ما ملابسات جريمة العفيف بدمشق

ضجت محافظة دمشق بجريمة مقتل صاحب محل مجوهرات، وسط معلومات رسمية عن الحادثة نشرت اليوم الأحد، 23 من شباط.

وراح ضحية الجريمة الصائغ فراس البحرة، مالك محل “الشهيرة” في حي العفيف بمنطقة الجسر الأبيض.

توفي البحرة (59 عامًا) بطعنة من سلاح أبيض في محله، كما أظهرت تسجيلات الفيديو المأخوذة من كاميرا المراقبة الموجودة في المحل.

ماذا حصل؟

رئيس قسم شرطة الصالحية بدمشق، العقيد مهند جرقوم، قال لعنب بلدي إن التحقيقات الأولية تُفيد بأن الجريمة حدثت بدافع القتل، وليس بدافع السرقة، لأنه لم يحدث أي سرقة من ممتلكات المحل.

وتوقع أن تكون دوافع الجريمة إما بهدف الانتقام من الصائغ، أو أن المتهم قام بجريمته بناء على طلب أحد أو جهة ما، أي أنه “قاتل مأجور”.

وأضاف رئيس قسم الشرطة أن الجريمة ارتكبها شخص واحد، وليس ثلاثة أشخاص كما أشيع على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد الجرقوم إلقاء القبض على المتهم بالجريمة (ي. ص) (21 عامًا)، في منطقة الصبورة بريف دمشق.

الجرقوم استنكر استغلال الجريمة المروعة، لـ”الاصطياد في الماء العكر”، وبث الخوف بين الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن الأمن مستتب.

تسجيل يحاكي الجريمة

وفي تسجيل مصور، نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أقر المتهم بتنفيذ الجريمة، وقال إنه طلب من الصائغ محبس ذهب كهدية، والذي أعطاه قطعة ذهب لكنها لم تعجبه، وفي تلك الأثناء دخل عدة زبائن، فطلب منه الصائغ أن ينتظر في الخارج قليلًا، ريثما ينتهي من الزبائن.

وأضاف المتهم أنه عاد بعد ربع ساعة إلى المحل، وطلب من الصائغ نماذج أخرى من المحابس، وبينما كان الصائغ يقوم بجلب موديلات أخرى، طعنه بسكين حادة في عنقه، ثم غادر دون أن يسرق أي شيء، بعدما قام الصائغ بالضغط على جهاز الإنذار قبل وفاته.

وقال إنه يقيم في المعضمية بريف دمشق مع عائلته، وإنه قتل صاحب محل المجوهرات بدافع السرقة، حيث كان يريد المال لعلاج والده المصاب بالسكري، وأمه المريضة بالسرطان.

من جهته قال مدير أمن محافظة دمشق المقدم، عبد الرحمن الدباغ، “تلقينا أمس بلاغًا عن جريمة قتل أحد الصاغة في منطقة العفيف بالعاصمة دمشق، وعلى الفور استنفرت وحداتنا في الموقع وبدأت إجراء التحقيقات الأولية والتحريات اللازمة”.

وأضاف الدباغ، أنه بالتعاون مع الجهات المختصة تمكن الأمن العام من إلقاء القبض على القاتل خلال أقل من 24 ساعة، مع استمرار التحريات للقبض على شركائه في الجريمة، وسيتم تحويله إلى القضاء المختص أصولًا، لينال جزاءه العادل.

عقب سقوط نظام الأسد، في 8 من كانون الأول الماضي، فإن أبرز التحديات التي تواجهها الحكومة المؤقتة فرض الأمن، خاصة مع وجود عصابات استغلت الفلتان الأمني للسرقات وقطع طرقات.

كما لا يزال تفكيك ميليشيات منفلتة، تنتمي إلى فلول نظام الأسد، من أبرز التحديات، بينما تشن وزارة الداخلية حملات في أحياء ومناطق محددة لنزع السلاح وتسوية أوضاع المطلوبين.