهد”.
ويعمل عصام مدرسًا لمادة الفيزياء في مدرسة بمنطقة جديدة عرطوز، ويضطر للعمل بدوام إضافي كمدرس خصوصي من أجل تأمين الأدوية ومحاليل غسل الكلى لابنته.
يعاني قسم غسل الكلى في مستشفى “المجتهد” بدمشق من نقص في المحاليل الطبية اللازمة لإجراء عمليات الغسل للمرضى.
قال مدير مستشفى “المجتهد”، محمد الحلبوني، في حديث سابق لعنب بلدي، إن “الأعداد الكبيرة التي يستقبلها إسعاف (المجتهد) يوميًا، لا تتناسب مع عدد المستهلكات الموجودة”.
وأضاف أن العمليات “الباردة” كادت تتوقف، لولا الجهود الشخصية وبعض المساهمات من قبل الأهالي والجمعيات الخيرية، ولا تزال تواجه هذا الخطر.
وبحسب الحلبوني، فإن معظم المستهلكات، ومنذ سقوط النظام، في 8 من كانون الأول 2024، تعتمد بشكل كبير على المساعدات والجمعيات الخيرية والمبادرات الشخصية.
ويستقبل مستشفى “المجتهد”، بحسب القائمين عليه، ما بين 500 إلى 600 حالة إسعافية في اليوم الواحد ويصل العدد في بعض الأيام إلى 900 حالة.
وتعد الجائحات التنفسية وحوادث السير وحوادث المتفجرات والصواعق والعيارات النارية، إضافة إلى حوادث الحروق وأعراض سحب المخدرات وتشمع الكبد والسكري، أكثر الحالات التي يتم استقبالها يوميًا.
في 22 من شباط الماضي، وصل فريق طبي قطري إلى مطار دمشق الدولي لإجراء عمليات جراحية في سوريا.
وتضمنت العمليات 80 عملية قثطرة قلبية وإصلاح تشوهات القلب عند الأطفال، بالتعاون مع وزارة الصحة السورية و”الهلال الأحمر السوري”، إضافة إلى تزويد المستشفيات بالمستلزمات الطبية اللازمة لهذه العمليات.
الفريق الطبي القطري مكون من اختصاصيين بجراحة القلب من مؤسسة “حمد الطبية” ومستشفى “سدرة” للطب، ضمن “مشروع القوافل الطبية” الذي ينفذه “الهلال الأحمر القطري” في عدة دول حول العالم، وفقًا لوكالة الأنباء السورية (سانا).
وقال مدير صحة دمشق، محمد أكرم معتوق، لـ“سانا”، إن الوفد القطري مكون من أكفأ أطباء جراحة القلب، وسيسهم في تخفيف الأعباء وتقليل دور الانتظار للمرضى، عبر إجراء العديد من العمليات بشكل مجاني كمرحلة أولى ستتبعها مرحلة أخرى من العلاج.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى