إدلب.. مطالب بإنصاف المعلمين المفصولين

طالب معلمون في إدلب بإعادتهم للخدمة بعد سنوات من فصلهم - 25 شباط 2025 (عنب بلدي)

camera iconطالب معلمون في إدلب بإعادتهم للخدمة بعد سنوات من فصلهم - 25 شباط 2025 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تتواصل مطالب معلمين في مدينة إدلب شمالي سوريا بإعادتهم للخدمة، وصرف رواتبهم المستحقة، بعد سنوات من انقطاعهم بسبب فصلهم من النظام السوري السابق.

أحدث هذه المطالب كانت عبر وقفة احتجاجية أمام مبنى مديرية التربية والتعليم بمحافظة إدلب، في 25 من شباط الحالي.

وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب، أن المتظاهرين طالبوا التربية بالنظر في أمرهم، وعدم إهمال ملفهم، وإصدار قرارات تنصفهم، وتعيد لهم حقوقهم المسلوبة.

فصل تعسفي منذ سنوات

مديرية التربية في عهد النظام السابق، فصلت عاملين لديها من إداريين ومدرسين ومدرسات، سواء لالتحاقهم بالثورة السورية، أو لعدم قدرتهم على العمل بعد سيطرة قوات النظام على قرى وبلدات وتهجير أهلها.

كما فصلت العاملين في مدارس مدينة إدلب لعدم التحاقهم بالتربية، باعتبار موظفي تربية إدلب كانوا يسيرون أعمالهم ويتقاضون رواتبهم في تربية مدينة حماة، حتى نهاية عام 2019.

واتبع النظام السوري السابق سياسة فصل الموظفين على خلفية مشاركتهم في المظاهرات أو دعمهم للثورة السورية، مستندًا إلى تقارير أمنية صادرة عن فروع المخابرات.

واستمرت هذه السياسة حتى الأشهر الأخيرة قبل سقوطه، إذ أصدرت حكومة النظام السابق، في أيلول 2024، قرارًا بفصل 41 موظفًا من شركة كهرباء السويداء، بسبب تخلفهم عن الخدمة الاحتياطية ومشاركتهم في الاحتجاجات.

أكثر من 4000 معلم

التقت عنب بلدي عددًا من المعلمين ضمن الوقفة الاحتجاجية، منهم منظم الوقفة، مصطفى الشحود، وقال إن ما يزيد على 4000 موظف ضمن قطاع التربية تعرضوا للظلم والحرمان من حقوقهم الوظيفية بسبب سياسات النظام البائد.

وذكر لعنب بلدي أن النظام السابق فصل بعض المعلمين تعسفيًا بتهم باطلة، منها تهمة التعامل مع الإرهاب، بينما مُنع آخرون من السفر إلى مناطق عملهم لتقاضي رواتبهم.

المعلم عبد السلام زهران من مدينة سراقب، أعرب عن استيائه، وعدم معرفته لمصيره، فهو على أبواب التقاعد، ولديه خدمة لما يقارب 35 عامًا.

وقال إنه والمعلمين أملوا خيرًا بعد تحرير سوريا، وزوال النظام، واستبشروا أن يعودوا لوظائفهم وأماكن عملهم، أسوة بجميع العاملين في الدولة، لكنهم فوجئوا بتهميش من قبل الوزارة لمطالبهم، متسائلين عن مصيرهم وعن حقوقهم في رواتبهم طيلة السنوات الخمس الماضية.

أكثر من 4000 معلم ينتظرون عودتهم لقطاع التعليم في إدلب - 25 شباط 2025 (عنب بلدي)

أكثر من 4000 معلم ينتظرون عودتهم لقطاع التعليم في إدلب – 25 شباط 2025 (عنب بلدي)

بعضهم غير ملتحق بـ”التربية”

بينما يطالب آلاف المفصولين بحقوقهم، كثرت التعليقات السلبية من قبل البعض، متهمة إياهم بعدم الالتحاق بالتربية “الحرة”، سيما وأن الأخيرة تركت لهم خيار البقاء في أماكن عملهم، بعد أن رفعت تربية النظام يدها عن المدارس الواقعة في المناطق الخارجة عن سيطرتها حينها، لكن البعض رفض البقاء وترك العمل.

وعن ذلك، علقت المدرسة هبة، بأنها لم تلتحق لعدة أسباب، أبرزها أنها كانت تأخذ والدتها المريضة لمناطق سيطرة النظام لأخذ جرعات الكيماوي، وخشية الاعتقال بتهمة التعامل مع التربية “الحرة”، لذلك كانت تعمل في المدارس الخاصة، تجنبًا للمشكلات.

بعض المعلمين لم يلتحقوا لأن مدارس شمال غربي سوريا شهدت فائضًا، وفرصة الحصول على وظيفة كانت أمرًا عسيرًا، كما أن الظروف المتردية دفعت بعضهم لمهن أخرى لتأمين احتياجات عائلاتهم.

ينتظرون الإنصاف

ينتظر المعلمون أن تلقى مطالبهم آذانًا صاغية، داعين إلى إنصافهم وإعادة حقوقهم كاملة، والعمل على تسهيل عودتهم إلى وظائفهم، وصرف مستحقاتهم المالية دون تعقيدات بيروقراطية أو شروط تعجيزية.

وحمل المعلمون بيانًا جاء فيه أن العديد من المعلمين لم يتم قبولهم في التربية “الحرة” لأسباب خارجة عن إرادتهم، ومن بينهم:

  1. معلمون واجهوا صعوبات في النزوح من منطقة إلى أخرى بسبب الظروف الأمنية والمعيشية.
  2. معلمون التحقوا بمناطق ريف حلب، واضطروا للعمل هناك تحت ظروف استثنائية.
  3. آخرون تشتتوا مع عائلاتهم نتيجة القصف والدمار، مما عاق قدرتهم على استقرار مهني.
  4. معلمون التحقوا بالعمل مع المنظمات الإنسانية لتقديم الدعم للمحتاجين في ظل غياب فرص العمل الرسمية.
  5. بعض المعلمين اضطروا للعمل في وظائف خاصة لتأمين قوت يومهم، بعد أن سُدت في وجوههم سبل العودة للعمل في قطاع التعليم.
  6. معلمون لم تُقبل طلباتهم في التربية “الحرة” بسبب تجاوزهم سن الـ55، رغم كفاءتهم وخبرتهم الطويلة.
  7. معلمون بلغوا سن التقاعد ولم تُمنح لهم الفرصة لاستكمال خدمتهم أو الحصول على مستحقاتهم.
  8. معلمون لا يزالون على رأس عملهم، لكن رواتبهم لا تزال مجمدة في المالية ولم يتم صرفها حتى الآن، مما زاد من معاناتهم المعيشية وأثقل كاهلهم بالديون.
  9. معلمون لا يزالون على رأس عملهم، لكن رواتبهم مصروفة من المالية، مما يخلق تمييزًا غير عادل بين المعلمين الذين يؤدون نفس الواجبات الوظيفية.

    وقفة احتجاجية في إدلب للمطالبة بعودة المعلمين المفصولين إلى عملهم - 25 شباط 2025 (عنب بلدي)

    وقفة احتجاجية في إدلب للمطالبة بعودة المعلمين المفصولين إلى عملهم – 25 شباط 2025 (عنب بلدي)

تواصلت عنب بلدي مع مديرية التربية في إدلب، لكن لم تتلقّ أي رد أو توضيح.

وسبق أن دعت وزارة التنمية الإدارية في حكومة دمشق المؤقتة العاملين الذين فصلوا من وظائفهم في الوزارات والجهات العامة بسبب مواقفهم السياسية ومشاركتهم في الثورة، إلى التسجيل مجددًا عبر الرابط، وحددت الوزارة 24 من شباط 2025 موعدًا نهائيًا لاستقبال الطلبات.

ويتضمن الرابط استمارة تحتوي العديد من الأسئلة، ودعت الوزارة إلى توخي الدقة في تسجيل البيانات المطلوبة ضمن الاستمارة.

ويعتبر المعلمون من أبرز الفئات العاملة التي عانت في سبيل تأمين لقمة عيشها، وهذه الوقفة ليست الأولى من نوعها في الشمال السوري، بل سبقتها احتجاجات مشابهة، من قبل المعلمين العاملين في التربية “الحرة”، والذين عمل بعضهم لسنوات بشكل تطوعي بسبب غياب الدعم، وتأخر الرواتب.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة