نفذت قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، الأحد 23 من شباط، عملية إنزال جوي بريف دير الزور الشمالي، واعتقلت أحد القياديين في تنظيم الدولة.
وقال مراسل عنب بلدي في دير الزور، إن القوات الخاصة (HAT) التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، داهمت منزل القيادي في تنظيم الدولة معاوية الهجر، في قرية غريبة الشرقية بريف دير الزور الشمالي واعتقلته.
وأضاف المراسل أن عملية الاعتقال جرت بمساندة طائرتين مروحيتين وطائرات مسيّرة تابعة لقوات التحالف الدولي، التي شاركت في عملية الإنزال.
واستمرت العملية لثلاث ساعات ونصف، دون الكشف عن أسباب اعتقاله.
ولم يصدر أي بيان من وزارة الدفاع الأمريكية أو “قسد” عن تفاصيل عملية الإنزال الجوي في ريف دير الزور.
ولا تتوقف عمليات الاعتقال التي تنفذها “قوات سوريا الديمقراطية” في المناطق التي تسيطر عليها شرقي سوريا، كما ينفذ التحالف الدولي بين الحين والآخر عمليات إنزال تستهدف أشخاصًا محددين، وغالبًا ما تكون التهمة الموجهة إليهم الانتماء لتنظيم الدولة.
في السياق ذاته، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الأحد 23 من شباط، إن التحالف الدولي نفذ 12 عملية أمنية ضد خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعضها بمشاركة “قسد” في مختلف مناطق سوريا.
وأسفرت هذه العمليات عن مقتل 14 من خلايا تنظيم “الدولة”، بينهم قياديون من “جند الأقصى” و“حراس الدين” وأمير قُتل إثر تفجير حزام ناسف كان يرتديه في بلدة مركدة بريف الحسكة، إضافة إلى اعتقال تسعة أشخاص متهمين بالانتماء والتعاون مع التنظيم، بينهم مستثمر للنفط.
ونفذت قوات “التحالف الدولي” برفقة “قسد” عدة عمليات ضد خلايا وأفراد لتنظيم “الدولة” خلال كانون الثاني الماضي، أسفرت عن مقتل 8 أشخاص، بينهم مدني على الأقل، والبقية من عناصر “التنظيم” البارزين عرف منهم ، محمد الجدوع، في بادية الرصافة بريف الرقة، وآخر يدعى محمد إبراهيم الذيبان من قرية الشيخ إدريس ريف سراقب شرق محافظة إدلب، وعمل مع “التنظيم” ثم مع “جند الأقصى” قبل أن يعتزل العمل العسكري.
وتواجه “قسد” اتهامات بتنفيذ اعتقالات تعسفية تستهدف المدنيين في مناطق سيطرتها بحجة الانتماء لتنظيم “الدولة”، وسط تصاعد الغضب الشعبي تجاه ممارساتها الأمنية.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن 85% من المعتقلين لدى “قسد” يواجهون خطر الاختفاء القسري، ما يثير مخاوف متزايدة بشأن مصيرهم، في ظل توثيق حالات تعذيب وانتهاكات متكررة داخل سجون الميليشيا.
وأدانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، في بيان لها في 22 من شباط، استمرار احتجاز المدنيين من قبل “قوات سوريا الديمقراطية” منذ مطلع عام 2025 بسبب التعبير عن الرأي.
وأفادت الشبكة بأنها وثّقت ما لا يقل عن 3098 حالة اختفاء قسري لدى “قسد”، بينهم 203 أطفال و109 نساء، وذلك منذ تأسيسها في كانون الثاني 2012 حتى شباط 2025.
وبحسب البيان، نفذت “قسد” عمليات احتجاز متفرقة منذ مطلع عام 2025 حتى منتصف شباط الحالي، استهدفت ما لا يقل عن ستة مدنيين، بينهم طفل، في المناطق الخاضعة لسيطرتها بمحافظتي الحسكة والرقة.
ودعت الشبكة إلى ممارسة ضغوط على “قسد” للإفراج الفوري عن جميع المحتجزين تعسفيًا والكشف عن مصير المختفين قسريًا، كما طالبت بإدراج الانتهاكات المرتكبة من قبل “قسد” ضمن تقارير مجلس حقوق الإنسان والآليات الدولية ذات الصلة، بما في ذلك لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا.