خرجت مظاهرة في ساحة الكرامة وسط السويداء مناهضة لحكومة دمشق، وذلك بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية تفعيل نشاط “قوى الأمن العام” في المحافظة، بكوادر محلية من أبناء المحافظة نفسها.
وقالت شبكة “الراصد” المحلية اليوم، الخميس 6 من آذار، إن عدد من المتظاهرين تجمعوا في ساحة الكرامة، ورفعوا شعارات تهاجم الإدارة الجديدة متهمين إياها بالإقصاء، ورفضوا وجودها بالصيغة الحالية.
ونشرت شبكة “السويداء 24” تسجيلًا مصورًا للمظاهرة، مشيرة إلى أن المظاهرة جاءت استجابة لدعوات انتشرت على مواقع التواصل ضد سياسات الإدارة.
وحمل المتظاهرون علم الطائفة الدرزية، ورفعوا صور الشيخ حكمت الهجري أحد شيوخ عقل السويداء الثلاثة الرئيسيين، والشيخ موفق طريف زعيم الطائفة الدرزية في فلسطين والجولان المحتل.
وكانت وجهت انتقادات إلى الشيخ الهجري واتهم إلى جانب فصائل محلية بنية الانفصال، وهو ما نفاه الشيخ، الثلاثاء، بقوله إنه لا يطالب بانفصال أو انشقاق عن سوريا.
بالمقابل، استنكر شيخا العقل حمود الحناوي ويوسف جربوع أي حديث حول الانفصال، وأكدا دعمهما لوحدة الأراضي السورية.
في السويداء، تعد مشيخة العقل لطائفة الدروز هيئة روحية وزعامة دينية متوارثة، يبرز فيها ثلاثة عوائل رئيسية في رأس هرم الزعامة هي: الهجري وجربوع والحناوي، إلى جانب مشايخ عقل آخرين.
وحاليًا مشايخ عقل الطائفة هم: يوسف جربوع وحمود الحناوي وحكمت الهجري.
في وقت سابق قالت الباحثة اليونانية إيفا كولوريوتيس إن الحكومة الإسرائيلية تستغل “الوضع الهش والمحاصر اقتصاديًا في سوريا لتعزيز مكاسبها الأمنية، وتقديم أفعالها كأمر واقع”.
كولوريوتيس، الخبيرة السياسية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، أضافت لعنب بلدي أن إسرائيل تعمل على تعزيز العلاقات مع الزعماء الدروز في إسرائيل، وخاصة الشيخ موفق الطريف، ومع الدروز في سوريا، وتقدم لهم التطمينات والضمانات لحمايتهم، وربما لعبت أيضًا دورًا في منع قائد “اللواء الثامن”، أحمد العودة، من الانضمام إلى الجيش السوري الجديد.
تفعيل الأمن العام
مظاهرة اليوم جاءت عقب إعلان “حركة رجال الكرامة”، وهي أكبر فصيل عسكري في السويداء، عن أن وزارة الداخلية السورية فعّلت نشاط “قوى الأمن العام” في المحافظة، بكوادر محلية من أبناء المحافظة نفسها.
وقالت الحركة عبر بيان لها اليوم، إن دخول “الأمن العام” للمحافظة جرى بالتنسيق بين “رجال الكرامة” و”مضافة الكرامة” و”تجمع أحرار جبل العرب” من جهة، ووزارة الداخلية من جهة أخرى.
وأضافت أن كوادر وقيادات محلية من أبناء السويداء تقود عمل “الأمن العام”، بهدف ضبط الوضع الأمني ومحاربة الجريمة والمخدرات، بدعم وإمداد لوجستي من الداخلية.
الخطوة جاءت استجابة لمطالب الفعاليات الدينية والاجتماعية في المحافظة، وفق البيان، إذ طالبت الأخيرة أن تكون الكوادر من أبناء المحافظة، وهو ما توافقت عليه الفصائل المحلية مع وزارة الداخلية كخطوة عملية نحو إعادة تفعيل مؤسسات الدولة وإنفاذ القانون.
وزارة الداخلية أرسلت، اليوم الخميس، ثماني سيارات شرطة، لتسليمها إلى الكوادر المحلية المكلفة بتنفيذ مهام حفظ الأمن، مع تعهدها بتقديم المزيد من الدعم اللوجستي خلال الفترة المقبلة.
“رجال الكرامة” قالت أيضًا إن تسجيلات صوتية تحمل تهديدات مباشرة بإحراق سيارات الشرطة ومهاجمتها، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، “إلى جانب ترويج شائعات ومزاعم لا أساس لها من الصحة”.
وقالت إن هذه التهديدات لا تعبّر إلا عن رفض واضح لعودة القانون، “وتؤكد وجود أطراف مستفيدة من الفوضى والانفلات الأمني، تسعى إلى عرقلة أي مبادرة تهدف إلى تعزيز سلطة الدولة وإنفاذ القانون”.
وحمّلت “حركة رجال الكرامة” المسؤولية الكاملة لـ”كل من يحاول التحريض على الفتنة أو تهديد الجهود المبذولة لاستعادة الاستقرار”، مضيفة في بيانها، أن “إرادة أبناء السويداء ستظل أقوى من أي محاولات لجرّ المحافظة نحو الفوضى”.