أسعار مستلزمات الطاقة تنخفض في سوريا

شهدت أسعار مستلزمات تركيب الطاقة الشمسية في سوريا للمنازل والمصانع، انخفاضًا ملحوظًا منذ سقوط النظام السابق وتغيير السياسات الاقتصادية واتجاهاتها.

وشكلت أسعار الطاقة الشمسية، عائقًا أمام السوريين على مدى سنوات عديدة سابقة، رغم الحاجة الماسة لها، نتيجة انقطاع الطاقة الكهربائية لساعات طويلة عن أغلب مناطق سوريا، ونقص إمدادات الشبكات الكهربائية.

أنواع جديدة وانخفاض أسعار

رصدت عنب بلدي، انخفاض أسعار ألواح الطاقة الشمسية في سوريا، بحسب الأنواع والقدرات في منتصف آذار، بالمقارنة مع أسعارها في نهاية عام 2024، حيث انخفض سعر اللوح الواحد بحسب النوع:

• “Trina 705w-bifical”، باستطاعة “18basbar – 705″، من 250 إلى 100 دولار.
• “longi 600-himo6″، باستطاعة “W600″، من 220 إلى 78 دولارًا، أي ما يقارب 142 دولارًا.
• “jinko 590w-bifical”، باستطاعة “16basbar – 590″، من 200 إلى 75 دولارًا.

وبحسب شركة “xnetron” للطاقة البديلة (لديها فروع في كل من دمشق والسويداء)، دخلت إلى السوق السورية عدة أنواع جديدة، منها “توينسل”، “غرين سولار”، “استيمان”، “الجينكو التقليد”، وجميعها باستطاعة “W585″وسعر 65 دولارًا.

وأوضحت مسؤولة المبيعات في شركة “xnetron“، لعنب بلدي، أن الاقبال على الأنواع الجديدة مازال محدودًا، نتيجة تخوف المستهلك من استخدام ألواح غير مجربة، بل يعتمد على ما جرى تجربته، وعرفت فعاليته من قبل المستهلكين الآخرين.

كما دخلت الكثير من ألواح الطاقة الشمسية، من مناطق الشمال السوري، الجديد منها يباع اللوح بأسعار تتراوح بين 60 و70 دولارًا، أما المستعمل فمجهول المواصفات، وغير مكفول الجودة، ويبلغ سعر اللوح من 30 إلى 40 دولارًا، بحسب ما قاله مهندس الطاقة المتجددة حسن سليمان، وهو مالك مركز “فاي” للحلول والخدمات الهندسية في اللاذقية.

وبحسب نشرة “مصرف سوريا المركزي” يبلغ سعر صرف الدولار 13200 ليرة سورية، بينما يقابل في السوق السوداء وسطيًا 10000 ليرة سورية.

بطاريات وانفرترات

ورصدت عنب بلدي انخفاض أسعار كل من البطاريات والانفيرترات المستخدمة لتركيب منظومة الطاقة الشمسية.

وبحسب عدد من التجار، في سوق مستلزمات الكهرباء في المرجة، سجلت البطاريات من نوع “FELICITY” (وهي الأكثر طلبًا)، انخفاضًا ملحوظًا في الأشهر الأخيرة، إذ انخفض سعر بطارية الليثيوم من نوع:

• “D-grid100/24″، باستطاعة 2.5kwh، من 550 إلى 310 دولارات.
• “felicity 200/24″، باستطاعة 5kwh، من 750 إلى 570 دولارًا.
• “felicity 300/48″، باستطاعة 15kwh، من 2100 إلى 1720 دولارًا.
• “felicity 300/48” مجدد، باستطاعة 15kwh، من 1800 إلى 1410 دولارات.
• “felicity 500/48″، من 5000 إلى 2700 دولار.

وتتراوح أسعار البطاريات من نوع “Mira”، بحسب استطاعاتها ما بين 450 و2250 دولارًا، و البطاريات من نوع “MR.ampera”، ما بين 750 و1750 دولارًا.

وتختلف أسعار الإنفرترات (منظمات للطاقة بين الألواح الشمسية والبطارية) بحسب فئاتها، حيث بلغ سعر الإنفرتر:

• من فئة “12v”، يباع بأسعار تتراوح بين 140 و160 دولارًا، بينما بلغ سعره في نهاية 2024 بين 250 و400 دولار.

• من فئة “24v”، يباع بين 180 إلى 250 دولارًا، باستطاعات بين 2500 و3000 وW 4000. وبلغ سعره في نهاية 2024 بين 300 و600 دولار.

