
مرضى داخل قسم غسيل الكلى في المستشفى الوطني بمدينة دير الزور - (عنب بلدي)
مرضى داخل قسم غسيل الكلى في المستشفى الوطني بمدينة دير الزور - (عنب بلدي)
برنامج “مارس” التدريبي – جود وادي
من مجموعة في تطبيق “واتساب” أطلق عدد من أبناء محافظة دير الزور حملة تحت عنوان “دير الزور تستحق الحياة”، في 15 من شباط الماضي، للمساعدة في تأهيل القطاع الصحي في محافظة دير الزور شرقي سوريا.
أحد مؤسسي الحملة زكي الحوكان، قال لعنب بلدي إن الحملة كانت عبر مجموعة في انضم إليها عدد من شبان مدينة دير الزور المقيمين في ألمانيا.
وجمعت المنضمين رغبة في مساعدة دير الزور على النهوض بمختلف التخصصات، بعدما أنهكت المدينة العمليات العسكرية منذ العام 2011.
وبعد جمع المعلومات وحصر الأضرار من قبل المشاركين في الحملة، وجدوا أن إعادة تأهيل المستشفيات هي في أعلى سلم الأولويات لدى الأهالي بسبب جاجتهم المتزايدة للطبابة، وفق زكي الحوكان.
بعد مرور ثلاثة أيام على إطلاق الحملة، جمعت أكثر من 50 ألف يورو، بحسب ما ذكره الحوكان لعنب بلدي، بينما وصلت المبالغ المجموعة حتى 11 من آذار الحالي، إلى 191 ألف يورو، وفق ما ذكرته صحيفة “الفرات” المحلية.
وذكر الحوكان أن مبلغ الـ50 ألف يورو حقق الهدف الأول من الحملة وهو شراء معدات وأجهزة طبية لتجهيز مستشفى دير الزور الوطني (الأسد سابقًا)، ثم أطلق الحملة الهدف الثاني وهو تجهيز غرف العمليات حتى نهاية آذار.
ونقلت صحيفة “الفرات” عن الدكتور قتيبة الحماوي، أحد المشرفين على الحملة، أنها حققت ستة أهداف من أصل ثمانية، الهدف الأول كان شراء معدات وأجهزة طبية، والأهداف السبعة المتبقة تجهيز سبع غرف عمليات في المستشفى الوطني بشكل كامل، من أجهزة تخدير وتجهيزات طبية وأدوات جراحية.
وردًا على سؤال عنب بلدي، حول استمرار الحملة لتطال قطاعات خدمية أخرى، أوضح الحوكان، أن الهدف مساعدة المدينة بمختلف المجالات، لكن الأمر يتوقف بشكل مباشر على استمرار التبرعات واستجابة بقية المؤسسات مع الحملة، خاصة أن ما جمع عبارة عن إسهام أفراد يقطنون في دول الخليج وكندا ودول الاتحاد الأوروبي.
كلفة العلاج على المريض.. مستشفى “الأسد” في دير الزور بلا خدمات
تعرض القطاع الطبي في دير الزور خلال السنوات لعدة تغيرات، حيث دمر النظام الطبي بعد الحرب بشكل شبه كامل، نتيجة للظروف التي شهدتها المنطقة واختلاف قوى السيطرة، وهجرة الأطباء والعاملين في المجال الطبي، وهذا الأمر انعكس سلبًا على أهالي المحافظة.
أدى ذلك إلى قلة الكوادر والمعدات الطبية، وسط غلاء أجور المعاينات والأدوية مقارنة بدخل الأهالي، مع عدم توفر العديد من أنواعها.
هذه الحاجة برزت بشكل أكبر بعد خروج قوات النظام السوري وميليشيات إيرانية من المدينة، وسيطرة حكومة دمشق المؤقتة عليها، ما حرّك مطالب قديمة بضرورة الدعم، وانتشال القطاع من أزماته.
مدير مديرية الصحة في دير الزور، يوسف السطام، قال إن هناك فقط مستشفيان يعملان وآخر مجهز تقنيًا فقط لكنه يفتقر للكادر الطبي، بينما هناك أربعة مستشفيات مدمرة بشكل كبير، ونسبة عمل القطاع الطبي لا تتجاوز 20%، ويعمل تحت طاقته الدنيا.
وأضاف السطام، لعنب بلدي، أن المديرية تدرس وتخطط لإعادة تشغيل وتجهيز مراكز الرعاية الصحية الأولية، التي خرج 50 % منها عن الخدمة خلال السنوات السابقة.
وتسعى المديرية في خطتها الأولية إلى تفعيل مراكز الرعاية الصحية الاولية والثانوية بأقل طاقة ممكنة، وتأمين أساسيات المواطنين في المناطق الأكثر ازدحامًا، ومحاولة تأمين الخدمة الطبية على مدار اليوم.
وبالنسبة لحملة “دير الزور تستحق الحياة”، يجري التنسيق بين مديرية الصحة وإدارة الحملة، وتم تسديد تكاليف ترميم غرف العمليات وتجهيز قسمي (الداخلية والمعاينات) داخل المستشفى الوطني بعد وصول أموال التبرعات الحملة الأولى، وفق يوسف السطام.
وتعاونت منظمة “أطباء متحدون” الألمانية مع الحملة، وساعدتها بالدخول في مزاد علني لشراء أجهزة طبية ومعدات، لمنشأتين طبيتين بعد إفلاسهما وعرضها للبيع، وتكفلت المنظمة الألمانية بالجانب القانوني لاستقبال التبرعات وإنشاء حساب بنكي مشترك.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى