دير الزور.. مطالب بانتشال القطاع الطبي من “تحت الصفر”

  • 2025/02/23
  • 12:14 م
يحتاج القطاع الطبي إلى دعم في مدينة دير الزور شرقي سوريا - 5 كانون الثاني 2025 (كفوو رابطة شباب دير الزور/ فيس بوك)

يحتاج القطاع الطبي إلى دعم في مدينة دير الزور شرقي سوريا - 5 كانون الثاني 2025 (كفوو رابطة شباب دير الزور/ فيس بوك)

دير الزور – عبادة الشيخ

يعاني القطاع الطبي في مدينة دير الزور شرقي سوريا من قلة الكوادر والمعدات الطبية، وسط غلاء أجور المعاينات والأدوية مقارنة بدخل الأهالي، مع عدم توفر العديد من أنواعها.

هذه الحاجة برزت بشكل أكبر بعد خروج قوات النظام السوري وميليشيات إيرانية من المدينة، وسيطرة حكومة دمشق المؤقتة عليها، ما حرّك مطالب قديمة بضرورة الدعم، وانتشال القطاع من أزماته.

الطبيب ياسر الخلف مقيم جراحة عصبية في المستشفى “الوطني” بدير الزور، قال لعنب بلدي، إن المستشفيات في دير الزور تعاني من عدم توفر الاختصاصيين ومنها “الوطني”، لافتًا إلى ضرورة تأمين جهاز رنين مغناطيسي، وأجهزة دم شريانية، وفنيي عناية.

وأضاف أن هناك بعض الحالات تحتاج إلى عمليات جراحية ولا يوجد أطباء تخدير لها.

من جهتها، قالت سارة النجرس، وهي ممرضة في مستشفى “أحمد الهويدي” (العسكري سابقًا)، إن نقص المستلزمات “كبير”، وأبرز النقص عدم توفر جهاز رنين مغناطيسي في المحافظة كاملة، مضيفة أن وجوده مهم جدًا فهو يعطي تشخيصًا للاكتشاف المبكر للأمراض.

وذكرت أن المستشفى تعرض لسرقة عدد من الأجهزة الطبية مع انسحاب قوات النظام السابق، وسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على المدينة، ثم خروجها منها.

لؤي الخلف الذي يعمل ممرضًا متطوعًا في مستشفى “أحمد الهويدي”، طالب وزارة الصحة بتأمين الجهاز، لأنه يوفر على المرضى مشقة السفر وعدم تحمل تكاليف باهظة، فالمريض يضطر إلى السفر لدمشق أو حلب من أجل التصوير.

“سيئ جدًا”.. وعود بالدعم

منذ سنوات، يعاني القطاع الطبي سواء في دير الزور أو بريفها الخاضع لسيطرة “الإدارة الذاتية” من نقص في المعدات والكوادر الطبية، إذ تطفو على السطح حالات إصابة بأمراض جرثومية بين الحين والآخر.

وتغيب عن المنطقة العديد من الاختصاصات الطبية، أبرزها العصبية، والجراحات القلبية، كما يعاني الأطباء من تعرضهم لتهديدات بشكل مستمر تدفعهم لمغادرة المنطقة بحثًا عن مكان أكثر أمنًا لمتابعة عملهم.

نقيب الأطباء في دير الزور، الدكتور نصر العلوان، قال لعنب بلدي، إن الوضع الطبي في محافظة دير الزور تم تقييمه من وزارة الصحة بأنه “سيئ جدًا وتحت الصفر”.

وذكر أن غالبية المستشفيات مدمرة في دير الزور، والتجهيزات الطبية متهالكة، ويوجد نقص في الكوادر من ناحية العدد ومن ناحية الخبرة.

وفق رؤية الوزارة، يعتبر تأمين جهاز رنين مغناطيسي من الأمور اللازمة بعد تأمين الاحتياجات الأساسية الضرورية المنقذة للحياة.

وأضاف العلوان أن الجهاز يفيد بتشخيص الحالات العصبية بشكل أساسي، ويمكن الاستعانة عنه جزئيًا بالطبقي المحوري، بينما العمليات الجراحية والإسعاف الجراحي لا يمكن إجراؤها دون تشخيص عبر الرنين المغناطيسي.

ولفت إلى وجود أولويات بعد تأمين الجهاز، وهي تجهيز مكان لوضعه، وتأمين كادر طبي يشرف على عمله، بالإضافة إلى تأمين كوادر تستطيع أن تتابع الاحتياجات الطبية بعد إجراء الرنين، مضيفًا أن ذلك موضوع ضمن خطة الاحتياجات لمدينة دير الزور، وتعمل مديرية الصحة لتأمينها.

وأشار إلى أن المديرية تعمل على تأمين غرف عمليات وأجهزة غسل كلى جديدة، وحواضن و”منافس” للأطفال، وأجهزة علاج ضوئي، وغرف إسعاف تعمل على مدار اليوم، دون الحاجة لتحويل الحالات إلى المستشفيات الخاصة.

وتعرض القطاع الطبي في دير الزور خلال السنوات لعدة تغيرات، حيث دمر النظام الطبي بعد الحرب بشكل شبه كامل، نتيجة للظروف التي شهدتها المنطقة واختلاف قوى السيطرة، وهجرة الأطباء والعاملين في المجال الطبي، وهذا الأمر انعكس سلبًا على أهالي المحافظة.

مقالات متعلقة

  1. "كورونا" يعود إلى شرقي دير الزور.. لا تجهيزات للكشف عنه
  2. أجور المعاينات تدفع بأهالي دير الزور نحو "الطب البديل"
  3. كلفة العلاج على المريض.. مستشفى "الأسد" في دير الزور بلا خدمات
  4. عوز في دير الزور يدفع المرضى إلى دمشق

مجتمع

المزيد من مجتمع