علي درويش | خالد الجرعتلي
تتكشف الأبعاد الحقيقية لتوجهات إسرائيل الجديدة في سوريا، وموقفها من الإدارة الجديدة تتضح قبل أيام، مع أول تصريحات هجومية استهدفت الرئيس السوري، أحمد الشرع، معبرة عن عدم ثقتها به، نظرًا إلى خلفيته الإسلامية، وعموم الإدارة التي قادها معه إلى دمشق، من شمالي سوريا.
في خلفية الهجوم الدبلوماسي والهجوم العسكري الذي يستهدف مواقع مختلفة، والتركيز على نقاط في الجنوب السوري، هناك حديث عن إمكانية تحريك ملف مفاوضات السلام بين الجانبين السوري والإسرائيلي، لكن هذا التحريك يأتي تحت الضغط والابتزاز من قبل إسرائيل، مستغلة حالة الضعف التي تعانيها دمشق ومحاولاتها استعادة الأنفاس لبلد مدمر ومنهك اقتصاديًا.
هل يتعلق الموقف الإسرائيلي بهوية الإدارة الجديدة، أم برغبة إسرائيل تقسيم سوريا والإبقاء عليها ضعيفة لوقت طويل، أم بترتيبات استباقية لعملية سلام، ذلك ما تحاول عنب بلدي تسليط الضوء عليه، من خلال إعادة قراءة الوقائع الميدانية والسياسية، والاستعانة بآراء خبراء ومحليين في الشأن السياسي.
نحو اتفاق سلام
تحت التهديد وخلق التوترات
كرر مسؤولون أمريكيون حديثهم عن أن سوريا قد تكون من الدول التي ستنضم لقطار التطبيع مع إسرائيل، منذ سقوط نظام بشار الأسد.
وسبق أن قال مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إن سوريا يمكن أن تلحق بقطار التطبيع مع إسرائيل خلال الفترة المقبلة، “أعتقد أن هناك إمكانية لانضمام سوريا ولبنان للتطبيع مع إسرائيل، بعد الضربات القوية التي تعرضت لها القوى المدعومة من إيران هناك”، في إشارة إلى “حزب الله” وسقوط نظام بشار الأسد.
وتعتقد الباحثة اليونانية إيفا كولوريوتيس أن الحكومة الإسرائيلية تستغل “الوضع الهش والمحاصر اقتصاديًا في سوريا لتعزيز مكاسبها الأمنية، وتقديم أفعالها كأمر واقع”، كما أنها تبتز الإدارة السورية الجديدة بتكتيكات مختلفة، مثل دعم الوضع الانفصالي في شرقي سوريا من خلال التأثير على مواقف إدارة ترامب، وذلك لتحقيق المكاسب السياسية.
كولوريوتيس، الخبيرة السياسية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، أضافت لعنب بلدي أن إسرائيل تعمل على تعزيز العلاقات مع الزعماء الدروز في إسرائيل، وخاصة الشيخ موفق الطريف، ومع الدروز في سوريا، وتقدم لهم التطمينات والضمانات لحمايتهم، وربما لعبت أيضًا دورًا في منع قائد “اللواء الثامن”، أحمد العودة، من الانضمام إلى الجيش السوري الجديد.
ومن خلال سياسة استغلال الوضع، تبني إسرائيل شبكة نفوذ خاصة بها داخل سوريا، فإما أن تتحرك لتفتيت الجغرافيا السورية في مرحلة ما، خاصة إذا لم تتعامل الإدارة السورية الجديدة مع هذه التحركات بجدية أكبر، وإما أن تستخدم الحكومة الإسرائيلية هذه الأوراق لابتزاز الإدارة السورية الجديدة لتوقيع معاهدة سلام جديدة تعترف فيها دمشق بهضبة الجولان كجزء من إسرائيل، وتتخذ قرار تطبيع العلاقات ضمن ما يسمى “اتفاقيات إبراهيم”.
خلق أم استغلال توتر الجنوب؟
تعاني الإدارة السورية من وجود خواصر رخوة لم تستطع السيطرة عليها أو بسط نفوذها فيها بشكل جيد حتى الآن، أبرزها “قسد” التي لا تزال تفاوض حكومة دمشق على اندماجها وتضع شروطًا لذلك.
