استأنفت إسرائيل حربها على قطاع غزة بسلسلة من الغارات التي أدت إلى مقتل أكثر من 250 شخصًا خلال ساعات إضافة إلى مئات الجرحى، بعد شهرين على بدء اتفاق وقف إطلاق النار.
وبدأت الغارات الجوية حوالي الساعة الثانية فجر اليوم، الثلاثاء 18 من آذار، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ بمهاجمة العديد من أهداف حركة “حماس” في قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن الغارات الإسرائيلية أدت إلى مقتل أكثر من 254 شخصًا في غزة خلال ساعات وهي حصيلة أولية، إضافة إلى سقوط مئات الجرحى.
من بين القتلى، عضو المكتب السياسي في “حماس”، محمد الجمسي، وأفراد من عائلته، الذين كانوا في منزله بمدينة غزة عندما تعرض لغارة جوية، إضافة إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة من كبار مسؤولي “حماس”، إلى جانب أفراد من عائلاتهم، بحسب وكالة “رويترز“.
وقال مسؤولان إسرائيليان لموقع “أكسيوس” الأمريكي، إن إسرائيل أخطرت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مسبقًا بالغارات الجوية وأطلعتها على الأهداف.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، براين هيوز، لموقع “أكسيوس”، “كان بإمكان (حماس) إطلاق سراح الرهائن لتمديد وقف إطلاق النار، لكنها اختارت الرفض والحرب”.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن قرار استئناف الحرب اتُخذ “بعد أن رفضت (حماس) مرارًا وتكرارًا إطلاق سراح رهائننا، ورفضت كل المقترحات التي قدمها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف والوسطاء القطريون والمصريون”.
وأضاف مكتب نتنياهو أن إسرائيل ستزيد من قوة عمليتها العسكرية ضد “حماس”، مضيفًا أن الخطة العملياتية للجيش الإسرائيلي تمت الموافقة عليها في نهاية الأسبوع الماضي من قبل نتنياهو ومجموعة من كبار الوزراء.
في المقابل، قالت “حماس” في بيان، إن الحكومة الإسرائيلية “قررت إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار”، محذرة من أن هذه الخطوة تعرض الأسرى المتبقين في غزة “لمصير مجهول”.
وطالبت “حماس” الوسطاء بتحميل نتنياهو المسؤولية الكاملة عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار وإلغائه في قطاع غزة.
كان فريقا التفاوض من إسرائيل و”حماس” موجودين في الدوحة في الوقت الذي سعى فيه وسطاء من مصر وقطر إلى سد الفجوة بين الجانبين بعد انتهاء المرحلة الأولية من وقف إطلاق النار، والتي شهدت عودة 33 رهينة إسرائيلية وخمسة تايلانديين في غزة، مقابل إطلاق سراح نحو 2000 أسير فلسطيني.
وبدعم من الولايات المتحدة، ضغطت إسرائيل من أجل إعادة الرهائن الـ59 المتبقين في غزة، مقابل هدنة أطول أمدًا من شأنها أن توقف القتال حتى بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي في نيسان المقبل.
لكن “حماس” كانت تصر على الانتقال إلى المفاوضات من أجل إنهاء الحرب بشكل دائم والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وفقًا لشروط اتفاق وقف إطلاق النار الأصلي، بحسب “رويترز“.
كانت إسرائيل أعطت إشارات متضاربة خلال الأسابيع القليلة الماضية، بشأن مشاركتها في المحادثات للمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 من كانون الثاني الماضي، بهدف إنهاء حرب غزة بشكل دائم.
وسبق أن قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن “الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، وسنقوم بمهمة فيه أيضًا، كما سنطلق خطة تنمية اقتصادية (في القطاع) تهدف إلى توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة”، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
وبدعم أمريكي، خلفت العمليات الإسرائيلية بين 7 من تشرين الأول 2023 و19 من كانون الثاني 2025، أكثر من 158 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.