أحد نوادي كمال الأجسام في دمشق (عنب بلدي)
الغلاء يطال اشتراكات الأندية الرياضية في دمشق
لم يقتصر تأثير الوضع الاقتصادي على الحاجات الأساسية للمواطن السوري، بل ألقى بظلاله على الحاجات الثانوية والترفيهية، كالنوادي الرياضية الخاصة، التي أصبحت اشتراكاتها عبئًا على رواد هذه النوادي.
وخلال رصد أجرته عنب بلدي، تراوح الاشتراك الشهري في نوادي “كمال الأجسام” بمدينة دمشق بين 200 و400 ألف ليرة سورية، والاشتراك اليومي ما بين 20 و40 ألف ليرة سورية.
“الاشتراك بالنادي الرياضي لكمال الأجسام يعادل الراتب في القطاع العام، وقيمة الاشتراك تتزايد كل شهر، وتختلف الزيادة من نادٍ لآخر”، بحسب الشاب صالح خلوف.
وقال صالح لعنب بلدي، “عندما تجاوز سعر صرف الدولار 15 ألف ليرة سورية، زادت الأندية أجور اشتراكها بمقدار الضعف، وعند انخفاضه لدون الـ10 آلاف، زادت هذه الأجور، فالنادي الذي ألعب به طلب قيمة الاشتراك 350 ألف ليرة سورية، وبالتالي اضطررت لإلغاء الاشتراك”.
تكاليف إضافية
يرافق غلاء الاشتراكات هذه ارتفاع أجور المواصلات، الذي تأثر اللاعبون به أيضًا ويحملهم تكاليف إضافية.
وقال اللاعب توفيق سكرة لعنب بلدي، إن أندية “كمال الأجسام” أصبحت لذوي المقدرة المادية الجيدة، لأنها لا تقتصر على اشتراك النادي فقط، بل هناك غذاء محدد ومواصلات وأجور المدرب الخاص، وهو ما يعادل نحو راتب كامل.
وأضاف أن اللاعبين يميلون للأندية الشعبية التي تفتقد بعض الخدمات، كالمياه الساخنة والحمامات، وذلك لتخفيف الأعباء المادية، كون اشتراكاتها أقل من بقية الأندية.
بدوره، مدرب “كمال الأجسام” محمد السيد، أوضح لعنب بلدي أن الوضع الاقتصادي انعكس على جميع مجالات الحياة، وخاصة على ذوي الدخل المحدود، فاشتراك النادي بات عبئًا إضافيًا على اللاعب، نتيجة الجمود الاقتصادي العام.
ولكن الرياضة أصبحت نظامًا حياتيًا متبعًا عند اللاعبين، فالملاحظ أن الأعداد انخفضت بشكل ضئيل، وهذا يدل على الوعي بأهمية وأولوية الرياضة، بحسب المدرب محمد.
وتتباين أجور الاشتراكات من نادٍ لآخر، دون توضيح يعكس هذا التباين، فالاختلاف لا يرتبط بتصنيف النادي، أو بالخدمات التي يقدمها.
ويعزو محمد السبب لعدم وجود تسعيرة معتمدة حسب تصنيف النادي، فالأسعار عشوائية وأحيانًا غير منطقية مقارنة بخدمات النادي.
وضرب مثالًا، “النوادي الشعبية تجهيزاتها بدائية، وأجور الاشتراكات فيها مرتفعة أحيانًا لذوي الدخل المحدود، وهناك نوادٍ خاصة أجورها مرتفعة أيضًا مقارنة بخدماتها، أما الأندية الـ(Vip) فأجورها مرتفعة جدًا ومعتمدة على الفئة الأعلى ماديًا”.
وعن مستلزمات النادي، تبدأ من الطاقة البديلة لتوليد الكهرباء، والماء الساخن، إضافة للتكييف والتهوية والنظافة، وفقًا لمحمد، وأكد أن المدربين طالبوا بتصنيف النوادي وتحديد تسعيرة كل منها حسب تصنيفها، ليكون خيار اللاعب حسب وضعه المادي.
المكملات الغذائية أيضًا
يعتبر شكل الجسم ولياقته البدنية من أهم دوافع الإقبال على نوادي “كمال الأجسام”، وبالتوازي مع ممارسة هذه الرياضة، يجب اتباع نظام غذائي يؤمّن قدرًا كافيًا من البروتين والكرياتين وعناصر غذائية أخرى.
ويتجه اللاعبون لشراء المكملات الغذائية للحصول على هذه العناصر فورًا، والتي تساهم بشكل كبير بتكوين البنية العضلية، فبات الطلب على هذه المكملات كبيرًا، الأمر الذي جعلها تجارة لبعضهم بحكم غياب إنتاج هذه المكملات محليًا.
