توزيع عشرة ملايين كتاب مدرسي في المناطق المحررة

  • 2016/04/17
  • 5:00 ص

كان لمنظمات المجتمع المدني دور كبير في دعم العملية التعليمية في المناطق المحررة، وقد ساهمت في توفير المستلزمات اليومية للطلاب وكذلك البنية التحتية، وتأسست هيئة الشام الإسلامية في تشرين الأول 2011، كجهة خيرية تخدم الكثير من الجوانب الإغاثية، منها التعليمي والتنموي، ومارست نشاطاتها في الداخل السوري إضافة إلى النشاط البارز لها على مستوى مخيمات النزوح، لاسيما الاهتمام بالتعليم.

هيئة الشام: تنقيح المنهاج السوري لاعتماده رسميًا

كانت هيئة الشام الإسلامية أول جهة عملت على اعتماد المنهاج السوري بعد تنقيحه وحذف مادة التربية القومية الاشتراكية منه، إضافة إلى كل ما يتعلق بالعائلة الحاكمة وحزب البعث، وانطلقت فكرة ترشيح المنهاج السوري كون القائمين عليه من الخبراء على مدى أعوام سابقة، ولعدم إمكانية إيجاد بديل عنه في الوضع الراهن، أو تعديله بشكل جوهري، لأن ذلك يحتاج لخبراء ومختصين.

توزيع 300 ألف كتاب مدرسي دفعة واحدة

تقول المديرة التنفيذية للقسم النسائي في الهيئة، علياء منجد، “بدأت هيئة الشام الإسلامية بتنقيح الكتب وطباعتها في نهاية 2012، وانتهت عميات الطباعة وبدأ توزيعها في آذار 2013، ووزعت على المخيمات في تركيا والمدارس السورية في بعض المدن التركية، إضافة إلى إيصال القليل منها إلى بعض مخيمات الداخل ومدينة حلب، ووزعت هيئة الشام الإسلامية 300 ألف نسخة في ذلك الوقت، ثم توقفت عن هذا العمل لاحقًا، بعد انطلاق الهيئة السورية للتربية والتعليم (علم) وتوليها هذا العمل”.

مشروع لمحو أمية النساء

وبحسب منجد، اهتمت هيئة الشام بمحو الأمية، سواء للطلاب المنقطعين عن الدراسة بسبب ظروف الحرب، أو النساء الأميات، وأقامت مشروعين لهذا الهدف.

الأول، مشروع “ربيع الطفولة”، وبدأ منذ عام ونصف تقريبًا، وعمل على تأهيل الطلاب المنقطعين عن التعليم ليتمكنوا من الالتحاق بالمستوى المناسب لأعمارهم، واستهدف هذا المشروع طلاب المرحلة الابتدائية بالاتفاق مع المدارس الموجودة في المنطقة، بأن تقبل دخول الطفل مدرستها بعد تأهيله لمدة ثلاثة أشهر، واستفاد من هذا المشروع 320 طالبًا في عدد من مخيمات تركيا، وفي ريف حماة.

أما المشروع الثاني، فهو “حروف النور”، ويهدف إلى محو الأمية للنساء من مختلف الأعمار، لتتمكن المرأة من القراءة والكتابة والحصول على مستوى معين من الثقافة.

واستفاد من هذا المشروع حتى الآن 185 امرأة، في كل من مدينة الريحانية ومرعش، إضافة إلى مخيم بخشين ومخيم مرعش.

مناهج تعليمية منقحة لهيئة علم التعليمية، أنترنت.

وأقامت الهيئة مشاريع عدة متنوعة لدعم العملية التعليمية من دعم لبعض المدارس دعمًا لوجستيًا، وكان من أبرز مشاريعها تأهيل المعلمات للتدريس، إذ كانت تُجرى دورات تأهيل تستمر لأشهر عن طريق الإنترنت للمعلمات في مخيمات تركيا، تعلمهن الإدارة الصفية وأسس التعليم التعاوني والمراحل العمرية واحتياجات الطلاب، وغيرها من الأمور التربوية.

