قال مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، إن خفض المساعدات الأمريكية الدولية يعيق إعادة العراقيين من مخيم “الهول” في سوريا بحلول نهاية 2025 كما كانت تأمل بغداد.
وأضاف لوكالة “وفرانس برس“، اليوم الخميس 6 من آذار، “فوجئنا بإيقاف دعم المنظمات من الجانب الأمريكي الذي لطالما كان الداعم الأكبر، بالتالي حصل خلل في عمل المنظمات”.
ولفت إلى أن بغداد تعمل على نقل كل العراقيين المتبقين في “الهول” إلى مخيم في محافظة نينوى العراقية.
وتحتجز “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا نحو 56 ألف شخص، يتوزعون في مراكز احتجاز بين الرقة والحسكة السوريتين، إضافة إلى مخيمي “الهول” و”روج”، منذ نهاية السيطرة العسكرية لتنظيم “الدولة الإسلامية” في آخر معاقله بسوريا عام 2019.
وفي حين ترفض معظم الدول استعادة مواطنيها، دفعت بغداد باتجاه تسريع عمليات الإعادة، داعية بقية البلدان إلى انتهاج المسار ذاته، بينما أبدت “الإدارة الذاتية” رغبتها بإخلاء المخيمات نفسها.
الأعرجي قال أيضًا للوكالة، إن السلطات العراقية فوجئت بوقف الدعم الأمريكي للمنظمات الدولية التي كانت تسهم في تجهيز البنى التحتية اللازمة لاستقبال العائدين من سوريا، معتبرًا أن “العراق غير قادر وحده على إنهاء هذا الملف”، وأنه طالب الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بتقديم العون.
وقال المستشار العراقي إنه لولا النقص في المساعدات، “لكان من الممكن بحلول نهاية 2025 أن نكون قد أغلقنا ملف مخيم (الهول)”، مشددًا على ضرورة أن يحظى هذا الملف باهتمام دولي.
ويخشى الأعرجي من عواقب تدهور الوضع الأمني في شمال شرقي سوريا، إذ حذر من احتمال فرار محتجزين ينتمون إلى التنظيم إذا ساءت الأوضاع، خصوصًا “في حال حدوث انسحاب مفاجئ للقوات الأمريكية” هناك.
وعلى الرغم من هذه المخاوف، لفت إلى “تطمينات” من القيادة السورية الجديدة بالتعاون مع العراق لـ”مكافحة الإرهاب” وتأمين الحدود المشتركة التي تفوق 600 كيلومتر.
وسبق أن قال مسؤولون في مجال الإغاثة وسلطات محلية شمال شرقي سوريا، ودبلوماسيون، إن التحركات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لخفض تمويل المساعدات الخارجية الأمريكية تهدد بزعزعة استقرار مخيمين يحتجز فيهما عشرات الآلاف من الأشخاص المتهمين بالانتماء إلى تنظيم “الدولة” في سوريا.
وذكر سبعة مصادر لوكالة “رويترز“، في 14 من شباط الماضي، أن تجميد التمويل الذي فرضته واشنطن وتغيير الموظفين تسبب بالفعل في تعطيل بعض توزيع المساعدات والخدمات في مخيمي “الهول” و”روج”.
وأضافت المصادر أن سكان المخيمات أو “المعسكرات المغلقة” لم يتم اعتقالهم أو توجيه اتهامات إليهم باعتبارهم مقاتلين في التنظيم، ولكنهم لا يستطيعون مغادرة المعسكرات بشكل مستقل بسبب الشكوك في انتمائهم إلى تنظيم “الدولة” أو دعمهم له، وفق “رويترز”.