وتشهد أسعار المكملات الغذائية غلاء ملحوظًا كونها أجنبية المصدر، وتتفاوت أسعارها من بائع لآخر، وحسب النوع والعلامة المنتجة، ويبدأ سعر عبوة مكمل البروتين أو الكرياتين من 70 دولارًا وتصل إلى 100 دولار.
وبرأي المدرب محمد السيد، فإن غالبية المنتجات مجهولة المصدر، ومشكوك بتركيبها، ومع ذلك أسعارها مرتفعة وحافظت على سعرها بالدولار وانخفضت بالليرة السورية تبعًا لانخفاض سعر الصرف.
وطالب المدرب محمد اعتماد الاستيراد النظامي من الشركة الأم أو من مصادر أجنبية موثوقة لهذه المكملات، ليضمن اللاعب حصوله على المنتج الأصلي بسعر مناسب، وخاصة أن أسعارها تحتاج إلى ميزانية كبيرة من اللاعب.
مجهولة المصدر
من جانبه، الصيدلي محمد الطويل، قال لعنب بلدي، إن المكملات الغذائية مصدرها أجنبي، ولا يوجد في سوريا وكالة رسمية لاستيراد هذه المكملات، وغالبية الأصناف الموجودة في الأسواق غير صالحة.
وأسعار بعض هذه المكملات في الشركات الأم أغلى من الموجودة في الأسواق السورية، وبالتالي هذا يفسر أن بعضها غير أصلي، أو أن تاريخ صلاحيتها ينتهي قريبًا، وفقًا للطويل.
وعن سبب عدم بيع هذه المكملات في الصيدليات، كشف الطويل أن وزارة الصحة لا ترخص للصيدليات لبيعها، وطالب أن يتم بيعها إما عبر وكالة رسمية أو يسمح للصيدليات ببيعها، فمخاطر المكملات الغذائية مجهولة المصدر كبيرة.
ويشيع استخدام المكملات الغذائية بين من يقومون برياضة “كمال الأجسام” (بناء الأجسام) أو رفع الأوزان الثقيلة أو الفنون القتالية المختلطة من أجل تسريع عملية ازدياد الكتلة العضلية في أجسامهم، والهدف هو زيادة حجم العضلات ووزن الجسم، وتحسين الأداء الرياضي، إضافة إلى تقليل نسبة الدهون في الجسم لإبراز تفاصيل العضلات أكثر.
وبحسب اختصاصية التغذية آلاء المصري، فإن المكملات الغذائية ليست بديلًا عن الغذاء الطبيعي، لكنها قد تكون مفيدة في حالات معينة، منها عند معاناة الرياضيين من صعوبة في الحصول على احتياجاتهم اليومية من البروتين، وفي فترات زيادة الكتلة العضلية أو الاستشفاء بعد التمارين المكثفة، وتحسين الأداء الرياضي في بعض الحالات، مثل استخدام الكرياتين لزيادة القدرة على التحمل.
وحول مخاطر تناول المكملات الغذائية، قالت المصري لعنب بلدي، إن الإفراط في تناول المكملات البروتينية أو الكرياتين دون رقابة طبية قد يزيد من الضغط على الكبد والكلى، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من مشكلات كلوية أو تاريخ مرضي للكبد، واضطرابات هضمية مثل الانتفاخ أو الإسهال، وزيادة الوزن غير المرغوب فيه نتيجة احتواء بعض المكملات على سكريات وسعرات إضافية.
أما خطر المنتجات المغشوشة فيكمن في احتوائها على منشطات محظورة أو مواد مضرة بالصحة.
مخاطر
تثار الشكوك حول مصدر المكملات الغذائية المجهولة المصدر المنتشرة في الأسواق بأسعار منخفضة، والمخاطر المحتملة جراء اجتوائها على منشطات ومواد مشكوك بصحتها.
وبرأي الاختصاصية آلاء المصري، تكمن المخاوف من تناول المكملات مجهولة المصدر، وخاصة تلك المباعة في الأندية الرياضية في:
- أن تكون مغشوشة بمنشطات أو هرمونات محظورة تؤدي إلى اختلالات هرمونية، وقد تسبب آثارًا جانبية مثل تساقط الشعر، ومشكلات الكبد، أو ضعف إنتاج التستوستيرون الطبيعي.
- تحتوي على مواد كيماوية غير معلنة تؤثر سلبًا على وظائف الكبد والكلى، خاصة عند تناولها بكميات كبيرة.
- غير معتمدة من جهات رقابية، مما يزيد من خطر احتوائها على ملوثات ضارة.
وتعتبر رياضة “كمال الأجسام” من الرياضات الاستعراضية، إذ إن الهدف الرئيس من ممارستها هو اكتساب القوة والعضلات الضخمة والواضحة ذات الشكل المنحوت المحدد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :