مقابر اليرموك وجوبر.. البحث بين الركام

تكسير شواهد القبور في مقبر مخيم اليرموك الحديثة 20 شباط 2025 (عنب بلدي/ بيسان خلف)

camera iconتكسير شواهد القبور في مقبر مخيم اليرموك الحديثة 20 شباط 2025 (عنب بلدي/ بيسان خلف)

tag icon ع ع ع

“في كل عيد تمنيت زيارة قبر أخي في مقبرة الشهداء الجديدة في مخيم اليرموك، لكني لم أستطيع التعرف على قبره، معالم المقبرة غير واضحة أبدًا، وكأنهم انتقموا من الأموات والأحياء”.

يقول الشاب الفلسطيني السوري أحمد السهلي، لعنب بلدي، الذي لجأ إلى السويد وعاد إلى سوريا بعد سقوط النظام، لزيارة قبر أخيه الذي قُتل في مجزرة جامع عبد القادر الحسيني في مخيم اليرموك.

وفي حي جوبر، يقول علاء الجرادات، الناشط في حراك فلسطيني سوريا عام 2012، الذي عاد من ألمانيا، إن “مقبرة حي جوبر لا تختلف كثيرًا عن مقبرة مخيم اليرموك، حاولت لمدة شهر ونصف البحث عن قبر أبي هناك ولم أجده”.

ويجد المغتربون العائدون إلى سوريا صعوبة في إيجاد قبور ذويهم، بعدما ألحق النظام السوري السابق دمارًا في المقابر.

اعنف الهجمات كانت القصف الكثيف على مقبرتي الشهداء في مخيم اليرموك ومقبرة حي جوبر بدمشق، أثناء الحملات العسكرية التي شنها عام 2018.

محاولات للبحث

“أحاول الاستعانة بذاكرتي، لأتعرف على القبور”، يقول حفار القبور في حي جوبر صالح المعراني، لعنب بلدي.

صالح ساعد عشرات الأهالي للتعرف على قبور ذويهم، في مقبرة حي جوبر، مستعينًا بذاكرته وبعض الوثائق التي تحتوي على معلومات عن أصحاب القبور احتفظ بها في منزله.

ويختلف المشهد في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك، حيث الأهالي يتولون البحث عن قبور ذويهم.

وقال أحمد السهلي، إنه يحاول البحث عن شواهد مدمرة على أمل أن يجد اسم أخيه على إحداها، كما يحاول مطابقة الصور القديمة لقبر أخيه مع شكل المقبرة الآن.

تأهيل مقبرة جوبر 

مشرف القطاع الإنساني في محافظة دمشق جاسم حسين، أوضح لعنب بلدي، أنه تم التعرف على هوية ما يقارب 20% فقط من القبور في مقبرة جوبر.

وأضاف أن المحافظة شكلت لجنة في حي جوبر ومكتب الدفن لإعادة تأهيل المقبرة.

أما المقبرة الحديثة في مخيم اليرموك، رقمتها المحافظة حسب التسلسل على الواقع، حسب جاسم حسين.

وأكد حسين أنه ليس لمكتب دفن الموتى أي علاقة بمقبرة مخيم اليرموك الحديثة، لعدم وجود سجلات لها في مكتب الدفن، ويتم الدفن فيها حالياً من خلال حفارين معتمدين من قبل لجنة حي اليرموك.

دمار مقبرة مخيم اليرموك القديمة إثر قصف النظام السابق 20 شباط 2025 (عنب بلدي/ بيسان خلف)

دمار مقبرة مخيم اليرموك القديمة إثر قصف النظام السابق 20 شباط 2025 (عنب بلدي/ بيسان خلف)

نبش مقبرة اليرموك القديمة

“استشهد أبي في لبنان عام 1991 عندما كان عمري عامًا واحدًا، كنا نزور قبره كل عيد، وانتظرت ثماني سنوات حتى أزوره مرة أخرى، لم يسمح لنا النظام الدخول”.

تقول الشابة الفلسطينية السورية بيسان شهابي، التي التقت بها عنب بلدي أثناء بحثها عن قبرة والدها في مقبرة مخيم اليرموك القديمة.

وتضيف بيسان، أن عائلتها سمعت عن محاولة القوات الروسية نبش مقبرة الشهداء القديمة في مخيم اليرموك، الأمر الذي جعلها تفقد الأمل بزيارة قبر ووالدها مجددًا.

وقال عضو مكتب لجنة إغاثة مخيم اليرموك نائل حميّد، لعنب بلدي، إن القوات الروسية عام 2020 نشرت قواعد بجانب مقبرة “شهداء الثورة الفلسطينية”، وكانت تنصب الخيام حول مجموعة من القبور بمساعدة فريق طبي، للبحث في المقبرة، إضافة إلى أنها منعت المدنيين من زيارة المقبرة.

وبحسب نائل حميّد أن كل من كان يقترب من المقبرة، يتعرض للاعتقال من قبل فرع فلسطين، الذي كان مسؤول عن مخيم اليرموك حينها.

وبدأ الجيش الروسي عام 2020 عمليات بحث في مقبرة مخيم اليرموك القديمة للاجئين الفلسطينيين بدمشق، في محاولة للعثور على رفات جنديين إسرائيليين فقدا عام 1982، بحسب ما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

ونفى النظام حينها علمه بموضوع البحث عن رفات الجنديين الإسرائيليين، زاعمًا أن ما جرى هو دليل جديد يؤكد تعاون المجموعات الإرهابية مع الموساد.

تدمير مقبرة مخيم اليرموك القديمة 20 شباط (عنب بلدي-بيسان خلف)

تدمير مقبرة مخيم اليرموك القديمة 20 شباط (عنب بلدي/ بيسان خلف)

مخلفات حرب بمقبرة “اليرموك” 

مشرف القطاع الإنساني في محافظة دمشق، جاسم حسين، أكد لعنب بلدي، عدم وجود حالات لنبش القبور مؤخرًا، كما أن أي حفار لم يبلغ عن حالة نبش في المقابر التابعة لمكتب الدفن.

وأضاف أنه لا يوجد خطة حاليا بشأن مقبرة الشهداء القديمة في مخيم اليرموك، كما لم يتم الدخول إليها نهائيًا، إذ لم يجر تنظيفها من مخلفات الألغام.

ومنعت قوات النظام السوري أهالي مخيم “اليرموك” في دمشق، من زيارة الأهالي لمقبرة “الشهداء” القديمة، بينما استمرت حالات دفن الموتى في مقبرة جوبر.

وشهد مخيم اليرموك معارك بين فصائل “الجيش الحر” وقوات النظام، وسط انقسام الفصائل الفلسطينية بين الجانبين، قبل سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على ثلثي المخيم عام 2015.

بينما تعرض حي جوبر الذي كان يضم أكثر من 300 ألف شخص للحصار والقصف بالسلاح الكيميائي على يد قوات نظام السابق.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة