الغلاء يشلّ حركة النقل بدرعا

درعا – محجوب الحشيش

يشتكي سائقو حافلات النقل العامة (السرافيس) في محافظة درعا جنوبي سوريا من استمرار غلاء أسعار قطع الصيانة والمحروقات، ما دفعهم لرفع أجور المواصلات العامة.

وتنعكس مشكلة ارتفاع التكاليف في رفع أجور النقل، وهو ما يعرض أصحاب وسائقي الحافلات لمشكلات وخلافات مستمرة مع الركاب.

وتشهد “الكراجات” العامة ركودًا في أعداد الركاب، جراء انخفاض القدرة المالية لدى البعض، الأمر الذي قلل من عدد الرحلات للسائق خلال ساعات النهار.

العمل لا يسد تكاليف الصيانة

حسين الأسعد، وهو سائق حافلة نقل صغيرة (سرفيس)، دفع 11 مليون ليرة سورية (1100 دولار أمريكي) ثمن قطع غيار بعد تعطل محرك الحافلة.

وقال حسين لعنب بلدي، إن مردود العمل لا يغطي تكاليف الصيانة، وبات يفكر في بيع “السرفيس” والبحث عن مصدر آخر للدخل.

أما عادل رمضان، وهو سائق على خط درعا- المزيريب فقال، إن عائدات العمل لا تغطي المستهلكات من الإطارات وزيت المحرك والصيانات الطفيفة.

وذكر عادل أنه اشترى مؤخرًا إطارات لوسيلة النقل التي يعمل عليها بسعر 2.5 مليون ليرة سورية (250 دولارًا)، بينما تصل تكلفة غيار زيت المحرك إلى ما يقارب 300 ألف ليرة سورية.

المستوردون يتحكمون بالأسعار

تشهد أسعار قطع صيانة المحركات و”إكسسوارات” السيارات ارتفاعًا، مع تفاوت في السعر بين محل وآخر.

أيسر محاميد، مالك محل قطع غيار في المنطقة الصناعية بمدينة درعا، قال لعنب بلدي، إن المستوردين يتحكمون بالأسعار، وزاد سعر بعض القطع من مصدرها، لافتًا إلى أنها تسعّر بالدولار.

وأضاف أيسر أن المستوردين توقفوا مؤخرًا عن الاستيراد، حتى يستطيعوا بيع القطع التي كانت بمخازنهم قبل سقوط نظام الأسد، وهي كانت تستورد بسعر مرتفع نتيجة الضرائب والإتاوات التي كان يفرضها النظام السابق.

وقال إن معظم المتوفر من القطع حاليًا مصدره من الصين، وهو بجودة منخفضة مقارنة بالمنتجات من الدول الأخرى.

وتوجد في السوق قطع ذات مصدر أوروبي تدخل عن طريق لبنان، وهي مرتفعة الثمن لأنها لا تدخل مباشرة إلى سوريا، بحسب أيسر.

أما فياض الأبازيد، وهو مالك محل قطع في درعا، فقال لعنب بلدي، إن أسعار قطع الصيانة انخفضت للنصف تقريبًا بعد سقوط نظام الأسد، والسماح للتجار بالاستيراد والتصدير.

ووفق رصد عنب بلدي، انخفضت أسعار “إكسسوارات” السيارات للنصف تقريبًا.

المحروقات تأكل الربح

برر عدد من السائقين رفع أجور الركاب بغلاء سعر المازوت، وإلغاء الدعم عن المازوت المخصص لوسائل النقل العامة.

ويصل سعر ليتر المازوت في السوق المحلية إلى 10000 ليرة سورية، في حين كانت مخصصات المركبة العامة تباع بسعر 2000 ليرة سورية لكل ليتر قبل سقوط نظام الأسد.

جمال مطاوع، سائق على خط درعا- جاسم، قال إن غلاء أجور النقل مرتبط بتكاليف النقل وخاصة سعر المازوت.

وفي حال هبط سعر المازوت أو أعيد العمل ببرنامج الدعم، فإن السائق يخفض الأجرة، وفق جمال.

ويتقاضى جمال 15 ألف ليرة سورية عن كل راكب في مسافة تصل إلى أكثر من 55 كيلومترًا.

السائق هايل الأحمد، طالب بوضع محطة مازوت مدعوم في محيط “الكراج”، وتشكيل لجنة حكومية لتحديد السعر بناء على طول المسافة.

وذكر السائق لعنب بلدي أن السائقين في حالة خلاف دائم مع الركاب الذين يشتكون من ارتفاع أجور النقل.

كما اشتكى عدد من سائقي “السرافيس” من ركود في عدد الركاب، إذ لا يستطيع السائق سوى نقل رحلة واحدة في اليوم، والحافلة قد تنتظر لأكثر من ساعة حتى تمتلئ بالركاب.

وأرجع عدد منهم أسباب الركود إلى قلة ارتياد المدينة من قبل السكان، بعد انخفاض مستوى الدخل، واستعانة البعض بالسيارات الخاصة التي كثر اقتناؤها بعد سقوط النظام، وفتح أسواق الشمال السوري، كما أن البعض يقصدون المدينة على الدراجات النارية، إذ لا يمنع مجلس مدينة درعا دخولها للمدينة.

الأجور ترهق طلاب الجامعات

استأجر طالب كلية التربية في درعا، صافي الغازي، منزلًا مشتركًا مع عدد من زملائه في مدينة درعا لتوفير أجور النقل.

وتصل الأجرة من بلدة الشجرة حتى مدينة درعا إلى 15 ألف ليرة سورية، إذ يحتاج صافي إلى 30 ألف ليرة سورية يوميًا، لذلك وجد في الاستئجار المشترك حلًا يوفر عليه التكلفة والانتظار لساعات في الكراج.

في حين قال عبد الرحمن الحشيش، من سكان بلدة تل شهاب، إنه يحتاج يوميًا إلى ما يقارب 40 ألف أجور تنقلات أبنائه للجامعة.

وطالب عبد الرحمن بضبط تسعيرة النقل، وتخفيض الأجور عبر دعم الوسائل العامة.