
تراكم النفايات في شوارع دمشق - شباط 2025 (عنب بلدي / أمير حقوق)
تراكم النفايات في شوارع دمشق - شباط 2025 (عنب بلدي / أمير حقوق)
تتراكم النفايات في أغلبية شوارع دمشق وريفها، وتسبب هذه الظاهرة قلقًا للأهالي يتجاوز التلوث البصري إلى الخطر الذي يطال الصحة والبيئة معاً.
وتتعدد أسباب هذه الظاهرة، ما يستدعي تكاتف الجهود بين القطاع العام والخاص والمجتمع المدني لإيجاد حلول فعالة لهذه الظاهرة.
تشهد دمشق تدهورًا في خدمة جمع ومعالجة النفايات، منذ أكثر من شهر، إذ تفيض النفايات وتتراكم حول حاويات القمامة، كما تزيد مدة تنظيف الحاويات عن يومين إلى ثلاثة أيام، بعد إن كان يجري تنظفيها يوميًا، بحسب ما قاله صالح خلوف، أحد سكان حي الصناعة في دمشق.
مشرف مديريات الحدائق والنظافة ومعالجة النفايات الصلبة في مديرية نظافة دمشق، صبري عباس، أوضح لعنب بلدي أن العدد الحالي للموظفين هو 2500 موظف، يضم مهندسين ومشرفين ومراقبين وعمال.
وأضاف أن النقص الحاصل في عدد عمال النظافة سببه سوء تقدير عدد العمال اللازمين للقيام بأعمال النظافة من قبل الإدارة السابقة في مدينة دمشق، وفق المعايير العالمية لعدد العمال نسبة إلى عدد السكان، و تعمل المديرية على دراسة وتقدير العدد المناسب للقيام بالمهام المطلوبة على أكمل وجه.
وتراكم النفايات في شوارع هو نتيجة عدم وجود حملات توعية وإشراك المجتمع في نظافة المدينة في عهد النظام السابق، ما أدى إلى عدم انتظام أوقات رمي النفايات من قبل المواطنين، وتعمل المحافظة من خلال حملات توعية علاج هذا الأمر، بحسب عباس.
كما بين أنه يتم جمع القمامة من الحاويات بشكل يومي على مدار 24 ساعة وفق 3 ورديات، ونقلها إلى مكب مؤقت وثم إلى المكب الدائم عبر آليات وضواغط كبيرة ومتخصصة، بالإضافة إلى أنه يتم كنس وشطف الشوارع ضمن المدينة وإقامة حملات تنظيف دورية.
وحول الآليات المخصصة لجمع القمامة، أشار عباس إلى أن أسطول الآليات متهالك وانتهى العمر الافتراضي له، بسبب الإهمال في عمليات الصيانة، موضحًا أن “هناك استراتيجية تعمل المديرية عليها لرفع جاهزية الآليات الموجودة وتجديدها بما يتناسب مع واقع دمشق، خاصةً وأن هناك أحياء قديمة وضيقة، وهناك نظامًا محددًا لتزويد الآليات بالمحروقات”.
وتسعى مديرية النظافة في محافظة دمشق لوضع رؤية تحقق تطلعات السكان، وأن تكون دمشق ضمن تصنيف المدن الأكثر نظافة على مستوى العالم، وأن يكون العمل وفق نظام مبرمج ومتطور وصديق للبيئة.
إضافةً إلى أنها، وفق الاستراتيجية الموضوعة، تسعى إلى إشراك المجتمع في عمليات النظافة وفرز القمامة لتتم معالجتها، وتحقيق أفضل أثر اجتماعي واقتصادي، بحسب عباس.
ويواجه ريف دمشق نفس المشهد والتحديات التي تعاني منها المدينة دمشق، ما يؤدي إلى انتشار القوارض والذباب بشكل كبير، وهذا يؤثر على الصحة العامة للسكان.
وأفادت تغريد مراد، إحدى سكان بلدة جديدة عرطوز في ريف دمشق لعنب بلدي، أن المجلس البلدي لا يقوم بدوره منذ ما قبل سقوط النظام السابق، وأن الحال مستمر إلى اليوم ، إذ يتم كل خمسة أيام تنظيف القمامة من الشوارع، ولا يوجد عمال نظافة أو حملات تطوعية للتنظيف.
وتابعت، أن تراكم القمامة يسهم بنشر الأمراض، خصوصًا أن مكب النفايات يقع بالقرب من الأبنية السكنية، بالإضافة إلى زيادة أعداد القوارض في البلدة بسبب تفاقم هذه المشكلة.
مدير مؤسسة البيئة النظيفة E-Clean فرع ريف دمشق، لؤي محمود، قال لعنب بلدي، إن هناك العديد من الأسباب لتراكم النفايات، منها عدم تقيد الأهالي بمواعيد رمي القمامة، وكذلك رميها في مكبات ومناطق عشوائية، كما أن هناك تراكمات قديمة، أضف إلى نقص العمال، والحالة الفنية السيئة للأليات، والكثافة السكانية المرتفعة في مناطق السكن العشوائي.
واشار محمود إلى نقص في عمال النظافة، فوفق الإحصاء المبدئي هناك 1200 عامل نظافة فقط، والمحافظة بحاجة إلى أكثر من هذا الرقم، ويعاني العديد من العمال حالات صحية منها أمراض مزمنة وإعاقات، وبعد الانتهاء من الإحصاء ستكون هناك خطة لتعويض النقص وإعادة توزيع العمال جغرافيًا حسب مكان السكن، بالإضافة لوجود خطة لتحسين الوضع المادي للعمال، وفق رؤية الحكومة.
وبين محمود أن أليات النظافة لمحافظة ريف دمشق تعرضت للسرقة، وباقي الأليات متهالكة وبحالة فنية سيئة، وهناك خطة لإحصاء أعدادها لإصلاحها وإعادة توزيعها، ويتم حاليًا القيام ببعض الإصلاحات التي لا تحتمل التأجيل، وتزويد الآليات بالمحروقات للاستمرار بالخدمة.
وتسعى مؤسسة البيئة النظيفة لإزالة كافة المكبات العشوائية والتراكمات الموجودة ضمن البلدات والشوارع، والحفاظ على النظافة لكافة الوحدات الإدارية، إضافة لوجود خطة عمل لتنظيف كافة الطرق الأساسية الداخلة إلى مدينة دمشق من المحافظات الأخرى.
كما يتضح أن مشكلة تراكم النفايات في الشوارع تتطلب جهودًا وتعاونًا بين الحكومة والمجتمعات المحلية وتوعية السكان بأهمية المحافظة على النظافة، لأن هذه المشكلة ستنعكس بشكل سلبي على الجميع، ومن الضروري اتخاذ خطوات فورية لمعالجة الموضوع.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى