جريدة عنب بلدي – العدد 56 – الأحد – 17-3-2013
كارمن هادي – حلب
تمت في الأسبوع الماضي انتخابات مجلس حلب الثوري وسط دعاية إعلانية هيئت لها العديد من الصحف الثورية والقنوات الفضائية ولقيت تأييدًا واسعًا من أطياف الثوار والهيئات المدنية التي مثلها المجلس وتدعمه بدورها. ولكن اللافت للنظر كان الغياب شبه الكامل للتمثيل النسائي بالرغم من طرح عدد من الأسماء النسائية الفاعلة على الأرض والتي تم الإجماع على أهمية تمثيلها.
وتقول بعض الناشطات في حلب: «لن ننتظر سقوط النظام لتفعيل دور المرأة»، لقد كان لـ «عسكرة الثورة» دور في نشر الفكر الذكوري فغيّبت المرأة عن تشكيلات الائتلاف الوطني بشكل ملحوظ. فالمرأة السورية «الثائرة» هي أم الشهيد وأخت المعتقل و»صدحت بصوتها إلى جانب الرجل في المظاهرات» «لنتفاجأ» بالتمثيل «القليل» للمرأة حتى أنهم قاموا بانتخاب أسماء غير معروفة للجميع متجاهلين بعض الأسماء المهمة والفاعلة على الارض في حلب.
وتقول «سيما»، وهي فتاة جامعية أنه لم يكن لديها أي خبرة أو دراية في الطب ولكن مع ازدياد الحاجة للعمل الطبي انتسبت لأحد المشافي الميدانية على أحد الجبهات بعد رفض أمي لعملي في المجال الطبي «لخطورته» وفقداني أي اتصال مع الأهل، لا أعلم إلى أين نزحوا بعد القصف الذي طال بيتنا، «أشعر أن هذا المشفى وهؤلاء الجرحى هم إخوتي» لتتركنا بعد ذلك بعد نداء بقدوم عدد من الجرحى بحالة خطيرة.
أما أم زينة فقد عملت في المجال الإعلامي ولكن ذلك لم يمنعها من العمل في مجالات أخرى. وتقول أنها لا تستطيع أن تقف «متفرجة» حين تسمع أن إحدى المناطق تعاني نقصًا في الأدوية أو المواد الإغاثية.
وقد قامت مجموعة من الفتيات ضمن محاولات لتفعيل دور المرأة بإصدار عددين من مجلة المرأة السورية الحرة (ياسمين سوريا) وبدء بث إذاعة نسائم حيث تسمع في أغلب مناطق حلب وهي إذاعة تبث برامج ثقافية وتوعوية.
هذا وتهتم عدد من المنظمات كمنظمة «نساء تحت الحصار» بتقصي حالات العنف الجسدي ضد المرأة في المعتقلات وفي المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام الأسدي حيث وثقت منظمة «هيومن رايتس ووتش» العديد من الحالات التي تم فيها تعرض فتيات لحالات اغتصاب حيث يعتبر وسيلة ضغط للحصول على الاعترافات.
ونوّهت «هيومن رايتس ووتش» بقضية أساسية وهي افتقار ضحايا الاعتداء الجنسي إلى العلاج الطبي أو النفسي، في بلدهم والدول الأخرى التي هرب إليها كثيرون مثل لبنان والأردن وتركيا.
يذكر أن للمرأة السورية عمومًا و»البنت الحلبية» خصوصًا دور كبير ومميز في جميع المجالات منذ انطلاق الثورة بحضورها اللافت في الاعتصامات ومظاهرات الجامعة وفي الإعداد للنشاطات الثورية والحشد لها وكثيرًا ما كانت أكثر جرأة من الكثير من الشباب. كما ظهر دورها الفاعل في المجال الإغاثي والطبي لتكون الفتيات من أهم الكوادر العاملة في المجال الإسعافي ضمن المشافي الميدانية.