تلاميذ في مدينة سراقب شرقي إدلب يعودون إلى مدارس مدمّرة - 11 شباط 2025 (الدفاع المدني السوري)
مخيمات ريف إدلب.. إلغاء الصفوف يحرم طلبة من التعليم
إدلب – إياد عبد الجواد
توقفت عدة شعب صفية في مخيم “الكويت” قرب بلدة حربنوش بريف إدلب الشمالي عن استقبال التلاميذ بسبب عدم اكتمال العدد، ما حرم الطلبة من التعليم، أو فرض على أولياء أمورهم وعليهم السفر سبعة كيلومترات للوصول إلى أقرب مدرسة.
إلغاء عدة صفوف دراسية جاء إثر عودة بعض الأهالي إلى بلداتهم وقراهم، ونقص عدد التلاميذ، وشمل مدرسة “الدارين” للطلاب ومدرسة “الدوحة” للبنات الموجودتين في المخيم.
وقال مراسل عنب بلدي في ريف إدلب، إن مدرسة “الدوحة” كانت تضم 11 شعبة صفية متدرجة من الأول حتى الثامن، واقتصرت حاليًا على ثلاث شعب تشمل الصف الأول والثاني والرابع فقط، والحالة مشابهة لعشرات المدارس في المخيمات القريبة.
وذكر أن أشخاصًا من القائمين على المدرسة أو موفدين من التربية أخذوا المقاعد وألواح الطاقة والبطاريات، والتي باتت غير مستخدمة بعد إلغاء الصفوف من المدارس.
ولا توجد إحصائية رسمية عن أعداد التلاميذ المتأثرين بالقرار، بعدة عودة أقرانهم إلى بلداتهم الأصلية.
مطالب بتفعيل الصفوف
بمشاعر الحزن والحيرة، يجلس جواد المحمد (41 عامًا) أمام شقته في مخيم “الكويت”، بعد أن علم من ابنتيه اللتين تدرسان في الصف الثامن، أن إدارة المدرسة ألغت صفوف المرحلة الإعدادية نظرًا إلى قلة عدد الطلاب.
وقال جواد لعنب بلدي، إنه أوقفهما عن متابعة الدراسة حاليًا، لأن أقرب مدرسة تبعد عن المخيم أكثر من سبعة كيلومترات، ولا يملك القدرة ماليًا لدعمهما أو الانتقال لمكان آخر.
وذكر أن فرحة سقوط النظام كانت مصحوبة بغصة، لأن قريته، قبر فضة، في ريف حماة شبه مدمرة، والخدمات غائبة عنها، ولا يمكنه العودة حاليًا، ولم يتبقَّ خيار أمامه سوى إيقاف ابنتيه عن الدراسة.
واعتبر جواد أن إلغاء عدة صفوف قرار مجحف بحق الأبناء والأهالي، ولا يراعي الوضع الحالي المتردي اقتصاديًا ومعيشيًا، معربًا عن تمنياته بالعدول عن القرار، وتفعيل الصفوف الملغاة حتى نهاية العام على الأقل.
ويأسف الرجل لحال الأطفال الذين واكبوا خيبات وظروف النزوح والتهجير والقصف، وحياة الخيام القاسية والجوائح والأوبئة التي طالتهم، وتراجع مستواهم التعليمي، واصفًا القرار بـ”الضربة القاضية” على أحلامهم.
نظام داخلي يحدد
فيما يخص إلغاء الشعب الصفية وإحداثها في المدارس، قال رئيس دائرة التوجيه الإداري في مديرية التربية بإدلب، وليد حمادي، إنه يوجد نظام داخلي مرتبط بالأعداد الموجودة في الشعبة.
وذكر لعنب بلدي، أن الحد الأدنى للشعبة الصفية 20 طالبًا والأعلى 41 طالبًا، وفي ظل الظروف الراهنة تم التغاضي عن النقص في الشعب.
وأضاف حمادي أن بعض المدارس يوجد فيها حاليًا 10 طلاب في الشعبة، وتم الإبقاء عليها، لأن التربية أعادت تفعيل المدارس بعد سقوط النظام، وسهلت عملية انتقال الطلاب والكوادر إلى مناطقهم الأصلية، وأمّنت فرصة تعليمية لهم.
وبالنسبة لتوفير فرصة تعليمية للأعداد القليلة من الطلاب، يوجد لدى التربية نظام الصفوف المجمّعة، حتى لا يحرم الطلاب من حقهم في التعليم.
أما فيما يخص استئناف التعليم للأعداد القليلة، فذكر أن التربية لم تتوقف عن تعليمهم، إنما تم إلغاء بعض الشعب المخالفة في الأعداد، ومن تبقى منهم فالتربية مستمرة معهم بتقديم خدمة التعليم.
كلام حمادي يتناقض مع حالة المدارس في مخيم “الكويت”، إذ تأثر عشرات الطلبة بإلغاء الصفوف، وليس أمامهم أي خيارات أخرى للحصول على التعليم سوى الانتقال إلى مدارس في مناطق أخرى.
وفي 13 من شباط الماضي، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، إن أكثر من 825 ألف نازح سوري عادوا إلى مناطقهم منذ كانون الأول 2024، لكن حركة الخروج من المخيمات ما زالت محدودة، إذ غادر نحو 80 ألف شخص المخيمات شمال غربي سوريا، بينما غادر 300 شخص مخيم “العريشة” شرقي البلاد.
ولا يزال نحو مليوني شخص نازحين في الشمال الغربي من سوريا، ويعيش أكثرهم في مواقع مكتظة وخيام هشة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :