
مسلسل “البطل”.. عودة إلى الخلف ومحاباة للنظام السابق

يعود مسلسل “البطل” أعوامًا إلى الخلف من خلال تناول أحداث وقعت قبل سنوات في سوريا وتحولت إلى أمر واقع قبل سقوط نظام بشار الأسد.
في المسلسل الذي دخل منافسات دراما رمضان الحالي، يفتح مدير المدرسة أبوابها لنازحين من مناطق أخرى بسبب المعارك، رغم أن السنوات الأخيرة شهدت شبه توقف للعمل العسكري وتثبيتًا جزئيًا لنقاط سيطرة، كان يتخلله قصف لقوات النظام قد يولد حركة نزوح، ولكن ليس معركة متبادلة.
كما أن عودة الحديث عن عوامل النزوح ومسبباتها اليوم بعد سقوط النظام قد لا تقدم الكثير من الإقناع، فالنزوح إلى المدارس الذي جرى في السنوات الأولى من الثورة لا يشبه النزوح إلى المخيمات التي لا تزال تؤوي أكثر من مليوني سوري تحت رحمة الطقس ومساعدات الأمم المتحدة.
ومع المشاهد القليلة من أولى حلقات العمل، يعبّر صناعه عن تطبيل وتزمير “فني” للنظام الساقط، ليس باستعراض الروتين الصباحي لطلاب المدارس وحالة ترديد الشعار وتحية العلم، بل بالتركيز على النشيد الذي لفظه السوريون أصلًا، وكان يبعث التحية لمن يفترض أن يحموا الديار، لا أن يدمروها بالبراميل والصواريخ ويضعوها رهينة انتظار معجزة تعيدها واقفة على قدميها، كما أن مشهدًا من هذا النوع متوقعًا ويعبر عن روتين المدارس لعقود، لم يقدّم مغزى أو رسالة فنية للمشاهد، مثلما يمكن أن يحمل من محاباة لسلطة زالت ربما بعد تصوير هذا المشهد.
بداية العمل غير موفقة وتعكس رغبة بـ”حيادية” مقيتة أمام قضايا إنسانية جوهرية تمس حياة الناس وكرامتهم، دون أن يخلو العمل من رسائل لا يعارضها النظام السابق، على الأقل، من باب الخطاب الوسطي الحيادي الذي يمكن أن يفسّره بعض المشاهدين على أنه خوف من الحقيقة، أو الرقابة، أو كلتيهما.
استعجل “البطل” العرض، فطرحت منصة “شاهد” حلقتين من العمل، في الوقت الذي لم يبدأ به بعد عرض الحلقات الأولى من الأعمال السورية المنافسة في رمضان الحالي.
يتناول العمل الذي تدور أحداثه في إطار درامي متخذًا من الريف مسرحًا لهذه الأحداث، مفهوم البطولة، وكيفية التحول من إنسان عادي إلى بطل بفعل ظروف وتحديات تفرض نفسها في طريق الناس.
النص كتبه رامي كوسا، وهو مقتبس عن مسرحية “زيارة الملكة” للكاتب السوري الراحل ممدوح عدوان، وأخرجه الليث حجو.
يشارك في البطولة محمود نصر وبسام كوسا ونور علي وهيما إسماعيل ونانسي خوري.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :