أهالي دمشق يطالبون بـ”العدالة الكهربائية”

خطوط الشبكة الكهربائية في ريف دمشق - 23 شباط 2025 (عنب بلدي)

camera iconخطوط الشبكة الكهربائية في ريف دمشق - 23 شباط 2025 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

“منذ سقوط النظام، ننتظر تحسين التغذية الكهربائية، وعدالة التقنين بين المناطق، ولكن الوضع ازداد سوءًا”، قال خلدون الأيهم، من سكان منطقة الزاهرة في العاصمة دمشق.

وقال خلدون، لعنب بلدي، إن عدالة التقنين الكهربائي مغيّبة، وهي مشكلة عانى منها الأهالي منذ عهد الحكومات السابقة، ولم تعالج بعهد الحكومة المؤقتة الحالية، فالتغذية الكهربائية تختلف من منطقة لأخرى، والقضية “خيار وفقوس”.

وافقته الرأي الشابة سارة منعم، وقالت لعنب بلدي إنه “رغم كثرة تصريحات وزير الكهرباء والمعنيين بوزارة الكهرباء بتحسين الواقع الكهربائي، فالمعضلة باقية”.

وأبرزت معاناة الأهالي بمنطقة دويلعة من التقنين الكهربائي، مقارنة ببقية المناطق كالمزة وأبو رمانة وغيرهما، إذ يغيب في الدويلعة برنامج محدد للتقنين الكهربائي ولساعات التغذية.

وتعاني العاصمة دمشق منذ الشهر الماضي من زيادة التقنين الكهربائي، مع تفاوت مدة التغذية بين منطقة وأخرى.

وكشف وزير الكهرباء في الحكومة المؤقتة، عمر شقروق، عبر قناة “الجزيرة“، في 1 كانون الثاني 2025 أن الوزارة وضعت خطة تم تقسيمها على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى هي مرحلة الطوارئ، من خلال رفع طاقة التوليد.

وحسب الوزير، فإن المرحلة الأولى تغذي المواطن السوري لمدة 8 ساعات يوميًا، والوزارة ستصل إلى هذه المرحلة في غضون شهر أو شهرين كأقصى حد.

عوامل التراجع

بدوره، أوضح المدير العام لمؤسسة النقل والتوزيع، المهندس خالد أبو دي، لعنب بلدي، أن التراجع الملحوظ في التغذية الكهربائية بدمشق، يعود إلى عدة عوامل، أبرزها:

  • عدم إجراء صيانة دورية منتظمة للشبكات الكهربائية سابقًا من قبل النظام السابق، إضافة إلى قلة توفر المواد الأولية اللازمة للصيانة، ما أدى إلى تقادم البنية التحتية وعدم قدرتها على تلبية الطلب المتزايد.
  • تعرض مراكز التحويل للتخريب والسرقة من قبل ضعاف النفوس، مما يؤدي إلى انقطاع الكهرباء عن المواطنين خارج أوقات التقنين، الأمر الذي يزيد من ساعات الانقطاع.
  • ارتفاع الطلب على الكهرباء خلال فترات قدوم التيار الكهربائي، حيث يؤدي الحمل الزائد على مراكز التحويل إلى حدوث أعطال، مما يؤثر على استقرار وصول الكهرباء.
  • التحديات الاقتصادية والمالية، التي تعيق تحسين البنية التحتية وتوفير الكهرباء بشكل مستدام.

تفاوت التغذية الكهربائية

وتشهد مناطق العاصمة دمشق اختلافًا ملحوظًا بساعات التغذية الكهربائية، وتتباين هذه الساعات، الأمر الذي دفع الأهالي للمطالبة بعدالة التغذية الكهربائية بين جميع المناطق.

وعن أسباب تفاوت التغذية الكهربائي، حدد أبو دي عددًا من النقاط التي تتحكم بذلك:

  • يوجد برنامج تقنين عادل لتوزيع الكهرباء، إلا أن بعض الخطوط تغذي منشآت حيوية أو خدمية، مما يمنح بعض المناطق تغذية كهربائية أطول من غيرها.
  • تفاوت جودة البنية التحتية بين المناطق، حيث تكون بعض الأحياء أقل تضررًا أو مجهزة بشكل أفضل الاستقبال الكهرباء.
  • الكثافة السكانية العالية في بعض المناطق، أو احتواؤها على منشآت حيوية تحتاج إلى تغذية مستمرة، ما يفرض واقعًا مختلفًا في توزيع الكهرباء.
  • تحديات تقنية تواجه بعض المناطق، مثل الأعطال المتكررة أو نقص المعدات، مما يجعل التغذية غير مستقرة.

وتعاني بعض المناطق من غياب برنامج تقنين يوضح ساعات التغذية الكهربائية وساعات التقنين، إذ بعض المناطق لها برنامج تقنين محدد.

المدير العام لمؤسسة النقل والتوزيع، أوضح أن دمشق تخضع لبرنامج تقنين كهربائي بسبب قلة التوليد، حيث يتم توزيع الطاقة وفق جدول محدد، ومع ذلك، تختلف مواعيد التقنين بين المناطق.

وعزا ذلك إلى وجود أحمال منزلية على خطوط تغذي منشآت حيوية مثل المشافي، أو خدمية مثل محطات المياه والمباني الحكومية، مما يؤدي إلى تفاوت في برنامج التقنين.

تعاون مع دول الجوار

وقال المدير العام لمؤسسة النقل والتوزيع، إن وزارة الكهرباء تسعى إلى تحسين واقع الكهرباء من خلال عدة إجراءات، تشمل: تعزيز قدرة التوليد عبر تأمين الفيول أو الغاز، والتعاون مع الدول المجاورة لتوريد الطاقة، إضافة إلى استخدام السفن الإنتاج الكهرباء.

كما تسعى الحكومة إلى التوجه نحو مصادر توليد متعددة، مثل الطاقة المتجددة (الشمسية والرياح)، من خلال طرح مشاريع استثمارية للشركات الراغبة في الاستثمار، وإعادة تأهيل الشبكات الكهربائية وتحديثها لتتحمل الأحمال المتزايدة.

ويرى أن النتائج الإيجابية المتوقعة تتمثل في: زيادة الاستقرار الكهربائي من خلال تقليل فترات الانقطاع وزيادة ساعات التغذية، وخفض تكاليف الإنتاج والتوزيع، مما ينعكس على تحسين الخدمات، وتحسين جودة الخدمات الحيوية مثل الصحة والتعليم، وأخيرًا تقليل الانبعاثات الضارة عبر الاعتماد على مصادر طاقة صديقة للبيئة.

وتختلف ساعات التغذية الكهربائية بين منطقة وأخرى، فتبلغ في منطقة المزة بين 4 و6 ساعات يوميًا، أما في الصناعة والزاهرة ودويلعة تتفاوت ساعات التغذية بين 2 و3 ساعات يوميًا، أما في الميدان والفحامة فتتراوح بين 3 و4 ساعات.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة