بسبب ارتفاع أسعارها

تل أبيض ورأس العين تقتصدان في حلويات رمضان

أسعار الحلويات مرتفعة لا تتناسب مع أجور العمال في تل أبيض ورأس العين - 3 آذار 2025 (عنب بلدي) أسعار الحلويات مرتفعة لا تتناسب مع أجور العمال في تل أبيض ورأس العين - 3 آذار 2025 (عنب بلدي)

camera iconأسعار الحلويات مرتفعة لا تتناسب مع أجور العمال في تل أبيض ورأس العين - 3 آذار 2025 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – رأس العين

ارتفعت أسعار الحلويات الرمضانية في مدينتي رأس العين وتل أبيض هذا العام، ما أدى إلى تراجع الإقبال عليها مقارنة بالسنوات الماضية، وسط أوضاع اقتصادية متردية يعاني منها السكان.

ويعزو أصحاب المحال التجارية ارتفاع الأسعار إلى زيادة تكاليف المواد الأولية، وارتفاع أجور العمالة، ما انعكس بشكل مباشر على تكلفة الحلويات، وجعلها خارج متناول شريحة واسعة من المستهلكين.

وبحسب ما رصدته عنب بلدي في المدينتين، فإن “المشبك” و”العوامة” أحد أكثر الحلويات رواجًا، ويبلغ سعر الكيلوغرام منهما 15 ألف ليرة سورية، ويعد رخيصًا مقارنة بالأصناف الأخرى.

ويبلغ سعر الكيلوغرام من “الهريسة” 40 ألف ليرة، والبقلاوة 50 ألف ليرة، و”الكليجة” 35 ألف ليرة، و”حلاوة الجبن” 52 ألف ليرة، و”البرازق” 38 ألف ليرة، و”الكنافة بالجبن” 55 ألف ليرة، ويبلغ سعر علبة الحلويات المشكّلة بوزن كيلوغرام 60 ألف ليرة.

وتعد الأسعار مرتفعة مقارنة بالوضع المعيشي، إذ لا تتجاوز أجرة العامل ثمانية دولارات لليوم الواحد (ما يعادل 80 ألف ليرة سورية).

تخفيض كمية أو تحضير بالمنزل

بعدما كانت جزءًا أساسيًا من المائدة الرمضانية، أصبحت الحلويات من الكماليات التي يصعب على كثير من العائلات شراؤها بانتظام، إذ استغنت عنها شريحة من الأهالي مقابل تأمين الاحتياجات الأساسية، في حين لجأ البعض لتحضيرها منزليًا.

أحمد الخلف (51 عامًا) رب أسرة من مدينة تل أبيض، اعتاد شراء الحلويات بشكل يومي لعائلته المكونة من أربعة أفراد في شهر رمضان خلال الأعوام السابقة.

إثر ارتفاع السعر، خفّض أحمد الكمية المعتادة، واشترى نصف كيلوغرام من “الهريسة”، وقال إنه في حال قرر الشراء سيتوجه لـ”المشبك” أرخص الأنواع.

وأشار إلى ضرورة وجود رقابة تموينية في أسواق تل أبيض، لضبط الأسعار ومنع التحكم وارتفاع الأسعار غير المنطقي.

أما سلوى مروان فقررت تحضير الحلويات في منزلها برأس العين، لتخفيف الأعباء المالية، معتبرة أن تكلفتها أقل بكثير مقارنة بالمحال التجارية.

جهزت الأربعينية المعدات اللازمة لتحضير “المشبك” و”الهريسة” و”العوامة”، قائلة إن تكاليفها أقل بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالأسواق.

وأشارت إلى أن العديد من النساء في رأس العين هذا العام اتبعن نفس النهج، واعتمدن على تحضير الحلويات الرمضانية في المنازل.

تكلفة تشغيلية مرتفعة

ارتفاع أسعار الحلويات، أرجعه فادي صكيرو، صاحب محل للحلويات في تل أبيض، إلى زيادة تكلفة المواد الأولية مثل السكر والسمن والمكسرات والدقيق والمواد العطرية.

وأوضح لعنب بلدي أنه على الرغم من تحسن الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، فإن تجار البيع بالجملة لم يخفضوا أسعار المواد الأساسية لصناعة الحلويات، ما أدى إلى استمرار ارتفاع الأسعار.

وأضاف أن معظم الزبائن يتجهون لشراء الحلويات منخفضة السعر مثل “المشبك” و”العوامة” التي تعتمد على مكونات بسيطة مثل الطحين والسكر، في حين أن الأصناف الأخرى تتطلب مكونات أغلى.

وأشار إلى أن الإقبال متراجع، ولم يعد شهر رمضان الموسم المنتظر، إذ كان يبيع يوميًا في السنوات الماضية ما يقارب 50 كيلوغرامًا من الحلويات، بينما لا يتجاوز حجم المبيعات في الوقت الحالي 25 كيلوغرامًا في اليوم.

وتعادل كل 10300 ليرة سورية دولارًا واحدًا، لكن الصرافين والباعة لا يتقيدون بسعر “السوق السوداء” بل يعتبرون كل دولار يعادل 13000 ليرة.

تعليمات التسعير حسب سعر الصرف

مدير مكتب التموين وحماية المستهلك في المجلس المحلي برأس العين، إبراهيم خزيم، قال لعنب بلدي، إن موظفي المديرية عقدوا اجتماعًا مع أصحاب المهن كافة في بداية شهر رمضان، بمن في ذلك أصحاب محال الحلويات.

وأضاف أن المديرية فرضت على أصحاب محال الحلويات وضع تسعيرة على جميع الأصناف المتوفرة لديهم، مع الالتزام ببيعها بأسعار تتناسب مع سعر صرف الدولار المتعارف عليه في المنطقة.

وأشار إلى أن المديرية ستتخذ إجراءات بحق من يبيع الحلويات أو المواد الغذائية بأسعار غير منطقية أو لا تتناسب مع الواقع الاقتصادي في المنطقة.

ويعتمد سكان مدينتي تل أبيض ورأس العين بشكل رئيس على قطاع الزراعة كمصدر رئيس للعيش، وتعد الليرة السورية العملة الأساسية المتداولة في المدينتين، لكن واقعها المضطرب أرهق الأهالي.

أما الليرة التركية، ورغم أنها ليست متداولة بشكل واسع، فهي العملة الثانية بسبب قرب المدينتين من الحدود التركية، بينما يحتل الدولار الأمريكي المرتبة الثالثة.

وتقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، وتخضعان لسيطرة حكومة دمشق المؤقتة، وتحيط بهما جبهات القتال مع “قسد”، وتعتبر الحدود التركية منفذهما الوحيد نحو الخارج.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة