عناصر من قوى الأمن العام التابع لوزارة الداخلية السورية خلال حملة أمنية استهدفت محافظة اللاذقية- 1 من آذار 2025 (وزارة الداخلية السورية)
مواجهات وقصف جوي.. ماذا يحصل في اللاذقية
أطلقت وزارتا الدفاع والداخلية السوريتان، حملة أمنية في ريف محافظة اللاذقية، لملاحقة من وصفتهم بـ”فلول النظام” بعد استهداف تعرض له عناصر من “الأمن العام” قرب مدينة جبلة.
ونقلت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، الخميس 6 من آذار، عن مصدر أمني في اللاذقية (لم تسمّه) أن مجموعات من “فلول ميليشيات الأسد” استهدفت عناصر وآليات لوزارة الدفاع قرب بلدة بيت عانا بريف اللاذقية، ما أدى إلى مقتل عنصر وإصابة آخرين.
تبع ذلك استهدف آخر طال سيارات الإسعاف التي حاولت إجلاء المصابين قرب بيت عانا بريف اللاذقية، وفق “سانا”.
وأضافت الوكالة السورية أن وزارة الدفاع استقدمت تعزيزات أمنية إلى المنطقة، ما دفع “فلول الأسد” للتمركز ضمن بلدة بيت عانا وشرعت باستهدف قواتها بشكل مباشر.
ونقلت “سانا” أيضًا عن مدير أمن محافظة اللاذقية قوله، “تفرض قواتنا الآن طوقًا أمنيًا لمحاصرة فلول ميليشيات الأسد وعصابات خارجة عن القانون في قريتي بيت عانا والدالية بريف اللاذقية”.
ولفت إلى أن المجموعات المسلحة التي تواجهها القوى الأمنية في ريف اللاذقية “كانت تتبع لمجرم الحرب سهيل الحسن الذي ارتكب أبشع المجازر بحق الشعب السوري”.
طيران في الأجواء
تزامنًا مع الأنباء الواردة من محافظة اللاذقية حول المواجهات العسكرية، انتشرت تسجيلات مصورة لطائرة مروحية، تستهدف بالصواريخ موقعًا في منطقة الاشتباكات.
وتزامن تحليق الطيران المروحي مع آخر حربي تضاربت الأنباء حول تبعيته، إذ قالت شبكات إخبارية محلية إن الطائرات روسية، بينما ذكرت أخرى أن الطيران الحربي يتبع لسلاح الجو السوري.
وقال مسؤول العلاقات الإعلامية في محافظة اللاذقية، نور الدين بريمو، لعنب بلدي، إن الأحداث بدأت عندما تعرضت دورية من وزارة الدفاع لاستهداف مباشر قرب بلدة بيت عانا بريف جبلة، ما خلف قتلى وجرحى، وتكرر الاستهداف خلال محاولة إسعاف الجرحى.
وأضاف أن وزارتي الدفاع والداخلية استقدمتا تعزيزات عسكرية، وأطلقتا حملة أمنية لملاحقة “فلول النظام البائد” في المنطقة، وشارك الطيران المروحي باستهدافات وصفها بريمو بـ”الدقيقة” لنقاط تمركزهم في الجبال المحيطة لمنطقة الدالية وبيت عانا.
بريمو قال أيضًا إن الطيران الحربي الروسي أجرى دورانًا في أجواء المنطقة التي تشهد المواجهات، لافتًا إلى أن الطلعات دورية، سبق وتكررت خلال الأيام الماضية.
وأضاف أن طائرة مروحية تتبع لوزارة الدفاع السورية شاركت في عملية تمشيط الجبال المحيطة بقرية بيت عانا حيث يتمركز عناصر من “فلول النظام”.
دعوات للاحتجاج ضد الحكومة
في خضم الأحداث التي شهدتها المنطقة، دعا “المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر“، وهو مجلس ديني أُنشئ حديثًا، يقول إنه يمثل الطائفة العلوية في سوريا، لاحتجاجات سلمية ضد الحملات الأمنية في الساحل السوري.
وقال “المجلس” في بيانه، الخميس، إنه منذ سقوط النظام، “التزمنا الحكمة وضبط النفس، ليس ضعفًا، بل إيمانًا بوطننا وبالسلم الأهلي، وطالبنا مرارًا بتسليم قائمة المطلوبين، وفتح المجال لدخول الوجهاء مع حملات التفتيش، لكن قوبلت مطالبنا بالتجاهل والمماطلة”.
وأضاف أن التجاوزات، و”انفلات العناصر” تزايد عن أي انضباط، وانعكس ذلك بالتعدّي على ممتلكات السكان، وإطلاق العبارات الطائفية على الملأ تزامنًا مع “حملات الترهيب والقتل الذي لم ينجُ منه المدنيون ولا الأطفال”، بحسب البيان.
ودعا بيان “المجلس العلوي” أبناء الساحل السوري لاعتصام سلمي في الساحات، “لنصرة أهلكم في قرى جبلة، ولإعلاء صوت الحق في وجه الظلم. تظاهروا بقوة، لكن بحكمة، لا ترفعوا إلا الشعارات الوطنية، ولا تمسوا الممتلكات، فنحن نريد حماية أهلنا”.
ليست الأولى
منذ يومين، قتل عنصران من وزارة الدفاع، بكمين مسلح نفذه عناصر قال “الأمن العام” إنهم يتعبون لـ”فلول النظام”، في منطقة الدعتور باللاذقية.
وقال مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية مصطفى كنيفاتي لـ”سانا” حينها، إنهم تلقوا بلاغًا باستهداف عناصر الأمن وجهزوا قوة أمنية خاصة وجمعوا المعلومات المتعلقة ووصلوا إلى أحد عناصر الخلية، وداهموا وكرها.
وفي 2 من آذار الحالي، أعلنت وزارة الداخلية القبض على عدد من المطلوبين من عناصر النظام السابق في بلدة عين شقاق بريف مدينة جبلة، وقالت إنها أحالتهم إلى القضاء.
وتعلن الداخلية السورية باستمرار عن القبض على عناصر من النظام السابق، كما تقول إنها تعثر على أسلحة وذخيرة في حوزتهم.
وأعلنت مديرية أمن حمص ضبط مستودع يحتوي على قذائف هاون بمختلف العيارات في بلدة كفرعبد بريف حمص الشمالي، بعد عمليات رصد وتحريات، وتمت مصادرة الذخائر واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وفق وزارة الداخلية.
ومنذ كانون الأول 2024، أي بعد أيام على سقوط النظام، أعلن وزير الداخلية السابق، محمد عبد الرحمن، عن مقتل 14 عنصرًا وإصابة 10 آخرين من عناصر وزارة الداخلية، إثر تعرضهم لكمين نفذه “فلول النظام” بريف طرطوس.
وقال عبد الرحمن في بيان، إن وزارة الداخلية “ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن سوريا وحياة أبنائها”، وأطلقت عقب الاستهداف حملة أمنية استهدفت المنطقة أيضًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :