أظهرت النتائج الأولية لانتخابات البرلمان الألماني (البوندستاغ) فوز تحالف “الاتحاد الديمقراطي المسيحي” و”الاتحاد الاجتماعي المسيحي” (CDU/CSU)، الذي يرأسه فريدرش ميرتس، بنسبة 28.5%.
وحل ثانيًا حزب “البديل” اليميني الشعبوي (AFD)، بـ20.5%، والحزب “الاشتراكي الديمقراطي” (SPD) ثالثًا بـ16.4% وهي أسوأ نتيجة لحزب المستشار الحالي أولاف شولتز منذ الحرب العالمية الثانية، وحزب الخضر رابعًا (Die Grünen) بـ12%.
وحصل حزب “اليسار” (Die Linke) على 8.6% من الأصوات، وحزب “من أجل العقل والعدالة” (BSW) على 4.9%، والحزب “الديمقراطي الحر” (FDP) على 4.6%.
وفتحت مراكز الاقتراع، صباح الأحد 23 من شباط، وأغلقت الساعة السادسة مساء.
ودعا رئيس حزب الشعب الأوروبي، مانفريد فيبر، حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (الفائز بالانتخابات) إلى تشكيل حكومة سريعًا، ويعتقد أن مرشح الاتحاد لمنصب المستشار فريدريش ميرتس يتمتع بمكانة جيدة على الساحة الدولية.
وقال فيبر إن أوروبا بأكملها تنتظر الاستقرار من ألمانيا، ومن المهم الآن أن تصبح برلين قادرة على التصرف بسرعة مرة أخرى.
ما الخطوة التالية؟
فوز تحالف “CDU/CSU”، لا يخوله لتشكيل الحكومة منفردًا لأنه لا يمتلك الأغلبية المطلقة، مما يستدعي تشكيل ائتلاف حاكم.
وقد استبعد ميرتس مسبقًا أي تعاون مع حزب “AfD” اليميني المتطرف، ما يترك خيارات محدودة لتشكيل الحكومة.
السيناريو الأول المحتمل هو تشكيل ائتلاف يضم تحالف “CDU/CSU” الذي تصدر الانتخابات مع حزب “SPD”، وهو ما يضفي قوة سياسية للحكومة المقبلة.
أو أن ينتقل تحالف “CDU/CSU” لمفاوضة “حزب الخضر (Die Grünen) والحزب الديمقراطي الحر (FDP)، وهي مفاوضات معقدة بسبب الاختلافات بين الأحزاب، ويهدد بتكرار تجربة ائتلاف “إشارة المرور” بقيادة أولاف شولتس الذي انهار حاليًا.
قطبان بشأن الهجرة
الحزب المسيحي الديمقراطي هو حزب المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، ويشكل ائتلافًا مع الاتحاد المسيحي الاجتماعي (CDU/CSU) ويعتبر أن المبادئ التوجيهية له بشأن الهجرة هي “الإنسانية والنظام“، ويطالب بضبط أفضل للحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي من خلال دعم وكالة حماية الحدود الأوروبية “فرونتكس”.
أما حزب “البديل” الثاني في نتائج الانتخابات، يعد أحد أكثر الأحزاب الألمانية المناهضة للاجئين في البلاد.
وفي كانون الثاني 2024، كشفت وسائل إعلام ألمانية عن اجتماع سري لحزب “البديل” مع “الحزب النمساوي” المتطرف في مدينة بوتسدام بألمانيا، لمناقشة طريقة لإعادة المهاجرين.
ما تم التخطيط له حينها، هو “هجوم على الوجود الإنساني”، و”هو ليس أقل من الهجوم على دستور الجمهورية الاتحادية”، وفق ما نشرت منصة تحري الحقائق الألمانية “كوركتيڤ”.
خلفية الانتخابات
الانتخابات الحالية مبكرة، إذ كان من المخطط إجراء الانتخابات في 28 من أيلول المقبل، لكن تقدّم موعدها بسبب انهيار الائتلاف الحاكم، بزعامة المستشار، أولاف شولتز.
ويتم انتخاب “البوندستاغ” الألماني كل أربع سنوات من المواطنين الألمان الذين يحق لهم الانتخاب، والذين بلغوا سن الثامنة عشرة من العمر.
ويعيش في ألمانيا 83.1 مليون إنسان، يحق الانتخاب لكل مواطن ألماني تجاوز الثامنة عشرة من العمر، وهذا يعني 60.4 مليون إنسان.
حوالي نصف الذين يحق لهم الانتخاب يعيشون في ثلاث ولايات اتحادية، نوردراين-فيستفالن (12.8 مليون)، بافاريا (9.4 مليون)، بادن-فورتمبيرغ (7.7 مليون).
وفق الإحصائيات، لا يحق الانتخاب لحوالي 11.4 مليون إنسان، من سكان ألمانيا الذين لا يحملون الجنسية الألمانية.