طباعة ثلاثة ملايين كتاب مدرسي سنويًا

إلى جانب مؤسسة الشام، عملت الهيئة السورية للتربية والتعليم (علم)، وهي منظمة مجتمع مدني تأسست في تركيا، واهتمت بتقديم الدعم للعملية التعليمية والتربوية بكافة مراحلها.

وبدأت هي الأخرى بطباعة الكتب المدرسية وفق المنهاج السوري المنقح منذ عام 2013.

يقول ربيع عثمان، مدير إدارة المشاريع في الهيئة، لعنب بلدي “مازالت مشاريع وأعمال الطباعة مستمرة إلى الآن، فقد طبعت الهيئة السورية للتربية والتعليم إلى الآن عشرة ملايين و500 ألف كتاب لمختلف المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، أي بمعدل ثلاثة ملايين و500 ألف كتاب مدرسي سنويًا”.

وبحسب عثمان تم توزيع هذه الكتب على المدارس المنتشرة في الداخل السوري، والمدارس السورية القائمة على الأراضي التركية، وفي مخيمات شمال العراق وفي دول اللجوء الأخرى.

إعادة 30 ألف طالب إلى المدارس المرممة

تشير الإحصائيات التي تملكها “هيئة علم” والتي يتم تحديثها باستمرار، أن هناك ستة ملايين طفل سوري في عمر التعليم، ويحتاجون إلى الدعم، 60% منهم في المرحلة الابتدائية.

أما مجموع عدد الكتب التي طبعتها الهيئة حتى اللحظة، استفاد منها مليون و250 طالبًا، كما ذكر عثمان، ما يعني أن المتبقي هم أربعة ملايين و750 ألف طالب مازالوا يحتاجون للكتب المدرسية.

وعملت الهيئة، إضافة إلى مشروع طباعة الكتب المدرسية، على مشروع إعادة تأهيل وتحضير الطلاب ممن انقطعوا عن التعليم لفترات طويلة.

كما أشرفت على عدة مشاريع لترميم المدارس المدمرة في الداخل السوري، وفي هذا الصدد يذكر عثمان “رممت الهيئة 67 مدرسة كدفعة أولى من برنامج ترميم المدارس، حيث تم إعادة 30 ألفًا و250 طالبًا إلى المدارس المرممة، وتشرف حاليًا على مشروع مماثل في 2016”.

وكان لهيئة علم مشاريع متفرقة أخرى، كدعم تشغيل وتبني مدارس متعثرة في تركيا والداخل السوري، إلى جانب تقديم مواد قرطاسية ووسائل تعليمية ولوازم مدرسية لبعض المدارس، إضافة إلى تجهيز وتأثيث مدارس أخرى، وفق عثمان.

طلاب في صف بمدرسة مخيم الشهداء في تل الشيح، ريف حماة، عنب بلدي.

تابع قراءة الملف الموسع: سوريا المحررة.. مقاعد مهجورة ومدارس في الأقبية والكهوف.

إدلب وحلب.. النصيب الأكبر من المدارس المدمرة.

النظام يشتري الأسلحة برواتب المعلمين في حلب.

الإدارة الذاتية و”تكريد” التعليم.

إدارة وتشغيل أول جامعة في حلب بعد الثورة.

بعد حلب.. تأسيس جامعة في إدلب.

السعودية تموّل برنامج “لأتعلم” بـ 17 مليون دولار.

بسبب الدمار.. تحويل البيوت في حمص إلى مدارس.

ثلاث مرجعيات تتحكم بالعملية التعليمية في إدلب.

النظام والمعارضة يتقاسمان المدارس والطلاب في حماة.

غوطتا دمشق.. القصف والجوع يُفقدان التلاميذ تركيزهم.

نقص “شديد” في توفر الكتاب المدرسي في درعا ووزارة التربية المؤقتة تنفي.

توزيع عشرة ملايين كتاب مدرسي في المناطق المحررة.

خبيرة تربوية تتنبأ بمستقبل “أسود” للتعليم في المناطق المحررة.

لقراءة الملف كاملًا: سوريا المحررة.. مقاعد مهجورة ومدارس في الأقبية والكهوف.

 

مقالات متعلقة

تحقيقات

المزيد من تحقيقات