الخاصرة الثانية وهي الأهم بالنسبة لإسرائيل، محافظات الجنوب، فمحافظتا درعا والقنيطرة دخلت إليهما قوات أمنية وعسكرية، لكن لم تنجح حتى اليوم الإدارة بالوصول إلى اتفاق مع “اللواء الثامن”، رغم نفي القيادي في “اللواء الثامن” نسيم أبو عرة، ما ورد على لسان وزير الدفاع، بأن الفصيل يرفض الانخراط في وزارة الدفاع.
وقال أبو عرة، في 10 من شباط الماضي، إن أبناء الجنوب هم أول من نادى بتأسيس وزارة دفاع وطنية تعمل وفق القواعد العسكرية الحرفية المنضبطة.
“اللواء الثامن” أول ظهور له كان كفصيل “جيش حر” تحت مسمى “شباب السنة”، وينشط بريف درعا الشرقي، وبعد “تسوية 2018″، انضوى الفصيل ضمن “الفيلق الخامس” المدعوم روسيًا في جيش النظام السابق تحت مسمى “اللواء الثامن”.
عام 2022، انتقل إلى العمل مع “الأمن العسكري” (الفصيل ينفي ذلك)، ولعب بعد “التسوية” دورًا في الحد من التوترات بين مقاتلين محليين في درعا وبين قوات النظام.
أما في السويداء، فلا تزال المشاورات قائمة بين قادة الفصائل العسكرية والمرجعيات الدينية للوصول إلى قرار تتوافق عليه كافة مكونات السويداء، وفق ما أفاد به مراقبون ومطلعون ومنخرطون في هذه المشاورات لعنب بلدي.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يحاول التلاعب بورقة السويداء.
وقال نتنياهو، في 23 من شباط الماضي، “لن نسمح لأي تهديد على الطائفة الدرزية في جنوبي سوريا”، في إشارة منه إلى السويداء.
وطالب نتنياهو بنزع السلاح من محافظات درعا والسويداء والقنيطرة، جنوبي سوريا، وعدم دخول الإدارة السورية الجديدة إليها.
وأضاف “لن نتيح لـ(هيئة تحرير الشام) أو الجيش السوري الجديد دخول المنطقة الواقعة جنوبي دمشق”.
تغيير قواعد الاشتباك
وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، انتقد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية بقوله، إن الشرع وصل إلى السلطة في سوريا، و”استبدل سرواله بالبدلة، وهو يتحدث بشكل جيد”، لافتًا إلى أن إسرائيل لا تثق به.
وأضاف وفق ما نقلته “القناة 12” الإسرائيلية عن كاتس، خلال مؤتمر صحفي، “نحن نثق فقط في جيش الدفاع الإسرائيلي. لقد كان واضحًا لي ولرئيس الوزراء أن المنطقة العازلة يجب أن يتم احتلالها وسياستنا هي البقاء هناك، على قمة جبل الشيخ وعند نقاط المراقبة، لفترة زمنية غير محدودة”.
كاتس قال أيضًا، “لن نسمح بانتهاك منطقة منزوعة السلاح في جنوبي سوريا، ولن نسمح بظهور أي تهديد”، وهو ما يعني تهديدًا مباشرًا لحكومة دمشق، وعزم إسرائيل على منعها من نشر قوات عسكرية في محافظات الجنوب، القنيطرة والسويداء ودرعا.
مدير البحوث في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، معن طلاع، أوضح أن إسرائيل حددت منذ عملية “طوفان الأقصى” وما لحقها من اشتباكات في جنوبي لبنان، ملامح توجهها الأمني بالمنطقة.
ويقوم التوجه الأمني الإسرائيلي حاليًا على ضرورة تغيير قواعد الاشتباك، التي “أثبتت الوقائع انتهاء صلاحياتها”، وفق تعبير طلاع، وهذا ما تطلب تقويض المشروع الإيراني وأدواته وجعله يعيد حساباته وتموضعه وفق الواقع الراهن، وعليه عملت إسرائيل على توسيع خطوطها الدفاعية لتشمل عمق لبنان وسوريا.
