طبيب سوري ينقذ اللاجئين في البحر عبر “واتس آب”
يرى الطبيب السوري أحمد تركاوي أن ما عايشه داخل مدينته حمص، ورغم أنه اختصر كل تجارب الدنيا، لا يقارن بما شاهده خلال تجربة اللجوء إلى أوروبا والذي كان “مرعبًا أكثر”، ما دعاه إلى إنشاء مجموعة تواصل لخدمة اللاجئين على تطبيق “واتس آب”، يديرها مع أصدقائه.
ونشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريرًا بعنوان “الطبيب اللاجئ الذي غدا منقذ اللاجئين السوريين من البحر”، اليوم الجمعة 15 نيسان، وتحدث عن رحلة تركاوي الذي وصل إلى أوروبا مع عائلته عبر البحر.
إنقاذ اللاجئين عبر “واتس آب”
وبعد التجربة التي وصفها تركاوي بـ “المريرة”، أنشأ صفحة على موقع “فيسبوك”، يتبادل فيها المعلومات عن كيفية التواصل معه، ومعلومات حول كيفية التعاطي مع حرس الحدود، إضافة إلى طرق التصرف في حال تعطل محرك القارب خلال الرحلة.
ويعمل الطبيب حاليًا على مشروع يساعد على إنقاذ حياة السوريين اللاجئين الذين يصلون عبر البحر إلى أوروبا، وبحسب “التايمز” فإنه يعمل على مدار اليوم مع أصدقائه، ويتواصل معهم من خلال تطبيق “واتس آب”.
تركاوي يرسل عبر التطبيق معلومات عن المسافرين عبر القوارب من تركيا إلى اليونان وعددهم، كما يتأكد من سلامتهم طوال مدة الرحلة، وفي حال حدوث مكروه، يبلغ مباشرة خفر السواحل اليونانية والتركية لإنقاذهم.
من علاج الجرحى إلى “لقاء المهرب”
وبحسب التقرير، فإن تركاوي عالج المصابين والجرحى داخل أحد المشافي الميدانية في حمص، بما توفر له من مستلزمات طبية، مضطرًا إلى استخدام قطع الأقمشة في عملياته، بعد انقطاع الإمدادات الطبية عن المدينة.
مضايقة عناصر المخابرات السورية والنية بتصفيته، دعت تركاوي لمغادرة مدينته إلى الأردن، حيث شارك في علاج الجرحى من السوريين هناك، ثم سافر مع عائلته إلى تركيا وبقي فيها ستة أشهر، إلى أن عثر على مهرب تكفل بنقله إلى أوروبا.
“الرحلة الأسوء في حياتي”
واعتبر الطبيب أن الرحلة التي مر بها كانت أسوء تجربة في حياته، “ولخصت جميع المآسي التي مر بها الشعب السوري” على حد وصفه.
وأوضح أنه ذهب مع زوجته وطفليه مع مهربين مسلحين، وطلب منهم القفز من المركب المطاطي على بعد 50 مترًا من الساحل اليوناني، مشيرًا “عندما رفضنا القفز بدأ قائد المركب برمي طفليه واحدًا تلو الآخر، فما كان مني إلا أن أقفز لإنقاذهما”.
ويعيش تركاوي حاليًا داخل فندق في السويد بانتظار البت بطلبه في الحصول على اللجوء على الأراضي السويدية.
ورغم الاتفاق الذي جرى بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وقضى بإغلاق الطرق إلى أوروبا وإعادة اللاجئين من اليونان إلى تركيا، بشروط محددة، إلا أن بعض اللاجئين لازالوا يحاولون عبور البحر، إذ غرق خمسة لاجئين بينهم طفل في بحر إيجة، بعد انقلاب مركبهم الذي كانو على متنه، 9 نيسان الجاري.
ويتواصل السوريون من خلال مجموعات رصدتها عنب بلدي، إذ يضع المسافرون عبر البحر إحداثياتهم ضمن المجموعة، حتى يتسنى لأصدقائهم والأعضاء مساعدتهم في حال تعرضوا لأخطار أثناء الرحلة.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة قالت الأسبوع الماضي، إن عدد من وصلوا من اللاجئين إلى شواطئ إيطاليا واليونان وإسبانيا وقبرص منذ مطلع العام الجاري وحتى 6 نيسان الجاري، بلغ 172 ألفًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :