زينة رمضان.. مصدر دخل لسيدات في إدلب

  • 2025/02/25
  • 11:50 ص
إقبال على زينة رمضان رغم تردي الأوضاع الاقتصادية في إدلب - 29 من آذار 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

إقبال على زينة رمضان رغم تردي الأوضاع الاقتصادية في إدلب - 29 من آذار 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

قبيل أيام من قدوم شهر رمضان، بدأت الشابة راما (21 عامًا) بصنع الزينة لشهر الصيام، لبيعها وتحقيق مردود مالي، في عادة لازمتها مع كل موسم أو مناسبة.

قبل البدء، أحصت راما ما يلزمها من أدوات وورقيات ولواصق وغيرها من معدات الأشغال اليدوية، لتبدأ بصنع ما يطلب منها بحسب التواصي لكل مناسبة، سواء في الأعياد العامة أو الخاصة، وحتى المناسبات الدينية.

ومع اقتراب شهر رمضان، يكثر الطلب على منتجات الزينة الخاصة به، استعدادًا لاستقباله، فاستثمرت راما وغيرها من السيدات شغفهن وحبهن للأشغال اليدوية، في إبداع مجسمات مختلفة، تحاكي الموسم الرمضاني وتفتح باب رزق يلبي لهن ولعوائلهن احتياجات هذا الشهر.

راما طالبة جامعية تعيش مع أهلها في مدينة إدلب، وبحسب ما قالته لعنب بلدي، فإن تجربة النزوح والتهجير من قريتها التمانعة، أجبرتها على الاعتماد على نفسها، والبحث عن عمل من المنزل لتؤمن مصاريف دراستها، وقسط جامعتها، وتخفف العبء عن عائلتها المنهكة بمتطلبات المعيشة الصعبة.

اختارت الشابة صناعة منتجات يدوية، كزينة لولادة طفل، أو زينة لاستقبال الحجاج، أو لنجاح أو تخرج، وقبل كل موسم، تصنع بعض النماذج، وتقوم بعرضها على صفحات مواقع التواصل، للترويج لها.

“طلبيات” للمدارس

تطلب بعض المدارس الخاصة في مدينة إدلب مجسمات تعبر عن شهر رمضان، أو ما يسمى بـ”توزيعات رمضان”، كالهلال والنجوم والفوانيس المضيئة والمدافع وتقويم (رزنامة) رمضان وتوزعها على الطلبة.

وتعمل غادة (36 عامًا) من منزلها في بلدة كفرتخاريم، وتستقبل “طلبيات” للمدارس، لإجراء أنشطة تتعلق بكل موسم.

وقالت غادة لعنب بلدي إن أغلب القطع الرمضانية تصنعها من الخشب، وتزين بعضها بعبارات من ورق “الفوم”.

ويبلغ سعر الفانوس صغير الحجم دولارين أمريكيين مع إضاءة، والأكبر حجمًا ثلاثة دولارات، والأكبر منهما 3.5 دولار.

وتستخدم السيدة “الريزن”، بحسب طلب الزبائن، لصناعة صوانٍ على شكل هلال ونجوم، وسعرها يتراوح من 7 إلى 10 دولارات بحسب الحجم والزينة المضافة لها.

“الريزن” هو مادة زجاجية شفافة يتشكل من خلط مادة “الإيبوكسي” السائلة مع المصلب بنسب محددة بالإضافة للألوان الكحولية أو الشفافة و”الغليتر” و”المايكا والبجمنت”، ويُسكب داخل قوالب من “السيليكون” لصنع لوحات وصوانٍ وساعات و”ستاندات” لعدة مناسبات منها الخطوبة أو الزواج أو قدوم مولود جديد.

تعمل سيدات بصنع مجسمات وزينة قبل شهر رمضان لتحقيق دخل مالي – شباط 2025 (عنب بلدي)

أما “مضايف” التمر، فيبلغ سعر الخشبية منها أربعة دولارات، والمعدنية خمسة دولارات، وقد يزيد السعر أو ينقص بحسب الحجم.

أما الشابة توليب (19 عامًا)، فحوّلت غرفتها لمكان تمارس فيه هوايتها، بصناعة قطع الزينة مما يتوفر لديها من مواد.

وقالت لعنب بلدي، إن الطلبيات تزداد قبل بدء موسم رمضان بعدة أسابيع، مضيفة أن نسبة الإقبال في الموسم الماضي كانت أكثر، وأرجعت السبب إلى عودة عدد من النازحين والمهجرين إلى مدنهم وقراهم.

خشبيات ومجسمات لاستقبال شهر رمضان – شباط 2025 (عنب بلدي)

عقبات

يعتبر العمل من المنزل بالأشغال اليدوية الحل الأنسب لكثير من السيدات، وحتى الفتيات، بتكاليف قليلة، ورأس مال بسيط، لكن هناك عقبات تواجههن بالتسويق، باعتبارهن لا يملكن مكانًا لعرض منتجاتهن، سوى صفحاتهن الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعملن بحسب الطلب.

تعاني الشابة توليب من صعوبة في إيصال “الطلبيات” لمدينة إدلب، لأنها تسكن في الريف، فتضطر للبحث عن محل معروف في المدينة، لتودع لديه “الطلبية” وتأخذها الزبونة، دون أن يأخذ منها أجرًا على ذلك.

في حين ترى السيدة غادة، أنها ترضى في كثير من الأحيان بربح قليل، لتبيع كميات أكبر، لكن رغم ذلك، هناك سيدات لا يفضلن التواصي، ويكتفين بالزينة التجارية المنتشرة في الأسواق، اختصارًا للوقت.

وبينما ينشغل البعض بشراء الزينة، و”الإكسسوارات” الرمضانية، والتي أصبحت من الطقوس التي تمارس كل عام، إلا أن هناك عائلات كثيرة تعجز عن تأمين معيشة أطفالها، ومستلزماتها في رمضان.

ومع سقوط النظام السوري، انشغلت عدة منظمات إنسانية بمناطق ثانية، تاركة خلفها مئات المخيمات التي لا تزال بحاجة إلى مساعدات.

وتعد أجور العمال اليومية في الشمال السوري منخفضة مقارنة بالوضع المعيشي، إذ لا تتجاوز يومية العامل أربعة دولارات في أحسن الأحوال.

ويعيش أكثر من 90% من الأسر السورية تحت خط الفقر، بينما يعاني ما لا يقل عن 13 مليون شخص (أي أكثر من نصف السكان) من عدم القدرة على الوصول إلى غذاء كافٍ أو تحمل تكلفته، وفق تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية.

كما يحتاج 16.5 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

اقرأ أيضًا: ضعف الدخل والاحتكار ينبئان برمضان قاسٍ على السوريين

مقالات متعلقة

  1. في أوروبا.. سوريون يحيون طقوس رمضان في منازلهم
  2. إقبال على زينة رمضان في إدلب.. محاولة لخلق البهجة
  3. مع اقتراب عرضها.. أبرز المسلسلات السورية لرمضان 2022
  4. تركيا.. مهن رمضان لا تلبي توقعات أصحابها هذا الموسم

مجتمع

المزيد من مجتمع