نفت إيران ضلوعها في أحداث الساحل السوري وهجمات فلول نظام الأسد على القوى الأمنية الحكومية السورية، واصفة الاتهامات الموجهة لها بأنها “سخيفة”.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقده المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين 10 من آذار، قائلًا إن هذه الاتهامات “ادعاء سخيف ومرفوض”، مشددًا على ضرورة وقف “مجازر الأبرياء في سوريا بأسرع وقت”.
وأضاف بقائي أنه “لا يوجد أي مبرر للهجمات على بعض العلويين والمسيحيين والدروز والأقليات الأخرى”، في إشارة إلى الأحداث الأخيرة التي شهدتها مناطق الساحل السوري.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية إدانة بلاده الشديدة لأعمال العنف والقتل والاعتداء في الساحل السوري، مشيرًا إلى أن هذه المستجدات تضع حكام سوريا الجدد أمام اختبار مهم وحقيقي جدًا للوفاء بمسؤولياتهم في حماية أرواح وممتلكات جميع السوريين.
كما أن هذه المسؤولية تقع على عاتق جميع الأطراف التي تعتبر نفسها صاحبة تأثير في التطورات في سوريا، بحسب الخارجية الإيرانية.
إيران وجهت كذلك رسالة إلى تركيا على لسان المتحدث باسم خارجيتها، الذي دعا المسؤولين في تركيا إلى عدم اتخاذ مواقف غير حقيقية بشأن إيران.
وقالت الخارجية الإيرانية، “نولي أهمية خاصة للعلاقات مع تركيا ، لكن نرفض محاولات إلقاء اللوم على الآخرين في تطورات سوريا، ونتوقع من الدول الفاعلة بسوريا أن تضطلع بمسؤولياتها وتتجنب أي تصريحات قد تزيد تعقيد الأمور”.
كان “حزب الله” اللبناني، حليف إيران في المنطقة، نفى كذلك، الأحد، ضلوعه بالوقوف خلف أحداث الساحل السوري.
وقال “حزب الله” في بيان نشرته قناة “المنار” التابعة له، السبت 8 من آذار، إنه ينفي بشكل واضح وقاطع هذه الادعاءات، معتبرًا أنه “لا أساس لها من الصحة”.
كما أشار إلى أن بعض الجهات تدأب على الزج باسم “حزب الله” فيما يجري من أحداث في سوريا، واتهامه بأنه طرف في الصراع القائم هناك.
ودعا إلى توخي الدقة في نقل الأخبار وعدم الانجرار وراء حملات التضليل التي تخدم أهدافًا سياسية وأجندات خارجية مشبوهة، وفق البيان.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية في حكومة دمشق المؤقتة اليوم، الاثنين 10 من آذار، انتهاء الحملة العسكرية في الساحل السوري، بعد نجاح أهداف المرحلة الثانية التي أطلقتها لملاحقة فلول النظام السوري.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، العقيد حسن عبد الغني، “نعلن انتهاء العملية العسكرية في الساحل مع تحقيق أهدافها، وبعد أن باتت المؤسسات العامة قادرة على بدء استئناف عملها وتقديم الخدمات الأساسية لأهلنا، تمهيدًا لعودة الحياة إلى طبيعتها والعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار”.
العمليات العسكرية في الساحل أدت إلى سقوط 642 قتيلًا، وقال مدير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فضل عبد الغني، لعنب بلدي، إن فلول نظام الأسد والعصابات خارج إطار الدولة قتلت 315 شخصًا، 167 منهم عناصر في الأمن العام، و148 مدنيًا.
وأشار عبد الغني إلى أن 327 شخصًا (مدنيون ومسلحون منزوعو السلاح) قُتلوا على يد قوات الأمن العام والقوات الرديفة معها من فصائل وأفراد مسلحين.