خلاف أوروبي حيال المسألة ومخاوف إسرائيلية من وصول السلاح للمعارضة السورية
قرار بريطاني- فرنسي- أميركي بـ «تسليح» المعارضة السورية
أرسلت بريطانيا أسلحة قيمتها 20 مليون جنيه استرليني (أي ما يعادل 30 مليون دولار) إلى مقاتلي «الجيش الحر» في سوريا تشمل بنادق هجومية ومدافع رشاشة خفيفة وقنابل يدوية وصواريخ مضادة للدبابات وقاذفات صاروخية وذخيرة، حيث جرى تخزينها في دول مجاورة لسوريا وتكفي لتسليح 1000 مقاتل بحسب صحيفة «ديلي ستار صندي» البريطانية.
وجاء هذا التطور عقب إعلان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، الأربعاء الماضي أن بلاده ستزوّد قوى المعارضة السورية بمركبات مدرعة ودروع واقية من الرصاص ومعدات لعمليات البحث والإنقاذ ولن تستبعد أي خيار «لإنقاذ الأرواح» في سوريا.
وتنوي بريطانيا تسليم هذه الأسلحة إلى مقاتلي الجيش الحر في غضون الأسابيع الستة المقبلة بعد بناء ترسانة سرية منها والتي سيتم شحنها وإرسالها لمقاتلي الجيش الحر بشكل يومي في حال قرر الاتحاد الأوروبي رفع الحظر المفروض على بيع الأسلحة إلى سوريا.
وقد أعلنت بريطانيا الأسبوع الماضي على لسان وزير خارجيتها وليام هيغ أنها ستقدم المزيد من المعدات «غير الفتاكة» «للمتمردين السوريين» والتي تشمل معدات لعمليات البحث والإنقاذ والإمدادات الطبية ومولدات الكهرباء ومعدات تنقية المياه مؤكدةً أن سياستها حيال سوريا واضحة وتملي «علينا» أن نكون مستعدين لبذل المزيد في مثل هذه الحالة من القتل والمعاناة.
من جهته قرر الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند تسليح المعارضة السورية ولو «بشكل منفرد» بعد خلاف عميق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول تسوية الأزمة السورية في لقاء جمعهما مؤخرًا في موسكو. وجاء قرار فرنسا بتسليح المعارضة بعد أن قررت الجامعة العربية منح الائتلاف السوري المعارض مقعد سورية وبعد لقاء الرئيس الفرنسي مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. وتؤكد فرنسا أنها تريد حلًا سياسيًا وأن قرار تسليح المعارضة يهدف للضغط على الأسد كي يرحل ويفاوض على رحيله.
وجدير بالذكر أن مسألة تسليح المعارضة السورية كانت النقطة الأساسية في مناقشات قادة الاتحاد الأوروبي خلال القمة التي عقدت في 15 آذار الجاري في بروكسيل. وبدوره أكد الرئيس الفرنسي في ختام القمة الأوروبية أنه تلقى تأكيدات من المعارضة السورية بأن أي أسلحة سترسل إلى مقاتليها لمساعدتها في سعيها لإسقاط الرئيس بشار الأسد ستصل إلى «الأيدي الصحيحة» مشددًا أن أي إطار للحل يتمثل في اتفاق يقود إلى التخلص من «بشار الأسد وماهر الأسد وحافظ ورامي مخلوف وجميل الحسن والزمرة المحيطة بالأسد».
من جهة أخرى بدأت واشنطن بالتعامل مباشرة مع قيادة «الجيش الحر» وسترسل لها مساعدات «غير قاتلة» في ظل تأكيدات بأن واشنطن لا تزال تدعم الحل السياسي وتراه ممكنًا إنما سيعني «المزيد من آلاف الضحايا».
هذا وقد رفضت حكومات دول الاتحاد الأوروبي مساعي فرنسا وبريطانيا لرفع الحظر المفروض على إمداد المعارضة السورية بالسلاح معبرة عن خشيتها من أن يؤدي ذلك إلى إشعال «سباق تسلح وتقويض الاستقرار في المنطقة».
وقال رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي أن الاتحاد الأوروبي سيحاول التوصل إلى موقف مشترك حول قضية تزويد المعارضة السورية بالأسلحة خلال اجتماع يعقد في دبلن يومي 22 و23 آذار الجاري.
مخاوف إسرائيلية من وصول السلاح للمعارضة السورية
من جهته أكد قائد أركان الجيش الإسرائيلي بني غانتز أن «المنظمات الإرهابية» التي تقاتل إلى جانب المعارضة السورية «تعزز وجودها على الأرض» وهي في هذه المرحلة تحارب ضد الأسد لكنها قد تتحول «ضدنا مستقبلًا» وذلك في مؤتمر حول الأمن في تل أبيب، مشيرًا إلى أن الوضع في سورية أصبح «خطيرًا للغاية».
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :