في يومه الأول.. ما تطلعات مشاركي “الحوار الوطني”

يتطلع المشاركون في مؤتمر “الحوار الوطني” الذي بدأ أولى فعالياته اليوم، الاثنين 24 من شباط، إلى أن يخلص المؤتمر لنتائج حقيقية تفيد في مستقبل سوريا على مختلف الأصعدة التي سيجري نقاشها وفق ما ذكرته أجندة المؤتمر.

المؤتمر ضم نحو 600 شخصية سورية بدأ عصر اليوم في فندق “داما روز” بدمشق، ضم شخصيات سياسية واقتصادية وحقوقية وممثلين عن قوى مجتمعية وسكانية ونقابية في مختلف المحافظات السورية.

لم تعلن اللجنة التحضرية لمؤتمر الحوار الوطني عن أسماء الحضور بشكل تفصيلي أو تخصصهم ومجال عملهم، حتى ساعة نشر الخبر.

مراسل عنب بلدي في دمشق أشار بدوره إلى أن نسبة النساء اللواتي يحضرن المؤتمر تقدر بـ20% تقريبًا من الحضور.

سيبدأ نقاش جدول الأعمال غدًا الثلاثاء، ضمن ستة مجموعات وورش عمل في عناوين عامة، سيكون تجمع الحاضرين أمام دار “الأوبرا” بدمشق، ثم سينطلق المشاركون نحو “قصر الشعب” بدمشق لحضور المؤتمر الذي سيعقد هناك، بحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي.

لن يحضر المدعوون للمؤتمر جميع جلسات النقاش، بينما سيختارون الجلسات التي ستناقش مسائل قريبة من اختصاصهم.

من فعاليات اليوم الأول من مؤتمر الحوار الوطني بدمشق – 24 من شباط 2025 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

تفاؤل بالحوار

هاجر شهاب، عضو هيئة تدريسية بجامعة حماة والجامعة الوطنية الخاصة، قالت لعنب بلدي، إنه من الجيد إتاحة الفرصة للسوريين بعد زمن طويل أن تكون لديهم مساحة للحوار الديمقراطي، معتبرة أنها قد تكون بداية خجولة إلا أنها جيدة بالنسبة لمن حرم من الديمقراطية.

الدكتورة نجوى قصاص، نائبة عميد كلية الآداب بجامعة إدلب، قالت لعنب بلدي، إنها تحضر المؤتمر لتشارك في مجال تطوير التعليم العالي، وستدلي بملاحظاتها عن واقع التعليم في سوريا بالإضافة إلى الآمال المرتقبة في هذا القطاع.

مهرب الحمود، الحاضر ضمن المؤتمر كممثل عن “مجلس القبائل والعشائر” السورية، أشار إلى أن المؤتمر سيمهد لمرحلة بناء البلد، معتبرًا أن قضية السلم الأهلي هي أولوية على مستوى الجغرافيا السورية، معتبرًا أن مخرجات المؤتمر يجب أن تكون إيجابية في هذا الإطار.

من فعاليات اليوم الأول من مؤتمر الحوار الوطني بدمشق – 24 من شباط 2025 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

يوصي ولا يقرر

من جهته قال أستاذ الاقتصاد في الجامعة العربية الدولية الخاصة، مهيب صالحة، إن المؤتمر هو مؤتمر حوار وطني يوصي ولا يقرر، وكل ما سيخرج عن هذا المؤتمر يعود للجهات التنفيذية إما أن تنفذه أو لا.

وقال صالحة، لعنب بلدي، إن المؤتمر يجب أن يكون تمهيديًا لمؤتمر تأسيسي في سوريا يقرر على كل المستويات والقضايا التي تشكل هواجس الشعب.

صالحة أشار إلى أن الوضع تغير اليوم عن المرحلة الأولى لسقوط النظام، فمن ناحية تقبل الشعب مسألة تجانس حكومة تسيير الأعمال، إلا أنه اليوم يجب أن يرى حكومة وحدة وطنية وحكومة كفاءات تعكس التنوع في المجتمع السوري التعددي، لأن مؤسسات الدولة في حالة سيئة جدًا من التهالك تحتاج إلى كفاءات حقيقية حتى تعيد هيكلة هذه المؤسسات وتضع سوريا على سكة جديدة.

يرى صالحة أن حكومة تسيير الأعمال لم تنجح بكثير من الملفات أبرزها الجانب الاقتصادي، إذ أثر عدم استقرار سعر صرف الدولار أمام الليرة على مدخرات السوريين من العملات الأجنبية والصناعيين والتجار وحجم الحوالات القادمة إلى البلاد.

من جهته، يشارك الشيخ محمود اسماعيل من محافظة طرطوس، في جلسة العدالة الانتقالية، وتحديدًا سيتطرق إلى موضوع رفع الضرر الذي وقع على من تضرر خلال سنوات الثورة من الشهداء والأرامل واليتامى، من تهدمت بيوتهم، من لا يزالون إلى اليوم يعيشون في المخيمات، لا بد من إعادة الحقوق إليهم، وفق تعبيره.

اسماعيل اعتبر أن السوريين أمام مسؤولية كبيرة في بناء سوريا الجديدة، وسيضمن المؤتمر إرساء قواعد رئيسية من أجل بناء الدولة من حيث العدالة الانتقالية والتنمية والتطوير والحريات الشخصية وغيرها من القضايا الملحة.

بدوره المحامي ياسر السيد، عضو منظمة “محامون وأطباء من أجل حقوق الإنسان”، قال لعنب بلدي، إن أبرز ما يجب أن ينتج عن المؤتمر قوننة قضية المفقودين وكيفية العمل بهذا الملف في مرحلة العدالة الانتقالية، مشيرًا إلى ضرورة بناء مؤسسة تخص المعتقلين وأسر الضحايا، وذلك في ظل غياب هيئة وطنية موحدة للمعتقلين والمفقودين.

من فعاليات اليوم الأول من مؤتمر الحوار الوطني بدمشق – 24 من شباط 2025 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

من المتوقع أن يختتم برنامج المؤتمر غدًا بعد الاجتماع العام والمناقشة وقراءة البيان الختامي والكلمة النهائية.

في وقت سابق قال المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، حسن الدغيم، إن التوصيات من الحوار الوطني لن تكون مجرد نصائح وشكليات بل سيتم البناء عليها من أجل الإعلان الدستوري والهوية الاقتصادية وخطة إصلاح المؤسسات.

وبحسب اللجنة التحضيرية، سيعتمد المؤتمر طابعًا عمليًا، إذ ستتضمن أعماله ورشات عمل تخصصية تعالج القضايا التي استخلصتها اللجنة من لقاءاتها، كما سيشارك في كل ورشة خبراء ومتخصصون ومهتمون لضمان نقاشات معمقة وإيجاد حلول قابلة للتطبيق.

مسألة وصول الدعوات قبل أقل من 48 ساعة من انعقاد المؤتمر أحدثت جدلًا في الشارع السوري، ودفعت بعض المدعويين للاعتذار عن الحضور، كذلك قوبلت مدة مناقشة جدول الأعمال المحدد بيوم واحد الانتقادات، على اعتبار أن المناقشة تحتاج لوقت أكثر من المخصص بكثير، ما دفع العديد للتشكيك بالنتائج التي قد يخلص إليها المؤتمر.

اقرأ أيضًا: انتقادات تلاحق “الحوار الوطني”.. آليات لا تليق بـ”الاستحقاق”