وأضاف طلاع لعنب بلدي، أن توغل إسرائيل في سوريا أخذ أربع خطوات، هي ملء شاغر قوات النظام، والتوسع في المسح والتعقب للأسلحة والوثائق النوعية في الجنوب، وتأسيس نقاط عسكرية ذات أهمية جيوـ أمنية عالية، والاتكاء على فواعل محلية لديها مظلومية تجاه حكومة دمشق الجديدة.
كشفت صور أقمار صناعية نشرتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، في 18 من شباط الماضي، عن إنشاء الجيش الإسرائيلي سبع قواعد عسكرية داخل المنطقة العازلة في سوريا، عند الحدود مع الجولان المحتل.
وتُظهر الصور أن المواقع السبعة تمتد من مرتفعات جبل الشيخ في الجزء الشمالي من المنطقة العازلة إلى تل كودنة في الجزء الجنوبي منها، قرب المثلث الحدودي بين إسرائيل وسوريا والأردن، كما تُظهر الصور انتشار جنود الجيش الإسرائيلي على الحدود مع سوريا.
وحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن المواقع السبعة تقع في كل من جبل الشيخ، بلدة حضر، جباتا الخشب، الحميدية، مدينة القنيطرة، القحطانية، وتل كودنة.
تقرير الصحيفة الإسرائيلية يؤكد قيام إسرائيل ببناء قواعد جديدة في سوريا، إضافة إلى استكمالها بناء قواعد بدأت إنشاءها سابقًا، وفق ما ذكره مراسل عنب بلدي في 21 من كانون الثاني الماضي.
وأكد المراسل حينها إنشاء إسرائيل ست قواعد عسكرية في محافظة القنيطرة، خمس منها داخل المنطقة العازلة المحددة باتفاق عام 1974، وواحدة خارجها.
إنشاء القواعد مر بعدة مراحل، أولاها بدأ مباشرة بعد سقوط الأسد، إذ سيطرت قوات إسرائيلية على الجانب السوري من جبل الشيخ، تبع ذلك توغلات في محافظة القنيطرة وصولًا إلى أطراف درعا، ثم سيطرة الجيش الإسرائيلي على مبانٍ حكومية في القنيطرة وتخريبها، وإنشاء قواعد عسكرية ضمن المنطقة العازلة المحددة باتفاق 1974 وخارجها.
وتجري عمليات البناء على أراضٍ زراعية تعود ملكيتها للسكان، إلى جانب أراضٍ “مشاع”، ويتم اقتلاع الأشجار وتجريف الأرض خلال عملية بناء القاعدة، كما أدى بناء القواعد العسكرية إلى تقليل مساحة المراعي نتيجة اعتبارها مناطق عسكرية.
وتزامنت هذه العمليات مع غارات إسرائيلية استهدفت القواعد العسكرية للجيش السوري في مختلف المناطق، واستيلاء الجيش الإسرائيلي على آلاف قطع السلاح من الجنوب السوري.
منتصف كانون الثاني الماضي، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، إن الجيش عثر على أكثر من 3300 قطعة سلاح ومستندات في الجنوب السوري.
ومن بين المصادرات في سوريا، دبابات تابعة لجيش النظام المخلوع، وبنادق وصواريخ مضادة للدبابات وأخرى من نوع “RPG”، وقذائف “هاون” ووسائل استطلاع، ووسائل قتالية أخرى.
وقال الجيش الإسرائيلي، في 24 من شباط، إن قواته تمكنت من تدمير أسلحة في المناطق التي دخلتها جنوبي سوريا، ونفذت حتى الآن عشرات المداهمات، وعثرت على أسلحة متنوعة “تشكل خطرًا على أمن دولة إسرائيل”، ودمرتها.
وأوضح أن “اللواء 474″، بقيادة “الفرقة 210” التابعة له، يواصل ما وصفه بـ”أنشطته الدفاعية”، وينتشر في نقاط السيطرة بالمنطقة العازلة بهدف تعزيز دفاع إسرائيل.
