بوستر مسلسل نسمات أيلول ( انستغرام- شركة الزعبي للانتاج الفني)
“نسمات أيلول”.. كوميديا الحياة الريفية
يتصدر مسلسل “نسمات أيلول” قائمة الأعمال الكوميدية السورية المقدمة في الموسم الرمضاني الحالي، ويلقى العمل أصداء إيجابية ونسبة مشاهدات عالية.
ويتناول العمل قصة عائلة في إحدى قرى الريف السوري، ويرصد الأحداث اليومية التي تمر على أفراد العائلة الريفية البسيطة وخاصة الشباب، ويسلط الضوء على العلاقات الإنسانية القائمة ضمن العائلة، في إطار درامي كوميدي مشوق.
أبرز المحطات المريحة للمتلقي
المسلسل فسحة كوميدية ترفيهية للمشاهد، بعيدًا عن الأعمال الاجتماعية التي تتناول معاناة الناس خلال أحداث الثورة السورية، أو الأعمال التي تغزوها مشاهد القتل والخطف والسرقة وغيرها، التي يبتعد المشاهد عنها.
الناقد الفني عامر فؤاد عامر يرى، في حديث لعنب بلدي، أن مسلسل “نسمات أيلول” يُعد من أبرز المحطات المريحة للمتلقي في موسم دراما رمضان 2025، وذلك لصنفه الكوميدي بداية، فالناس يحتاجون إلى مثل هذه الأعمال التي تضفي البسمة أحيانًا والضحكة أحيانًا أخرى.
“وهذا في الظروف الطبيعية التي يعيشها المشاهد، فكيف بالظروف الثقيلة التي مرت على بلدنا؟ إذًا لو كانت هناك عدة أعمال كوميدية سنجد أن الناس يتعلقون بها ويتابعون قصتها”، حسب تفسير عامر.
كانت تلك دوافع المشاهدة، التي جعلت من اسم العمل يظهر أكثر من غيره في نسب المتابعة منذ بداية شهر رمضان. كما أننا لن نغفل فكرة أن هناك شريحة من المشاهدين تنتقي العمل الذي ستتابعه في الشهر، من خلال اسم المخرج، ولا يفوتنا هذه الفكرة بأن المخرجة رشا شربتجي لديها قاعدة جماهيرية بالأساس.
الحياة الريفية سر النجاح
يصور العمل الحياة الريفية البسيطة ومشكلات أهلها، والتي تعد مظلومة في المسلسلات السورية، وأيضًا يتناول مشكلات شباب الريف السوري بروح كوميدية طريفة.
اختيار البيئة في “نسمات أيلول” فريد، فالمتلقي لا يعرف عنها كثيرًا، لا سيما المتلقي العربي، وبالتالي هذا التحدي الأول، بحسب الناقد عامر فؤاد عامر، فالكشف عن تفاصيل هذه الحياة الريفية وتقديمها في إطار درامي يرسم الفرح عند المتلقي، وهو مسألة ليست سهلة بل تحتاج إلى من يمتلك الخبرة والمقدرة الإخراجية.
هذه البساطة، وهذا الفرح، واقتحام حياة الأسر في هذه البيئة، كلها كانت من الأمور المسيطر عليها كفكر إخراجي يكتمل مع الصورة، والتلوين، واللقطات المريحة للعين من تلك البيئة، والكوادر الجميلة التي تُظهر جمالية خاصة.
محتوى المسلسل
“نسمات أيلول” يعتمد على لغة بسيطة بانتقالات سلسة في تطور الحكاية، فلا نجده غريبًا ولا يتعالى على المتلقي، بحسب الناقد، بل هو من أحداث مألوفة من بيئة الريف السوري والعائلة السورية.
وربّما عاب البعض على تركيبة العمل، بأنها معروفة مسبقًا في تجربة الكاتب علي صالح، لكن الجديد هو في تجديد هذه التركيبة وطرحها بصورة أكثر إضحاكًا، وفقًا للناقد.
نجح العمل في تقديم الشخصيات للمشاهد بسهولة من دون الشعور بفرضها علينا، بل تأتي الشخصية ويتعرف إليها المتلقي بسلاسة وبساطة، وهذه واحدة من النقاط التي نجح فيها النص بشكل جيد، فلا عبء على المتلقي ولا زوائد مفروضة.
أما العنصر الأبرز في العمل، حسب رأي الناقد، فهو التمثيل، إذ لا يمكن أن نغفل محبة الجمهور للكوميديان السوري، ولا شك أن الإخراج هنا يلعب دورًا أساسيًا في توزيع الأدوار، فمنح الشبان والوجوه الجديدة مساحة في مثل هذه الأعمال هو من باب التحدي من جهة، واكتشاف للفنان من جهة أخرى، ويتجلى ذلك بوضوح في شخصيتي “نورس” و”شاهين” اللتين قدمهما الفنانان ملهم بشر ودرويش عبد الهادي بثقة وبراعة، وزاد هذا من تعلق الجمهور بالعمل أكثر.
انتقادات لاذعة
بنفس الوقت، لاقى العمل بعض الانتقادات حول الضحك المبالغ به من قبل صناعه، وعدم وجود فكرة واضحة، أو معالجة درامية تعطي زخمًا لأحداثه البسيطة، واعتبر المشاهدون أن المشاهد خالية من الهدف أو الفكرة.
للناس رأيهم فيما يعبرون عنه، وما يلاحظونه عيبًا في العمل الكوميدي، فهذا صحي وضروري، ولكن الضحك حالة معدية متحركة، كما أشار الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون في كتابه الشهير “فلسفة الضحك”، وإذا كان عيب العمل هو الضحك الزائد، فأقول إنه ميزة حقيقية، وهذا أفضل من أن يكون عملًا مليئًا بالبكاء والندب أو القتل والدم والإجرام، وهي سمات سبغت عددًا غير قليل من أعمال المخرجة رشا شربتجي في السنوات العشر الأخيرة.
ويبدو أن جمهور المخرجة من الجيل الجديد هو من تفاجأ بلغتها الكوميدية، إذ إنه لم يعتد لمستها الكوميدية من قبل، وفق ما توقعه الناقد عامر.
نجوم العمل
يتضمن العمل نخبة من الفنانين السوريين، منهم صباح الجزائري ومحمد حداقي ونادين تحسين بيك وغزوان الصفدي ومصطفى المصطفى وحسين عباس وسوسن أبو عفار ووضاح علوم وأسيمة يوسف ورواد عليو وعلي صطوف ورنا جمول وملهم بشر وإبراهيم الشيخ إبراهيم ودرويش عبد الهادي، ومن تأليف علي معين صالح وإخراج رشا شربتجي.
المشاركات الأولى في العمل الإخراجي لرشا شربتجي كانت كلها كوميدية، مثل “بطل من هذا الزمان” و”قانون ولكن” وغيرهما، لذلك لا بد من الانتباه إلى أن هناك تجربة مسبقة ومعرفة للتفاصيل، لا سيما أن والدها الراحل هشام شربتجي كان من أبدع المخرجين الذي تصدوا لطرح أعمال كوميدية رفيعة المستوى في تاريخ الدراما السورية، والأمثلة كثيرة مثل: “عيلة 7 و8 نجوم”.
يحمل الموسم الرمضاني بجعبته أكثر من 15 مسلسلًا، تتنوع بين الأعمال الكوميدية والاجتماعية وأعمال البيئة الشامية، والتاريخية والمشتركة، وتعرض على عدد كبير من المحطات العربية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :