ترى الخبيرة في المجال التعليمي، بيان الطنطاوي، الحاصلة على شهادة بكالوريوس لغة عربية، وماجستير تربية مناهج وأصول تدريس من جامعة دمشق، والتي عملت كأستاذة في جامعة الملك سعود بن عبد العزيز في جدة لمدة 24 سنة، أن مستقبل التعليم في المناطق المحررة من سوريا، وبالنظر للقائمين عليه من منظمات وجهات مسؤولة، ليس مبشرًا بالخير.
تصف الطنطاوي، العاملين بمجال التعليم بضعيفي الكفاءة، وتقول “لم يتبق إنسان، سواء له علاقة بالعملية التعليمية أو ليس له علاقة، ولم يعمل بالتعليم، حيث كان هدف الجميع هو الربح التجاري”، واصفة المنظمات المشرفة على التعليم بعدم القدرة على القيادة، بسبب عدم قيام أصحاب الكفاءة والاختصاص بالإشراف عليها.
ومن خلال زيارات الطنطاوي للكثير من المدارس المقامة في تركيا وجدت أن غالبية الكوادر التعليمية لا يمتلكون الأخلاقيات ولا السلوك الذي يؤهلهم لهذا العمل، من قائمين عليه أو مدرسين.
كما ترى الطنطاوي أن توجه الناس للمساعدة بمجال الإغاثة أكبر بكثير من توجههم للمساعدة في مجال التعليم، إذ إن الكثير من جوانب الثورة نالت اهتمامًا أكبر من الأخير، وعليه ترى أن الأهالي ابتداءً والشعب بشكل عام بحاجة للتوعية بأهمية التعليم.
لا يمكن للثورة أن تنجح دون النهوض بالتعليم
تعتبر الطنطاوي أن النظام مارس عملية تهديم للعقول على مدار 50 عامًا، وزرع بين الناس العداوة والسلوكيات السيئة، وتقول “كما ثرنا على الظلم والقيد والاستعباد، يجب أن نثور على النظام التعليمي القائم في بلدنا”، وترى “أننا بأمس الحاجة لعقول تحارب وتجاهد في ميدان الجهاد، تمامًا كما تحارب الفصائل العسكرية لنيل الحرية”.
وتضيف الطنطاوي “لا يمكن لأمة أن تنهض إلا بالعلم”، وفي هذا السياق تعزو الكثير من الإخفاقات على الصعيد العسكري والإداري في سير الثورة، إلى تولي الجهلة لزمام الأمور، فخلافات الفصائل ناتجة عن الجهل، وتغلغل الجماعات المتطرفة أيضًا ناتجة عن الجهل، برأي الطنطاوي
المناهج السورية قوية من الناحية العلمية وتدس السم من الناحية الإنسانية
المناهج السورية العلمية مثل العلوم والرياضيات ”قوية”، برأي الطنطاوي، ولكن ينقصها التطوير والتحديث لتواكب العصر، بينما العلوم الإنسانية “غير صالحة للتدريس من أولها لآخرها… إن كان هناك دس للسم في العسل فالمناهج السورية كلها دسٌ للسم”، على حد تعبير الطنطاوي، التي ترى أن تلك المناهج مليئة بالأخطاء التاريخية والعقائدية، وتعتبر تدريسها من الناحية الدينية غير جائز.
“الأستاذ “حجر الأساس في العملية التعليمية
ترى الطنطاوي أن الانطلاق حاليًا يجب أن يبدأ من تأهيل المدرس، وبرأيها، هو العمود الذي تقوم عليه العلمية التعليمية، وتضيف في هذا الإطار “يستطيع المعلم الجيد أن يتعامل مع المنهاج الضعيف، والمعلم المُؤهل ينتج أفضل الطلاب، بينما المعلم غير المؤهل مهما قُدمت له مناهج جيدة فهو غير قادر على أن يبني عقولًا، ولا أن يُخرّج طلابًا على مستوى عالٍ”.
وعليه ترى الطنطاوي، أنه يجب التركيز في هذه المرحلة على تأهيل المعلم، من قبل جهات مختصة، والعمل على توفير الراتب الكافي له، لرفع سوية حياته الاجتماعية ولإعادة الهيبة له، مشيرةً إلى أن الدول المتقدمة تخصص للمعلمين رواتب كرواتب الوزراء.
وتركز في هذا المجال على أهمية دور معلم الابتدائي، مشيرة إلى ضرورة تعيين أصحاب الكفاءات الأقوى والرتب العلمية الأعلى لتدريس صغار السن، لشدة حاجة الطفل في هذه المرحلة لمعلمه واعتماده عليه، ولما له دور في بناء شخصية هذا الطفل.
تابع قراءة الملف الموسع: سوريا المحررة.. مقاعد مهجورة ومدارس في الأقبية والكهوف.
إدلب وحلب.. النصيب الأكبر من المدارس المدمرة.
النظام يشتري الأسلحة برواتب المعلمين في حلب.
الإدارة الذاتية و”تكريد” التعليم.
إدارة وتشغيل أول جامعة في حلب بعد الثورة.
بعد حلب.. تأسيس جامعة في إدلب.
السعودية تموّل برنامج “لأتعلم” بـ 17 مليون دولار.
بسبب الدمار.. تحويل البيوت في حمص إلى مدارس.
ثلاث مرجعيات تتحكم بالعملية التعليمية في إدلب.
النظام والمعارضة يتقاسمان المدارس والطلاب في حماة.
غوطتا دمشق.. القصف والجوع يُفقدان التلاميذ تركيزهم.
نقص “شديد” في توفر الكتاب المدرسي في درعا ووزارة التربية المؤقتة تنفي.
توزيع عشرة ملايين كتاب مدرسي في المناطق المحررة.
خبيرة تربوية تتنبأ بمستقبل “أسود” للتعليم في المناطق المحررة.