خطة ضبط الحدود
كشفت الإذاعة الإسرائيلية، في 11 من شباط، أن تل أبيب أقامت “بهدوء شديد” منطقة أمنية داخل الأراضي السورية، مؤكدة أن وجودها في سوريا لم يعد مؤقتًا.
كما أكدت التقارير أنه لا يوجد حتى الآن تاريخ نهائي لإنهاء السيطرة على المنطقة الأمنية، ما يعكس استراتيجية إسرائيلية لتعزيز وجودها العسكري في سوريا دون سقف زمني محدد.
وتهدف إسرائيل في عملياتها جنوبي سوريا إلى إدارة أمنها وضبط حدودها بحسب طلاع، وفق عدة نقاط هي:
- ضبط حدودها بيدها ضمن جغرافية الخصم، وعدم تركه “لمجاميع عسكرية إسلامية”.
- التأكد بأن الجنوب سيكون مستقرًا ومدنيًا.
- الضغط على حكومة دمشق لتغيير حركتها المرتبطة بإعادة الهيكلة العسكرية والأمنية لمصلحة جيش تقليدي وليس قائمًا على الفصائل.
- الاستعداد لـ”الخطة ب” في حال تعثر حكومة دمشق.
- رفض القواعد العسكرية التركية على حدودها.
بالمقابل، يبدو موقف دمشق مرتبكًا، فمن جهة لا تزال إدارة الدولة وليدة وغير قادرة على فرض الأمن على حدودها، ولا تزال تتعثر في مسار التفاوض مع قوى الجنوب و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) صاحبة السيطرة في شمال شرقي سوريا.
وحكومة دمشق لا تريد خلق مساحات توتر مبكرة مع الإقليم، لذا ليس أمامها سوى الخيار الدبلوماسي، وهذا ما يفسر زيارة الشرع للأردن.
الشرع زار الأردن، في 26 من شباط الماضي، واستقبله الملك الأردني، عبد الله الثاني، إلا أن زيارته كانت قصيرة.
بحث الجانبان فرص تطوير التعاون والوصول إلى صيغ مشتركة في زيادة واستدامة التنسيق على مختلف الصعد، بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز وحدة الصف العربي.
وأدان الملك الأردني الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مؤكدًا دعم بلاده لسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها.
المباحثات تناولت أيضًا ضرورة التنسيق الوثيق بين البلدين في مواجهة مختلف التحديات المتعلقة بأمن الحدود والحد من تهريب الأسلحة والمخدرات، مع التشديد على أهمية عودة سوريا إلى دورها الفاعل في محيطها العربي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا).
رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، وهو يتفقد القوات الإسرائيلية في سوريا – 2 من كانون الثاني 2025 (أفيخاي أدرعي)
سوريا ضعيفة
في 28 من شباط، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر مطلعة (لم تسمّها) أن إسرائيل تمارس ضغوطًا على الولايات المتحدة لإبقاء سوريا ضعيفة ولا مركزية، مع السماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها العسكرية على الساحل السوري لمواجهة النفوذ التركي المتزايد في سوريا.
وتشير الضغوط إلى حملة إسرائيلية منسقة للتأثير على السياسة الأمريكية في منعطف حرج بالنسبة لسوريا، في الوقت الذي يحاول فيه “الإسلاميون” الذين أطاحوا ببشار الأسد تحقيق الاستقرار في الدولة المنقسمة، وحمل واشنطن على رفع العقوبات، وفق “رويترز”.
وقالت ثلاثة مصادر أمريكية للوكالة، وشخص آخر مطلع على الاتصالات، إن إسرائيل نقلت وجهات نظرها إلى كبار المسؤولين الأمريكيين خلال اجتماعات في واشنطن في شباط الحالي، واجتماعات لاحقة في إسرائيل مع ممثلين عن الكونجرس الأمريكي.
وقال اثنان من المصادر، إن النقاط الرئيسة عممت أيضًا على بعض كبار المسؤولين الأمريكيين، لكن لم يتضح إلى أي مدى تفكر إدارة دونالد ترامب في تبني مقترحات إسرائيل التي لم تقل سوى القليل عن سوريا، ما ترك حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل العقوبات، وما إذا كانت القوات الأمريكية المنتشرة في شمال شرقي البلاد ستبقى أم لا، وفق الوكالة.
إسرائيل تبني على ماضي الشرع
تبرر الحكومة الإسرائيلية سياستها الخارجية تجاه سوريا بالاستشهاد بماضي القيادة الجديدة، معتبرة ذلك مصدر قلق لأمنها، إذ تبني استراتيجيتها الحالية وكما هو معروف، كان الرئيس السوري، الشرع، يقود “مجموعة جهادية” (هيئة تحرير الشام)، ومن وجهة نظر إسرائيل، فإن الأيديولوجيا التي تنتمي إليها هذه المجموعة قريبة بلا شك من أيديولوجيا عدوتها التقليدية “حماس”، وفق ما تراه الخبيرة السياسية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط إيفا كولوريوتيس.
كولوريوتيس قالت لعنب بلدي، إن إسرائيل تُقارب قضايا أمنها في سوريا، مع العديد من القضايا المرتبطة بتنظيم “القاعدة”، بما في ذلك حالة العداء التي يكنها التنظيم لإسرائيل في أيديولوجيته.
وبطبيعة الحال، كانت الإدارة السورية الجديدة تحاول مكافحة هذه الرواية، منذ اليوم الأول لهروب الأسد وسقوط نظامه، من خلال سياسات داخلية معتدلة وسياسة إقليمية منفتحة، وفق الباحثة.
وسبق أن عبّرت العديد من الدول عن مخاوفها من أن تحكم سوريا بأيديولوجيا “هيئة تحرير الشام”، التي شكّلت رأس الحربة في المعارك العسكرية التي سقط النظام في نهايتها عند وصول فصائل المعارضة إلى مشارف دمشق، في 8 من كانون الأول 2024.
وعقب سقوط النظام، حذر وزير الخارجية الأمريكي السابق، أنتوني بلينكن، السلطات الجديدة في سوريا، من ضرورة الاستفادة من تجربة “حركة طالبان” في أفغانستان، وإلا ستلاقي “عزلة في جميع أنحاء العالم”.
وقال بلينكن في محادثة مع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، إنه اجتمع مع مسؤولين من تركيا والأردن ومصر والعراق ودول الخليج العربي، وآخرين أوروبيين، لوضع مبادئ حول ما يتوقعه من سوريا.
وأضاف أن أي جهة تنشأ في سوريا ستهتم بأن تحظى باعتراف، وستحتاج إلى دعم من المجتمع الدولي.
وبسبب مخاوف إسرائيل من تكرار تجربة “طوفان الأقصى” التي واجهتها مع غزة، اعتمدت قرار تأمين منطقة آمنة في جنوبي سوريا منذ منتصف العام الماضي، وكان ذلك جليّا من خلال التحركات العسكرية الإسرائيلية في الجولان خلال تلك الفترة من عمليات تفجير ألغام وبناء خطوط دفاعية، وفق الباحثة.
وكان من المتوقع أن تستأنف إسرائيل خطواتها بعد الانتهاء من العمليات العسكرية ضد “حزب الله” اللبناني، الموالي لإيران، لكن التطورات السريعة في سوريا وسقوط نظام الأسد دفعتها إلى استغلال الحدث والتحول إلى تنفيذ عملية جوية مكثفة شملت العديد من القواعد العسكرية والمطارات العسكرية السورية، قبل العودة إلى الخطط السابقة لإقامة منطقة آمنة في جنوبي سوريا، وفق كولوريوتيس.
وأضافت أنه بناء على الرؤية الإسرائيلية لترتيب خطتها في سوريا، يمكن القول إن من يحكم سوريا، سواء الأسد أو الشرع أو المعارضة السورية العلمانية، كان ليتخذ القرار بشأن العملية العسكرية في جنوبي سوريا، وهذا القرار لا يرتبط بالإدارة السورية الجديدة، بل برؤية إسرائيلية جديدة للمنطقة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :