مع دخول شهر رمضان، شهدت أسواق رأس العين وتل أبيض ارتفاعًا في أسعار الخضراوات، الأمر الذي يزيد من الأعباء المعيشية على الأهالي، خاصة وسط الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتراجع القدرة الشرائية لدى السكان.
ويأتي هذا الارتفاع في وقت يعتمد فيه السكان بشكل أساسي على الخضراوات في تحضير وجبات الإفطار والسحور، ما يجعل تأمين احتياجاتهم اليومية أكثر صعوبة.
أسعار مضاعفة
ارتفع سعر الكيلوغرام من البندورة من 10 آلاف ليرة سورية إلى 20 ألف ليرة، والخيار من 9000 إلى 21 ألف ليرة، والكوسا من 15 ألفًا إلى 26 ألف ليرة.
وزاد سعر الكيلو من البطاطا من 5000 إلى 10 آلاف ليرة سورية، والباذنجان من 12 ألفًا إلى 21 ألف ليرة، والفليفلة الخضراء من 13 ألفًا إلى 25 ألف ليرة سورية.
يشكو الستيني محمود العناد من مدينة تل أبيض من ارتفاع أسعار الخضراوات، رغم قرب المدينة من البوابة الحدودية التي تعتبر المتنفس الأساسي لمنطقتي تل أبيض ورأس العين .
ويعتمد محمود على راتبه التقاعدي البالغ 320 ألف ليرة سورية (حوالي 32 دولارًا أمريكيًا)، الذي انقطع منذ سقوط النظام السوري، ما زاد من الضغوط عليه.
مع ارتفاع الأسعار، بدأ محمود يقتصد في شراء الخضراوات خلال رمضان، فبات يشتري نصف كيلو بندورة بدلًا من كيلو، وكيلوغرامًا واحدًا من البطاطا بدلًا من كيلوغرامين.
وأشار إلى أن التجار رفعوا الأسعار بشكل مبالغ فيه خلال شهر رمضان، خاصة في ظل غياب الرقابة التموينية، ما أدى إلى زيادة جشعهم واستغلال الوضع لمصلحتهم، وفق تعبيره.
أما ليلى العليوي (41 عامًا)، فكانت تحتاج قبل رمضان إلى حوالي 40 ألف ليرة سورية يوميًا لشراء خضراوات، لكن الآن أصبح المبلغ المطلوب يصل إلى 75 ألف ليرة يوميًا.
وقالت لعنب بلدي، إن غلاء الأسعار هذا العام جعل من الصعب توفير احتياجات الأطفال وإعداد أجواء رمضان التقليدية.
كميات الخضراوات الداخلة إلى تل أبيض ورأس العين من تركيا انخفضت خلال رمضان – 9 آذار 2025 (عنب بلدي)
كميات قليلة واردة
تعتبر الخضراوات عنصرًا أساسيًا على مائدة الإفطار، إذ تشكل جزءًا كبيرًا من الوجبات اليومية.
تاجر الخضراوات من مدينة تل أبيض، عدي الكعيب، قال لعنب بلدي، إن ارتفاع أسعار الخضراوات خلال شهر رمضان يرجع بشكل أساسي إلى زيادة الاستهلاك في تركيا، ما أدى إلى انخفاض في الكميات الداخلة إلى المنطقة.
وأوضح أنه كان يشتري يوميًا حوالي 30 طنًا من الخضراوات، أما الآن، فلم تعد حصته تتجاوز الـ10 أطنان في اليوم.
وأضاف أن الأسعار ارتفعت من المصدر بنسبة 35%، إلى جانب الزيادة في تكاليف النقل والتحميل والتفريغ والجمارك، ما جعل الأعباء أكبر على التجار والمستهلكين على حد سواء.
وأشار إلى أنه، كتاجر، تضرر بشكل كبير من هذا الارتفاع، حيث انخفضت مبيعاته بنسبة 50% مقارنة بشهر رمضان لعام 2024.
مخالفات وضبوط في رأس العين
مدير مكتب التموين وحماية المستهلك في المجلس المحلي برأس العين، إبراهيم خزيم، قال لعنب بلدي، إن ارتفاع أسعار الخضراوات في المدينة يعود بشكل رئيس إلى جشع بعض التجار.
وأوضح أن المكتب شكّل دوريات منذ بداية شهر رمضان لمخالفة أصحاب محال الخضراوات والتجار الذين يرفعون الأسعار بنسبة تزيد على 25% عن التسعيرة المعتمدة.
وأضاف أن المكتب نظم 16 مخالفة وضبطًا بحق التجار الذين لم يلتزموا بالتسعيرات المحددة، مشيرًا إلى أن المكتب مستمر في تنفيذ الدوريات بالأسواق بهدف التخفيف عن الأهالي، وضبط الأسواق ضمن الإمكانيات المتاحة.
وتعتمد رأس العين وتل أبيض على زراعة الخضراوات خلال فصل الصيف، منها الخيار والبندورة والباذنجان والبامية.
ورغم أهمية هذه الزراعات، فإن غياب البيوت البلاستيكية والدعم من الجهات الرسمية يعد عائقًا، نظرًا إلى تكلفتها العالية وندرة الخبرة في إنشائها بالمنطقة، كما تعتبر تربة رأس العين وتل أبيض ملائمة لزراعة مختلف أنواع المحاصيل.
وتقع رأس العين مع جارتها تل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليهما “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، بينما تحيط بهما جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.