• من فئة “48v”، يباع بين 350 و750 دولارًا، باستطاعات بين 6000 و8000 و11000 W. وبلغ سعره في نهاية 2024، بين 500 و900 دولار.

غياب الاحتكار والضريبة

أرجع أصحاب الشركات الذين قابلتهم عنب بلدي، الانخفاض في أسعار ألواح الطاقة الشمسية ومعداتها، إلى غياب الاحتكار في المرتبة الأولى إضافة إلى انخفاض قيمة التعرفة الجمركية على الاستيراد، وغياب السمسرة.

وعانى التجار خلال السنين الماضية، من احتكار استيراد معدات الطاقة الشمسية من قبل أحد التجار المتنفذين المقربين من السلطة السابقة، ومنعهم من استيراد ما يحتاجوه أو إدخال أنواع جديدة إلى السوق بشكل فردي، بل انحصرت هذه العمليات بالتاجر الكبير وصفقاته الخاصة لينغلق السوق على عدة أنواع فقط، بحسب ما ذكرته شركة “المتحدون” التجارية لعنب بلدي.

اليوم صار بإمكان التجار استخدام سجلهم التجاري الخاص، لاستيراد ما يتطلبه السوق ويتناسب مع قدرة المستهلكين واختياراتهم بشكل مباشر من الدول المصدرة، ما خلق تنافسية بين التجار، وتعدد الأنواع المتوفرة في السوق التي تناسب مختلف شرائح المجتمع وقدرتهم الشرائية وحاجاتهم.

غياب الاحتكار لم يؤثر فقط على تعدد الأنواع المتوفرة في السوق، وإنما انعكس بشكل إيجابي على الأسعار، بحسب التجار الذين قابلتهم عنب بلدي، فقد غابت عن الفواتير، قيمة العمولة المترتبة عليهم مقابل الخدمات المقدمة من التاجر المحتكر، وبعض الرشاوى الأخرى لتسهيل وصول المعدات.

“التهريب” سبب للانخفاض

يعود انخفاض أسعار ألواح الطاقة الشمسية ومعداتها، إلى عدة أسباب، منها ارتفاع قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، وتحول الرسوم الجمركية التي كانت مفروضة عليها، إلى رسوم شكلية، بحسب ما قاله أمين سر “جمعية حماية المستهلك“، عبد الرزاق حبزة، لعنب بلدي.

إلا أن السبب الرئيسي وراء انخفاض هذه الأسعار بحسب حبزة، هو “التهريب” أي إدخال البضائع بطرق غير شرعية، والذي يعتمده اليوم العديد من التجار كبديل عن الاستيراد بشكل منظم، الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي وسلبي على المستهلك بالمرتبة الأولى.

وأوضح حبزة، أن دخول البضائع بطرق غير شرعية، ومن مصادر متعددة وغير معروفة، لم يؤثر على انخفاض الأسعار فقط، وإنما على زيادة الأنواع المعروضة في السوق السورية، إضافة لخلق تنافسية عالية بين التجار، واضطرار التجار تخفيض أسعار البضائع الموجودة لديهم سابقًا خوفًا من كسادها داخل مستودعاتهم.

وفي الوقت نفسه، يتعرض المستهلكون اليوم لعمليات غش كبيرة، نتيجة عمليات “التهريب”، حيث يقوم بعض ضعاف النفوس بتبديل لصاقات المواصفات الأصلية، بأخرى عليها مواصفات مختلفة أعلى من الأصلية، لزيادة سعرها على المستهلك، وغايات أخرى.

ووجه أمين سر “جمعية حماية المستهلك”، تنبيهًا للمستهلكين، من خلال عنب بلدي، بضرورة اصطحاب أحد الخبراء معهم، عند شراء ألواح الطاقة الشمسية ومعداتها، تجنبًا للوقوع ضحايا عمليات الغش، خاصة بعد وصول العديد من الشكاوى إلى الجمعيات، تتعلق غالبيتها باختلاف المواصفات.

وبين حبزة أنه من غير الممكن اليوم، حماية المواطنين من عمليات الغش، إلا أن عن طريق القضاء، وتشكل عمليات “التهريب” عائقًا أمام الضابطة العدلية بسبب غياب الفواتير النظامية، وتساهل الحكومة الحالية، نتيجة عدم إمكانية المراقبة والضبط بشكل كبير، ومحاولة تسهيل الأمور أمام المواطن وما يعانيه من أزمات مالية.