الشدادي: سلة سوريا الغذائية تعاني تهميشًا كبيرًا ونقصًا في المواد الغذائية
جريدة عنب بلدي – العدد 56 – الأحد – 17-3-2013
أوس العربي – دير الزور
عانت ناحية الشدادي في أقصى الشمال السوري، والتي تبعد مسافة 120 كيلو مترً¬ا شرق مدينة الحسكة، من تهميش كبير خلال فترة حكم نظام الأسد، وهي المدينة ذات الرصيد النفطي الكبير إضافة إلى مخزون الغاز الهائل الذي اكتشف فيها كما تعاني اليوم من نقص كبير في المواد الغذائية وتدهور الحالة الإنسانية فيها بسبب استهداف النظام لها ولعموم قرى ريف الحسكة، وبسبب استمرار الاشتباكات فيها بين عناصر «الجيش الحر» وقوات نظام الأسد منذ أكثر من شهرين.
وتعد ناحية الشدادي مدينة زراعية، إذ قامت فيها زراعة القمح والقطن منذ أبعيد وتصنّف على أنها واحدة من البلدات التي تزود البلاد بهذين المحصولين الاستراتيجيين. كما تتمتع بثروة نفطية هائلة وتحوي أكبر خزانات الغاز الطبيعي في المنطقة. ولكن وبرغم كل هذه الثروات إلا أنها تعاني اليوم من نقص حاد في المواد الغذائية وتدهور الحالة المعيشية من نقص في الكهرباء والمحروقات والمواد الأساسية. كما قطعت عنها الاتصالات منذ أكثر من ستة أشهر في محاولة منه لفرض طوق من التهميش والعزلة على الناحية خصوصًا ومحافظة الحسكة عمومًا.
وقد عانت المنطقة طوال سنوات حكم الأسد من التهميش إذ لم تتمتع بعوائد الثروات الباطنية، شأنها شأن الكثير من المدن والمحافظات السورية بالإضافة إلى تفشي الفساد الإداري والمالي في هذه المنشآت والتوظيف وفقًا للمحسوبية، مما أدى الى انتشار البطالة في صفوف أبناءها أو اضطرارهم إلى الهجرة خارج البلاد بحثًا عن العمل لافتقارها لأية مشاريع تنموية أو استثمارية رغم الثروات والموارد الكبيرة التي تتمتع بها.
ويذكر أن ناحية الشدادي تقع على تل أثري وتقسم إلى قسين أولهما تل الشدادي وهي البلدة القديمة والقسم الآخر هو الجبِسة وهي البلدة المحدثة التي أقيمت بعد اكتشاف الثروات في البلدة. وتشرف على فرع الخابور وكانت فيما مضى تعتبر عاصمة محافظة الحسكة.
ويعود تاريخ اكتشاف النفط والغاز فيها إلى عام 1986 الأمر الذي دفع نظام الاسد لإقامة مدينة صناعية كاملة ألحقها ببلدة سكنية هي بلدة الجبسة وتحوي معمل تكرير للنفط ومعمل للغاز والذي يعتبر من أكبر معامل الغاز في الشرق الأوسط بالإضافة إلى الثروات الباطنية الأخرى.
ويقول أبناء الشدادي أنهم يأملون خيرًا بعد قيام الثورة في أن تلقى بلدتهم بعض الاهتمام بعد التهميش ويأملون بأن يتم تحويل قسم بسيط من ثرواتها للقيام بمشاريع إنمائية تساعد في النهوض بالبلدة ورفع مستوى معيشة أهلها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :