قال رئيس المخابرات العراقية حميد الشطري، إن بلاده لم تقف دائمًا مع نظام الأسد بل كانت متضررة من وجوده.
وذكر الشطري، الأحد 23 من شباط، الذي كان أول مسؤول عراقي يلتقي الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، أن قرار الذهاب إلى دمشق ولقاء الشرع كان مبنيًا على مقدمات، وأن الرسالة الأمنية كانت واضحة وتم إيصالها للقيادة السورية الجديدة بأن العراق لم يكن دائمًا مع نظام بشار الأسد.
وأضاف أن العراق أول دولة تضررت من الأسد، وكان مصدر قلق للعراق، فقد كان يزج بمئات الانتحاريين والمقاتلين المتطرفين الذين كانوا يتدربون في الساحل السوري ويرسلون إلى العراق بإشراف النظام السوري.
وأشار رئيس جهاز المخابرات العراقية إلى أنه تم إبلاغ الجانب السوري بأن “العراق بعد الأحداث التي جرت في سوريا لم يكن حريصًا على بقاء نظام بشار بقدر ما هو البديل، فهذا كان مصدر قلق بالنسبة للعراق”.
ولفت إلى أن الرسائل التي أرسلتها بغداد إلى الشرع كانت تتضمن، أن “العراق مع تطلعات الشعب السوري لكن لدينا بعض النقاط منها ملف تنظيم الدولة وكيف ستتعامل الإدارة السورية الجديدة معه، كما أن هناك مكونات في الشعب السوري تتداخل مع الشعب العراقي، من الكرد والشيعة والعلويين، فكيف ستتعامل الإدارة الجديدة مع هذه المكونات”.
وشدد الشطري على أن “الأحداث التي جرت مؤخرًا في سوريا، تؤثر ليس على العراق فقط، وإنما على المنطقة ككل”، مبينًا أن “القائمين على الإدارة السورية أرسلوا رسائل إيجابية وشرح ما يجري في سوريا”.
“ما جرى في سوريا يراه العراقيون على أقسام مختلفة”، بحسب الشطري، “بعضهم يراه سلبيًا والآخر يراه إيجابيًا، أما الحكومة العراقية فهي مسؤولة عن حفظ مصالح مواطنيها”.
وأضاف جهاز المخابرات العراقية، أن هناك مناطق يسيطر عليها تنظيم “الدولة”، ومنها مخيم “الهول” الذي يضم حوالي 30 ألف شخص ومن 60 جنسية عربية وأجنبية مختلفة، إضافة إلى 4 الاف مقاتل من تنظيم الدولة في سجون (قسد) وهؤلاء يمثلون خطرًا ومن ضمنهم ألفي شخص عراقي الجنسية.
ولفت رئيس المخابرات العراقية الى أن الرسالة التي أوصلها الى الشرع، “هي قلقنا من ذهاب سلاح الجيش السوري إلى عناصر مسلحة ومن ضمنها منفلتة، ولا نعرف ما هو شكل النظام الذي سيقوده الشرع بعد استقرار الأوضاع في سوريا”.
كان رئيس جهاز المخابرات العراقية، حميد الشطري، زار سوريا في 26 من كانون الأول 2024، كمبعوث لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني.
والتقى الشطري في العاصمة دمشق الرئيس أحمد الشرع، ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ورئيس الاستخبارات السورية، أنس خطاب.
وفي 17 من شباط الحالي، أعرب المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، عن رغبة العراق بالتعاون الجدي بينه وبين الحكومة السورية.
وقال العوادي، إن العراق وحكومته كانا سباقين في الاهتمام بالواقع السوري الجديد، وصدرت عن بغداد ملامح وعلامات الترحيب والاستعداد للتعاون، والأهم هو القرار العراقي الجدي بعدم التدخل بالشؤون السورية والقبول بما تفرزه المعادلة السورية الجديدة، وقبول أبناء سوريا واقعهم وإدارتهم الجديدة.
وأضاف العوادي أن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، سيزور بغداد لتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأشار إلى أن هذه الزيارة ستسهم في تحقيق الهدف المنشود، وستشكل منطلقًا لبدء علاقات جديدة قائمة على التعاون والاحترام المتبادل، ولا سيما أن الزيارة ستتناول مجمل الملفات المهمة التي تهم البلدين.
في المقابل، نقلت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، اليوم الجمعة 21 من شباط، عن المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية أن الشيباني تلقى دعوة رسمية لزيارة جمهورية العراق، لمناقشة عدد من القضايا المشتركة، وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
لكن الوزارة لم تؤكد موعد الزيارة، وقالت إنه يحدد لاحقًا بعد استكمال جدول الأعمال وإجراء المشاورات التقنية اللازمة لتحديد التوقيت المناسب.