انقطاع الكهرباء أبرز أسبابها..

استمرار أزمة المياه في صحنايا وجرمانا

تعبئة مياه الشرب من قبل أحد الباعة المتجولة في حي جرمانا في ريف دمشق- 12 تموز 2021 (B2B/ فيس بوك)

camera iconتعبئة مياه الشرب من قبل أحد الباعة المتجولة في حي جرمانا في ريف دمشق- 12 تموز 2021 (B2B/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

“أرخص موجود وأغلى مفقود”، مقولةٌ عن المياه اعتدنا سماعها، لكن على أرض الواقع يختلف المشهد، فأصبحت أغلى الموجود والمفقود في معاناة يعيشها بعض الأهالي في ريف دمشق.

معاناة أهالي صحنايا من قلّة وصول المياه لبعض الأحياء أثناء الضخ،  مستمرة منذ سنوات.

وبسبب وصل المياه يومين في الأسبوع بفترة انقطاع الكهرباء، يعتمد الأهالي على “أمبيرات” أو تركيب “ألواح شمسية”، أو تعبئة المياه الغير صالحة للشرب من “صهاريج مياه”، وفي كل الحالات تمثل حلولاً مكلفة لا يستطيع الموظف العادي تحمل أعبائها.

وفاء، من سكان أهالي صحنايا تعيش في شارع النجوم، قالت لعنب بلدي، إنها تعاني على مر السنوات من قلّة المياه في حيها السكني، على الرغم من مطالب الأهالي المستمرة بتحسين ضخ المياه لمنطقتهم.

ويتم ضخ المياه في أغلب الأحيان مرة كل أسبوع في موعد انقطاع الكهرباء، وهذا يشكل عائقاً لوصول المياه إلى الخزان الموجود على سطح البناء، وكونها تعيش في الطابق الثالث فالمياه لا تصل إلى الخزان، ما دفعها للاعتماد بشبه كامل على تعبئة المياه من الصهاريج، التي شكلت عبئًا على مصروفهم الشهري كعائلة.

وتابعت وفاء، أن تعبئة خزان 5 براميل مرة في الأسبوع يكلف مابين 35-40 ألف ليرة سورية.

في حين وصل سعر تعبئة خزان 10 براميل إلى 70 ألف ليرة سورية.

عجز وتوسع في البناء

المهندس منيب ضاهر، رئيس وحدة المياه في صحنايا، قال لعنب بلدي، إن منطقة صحنايا وأشرفية صحنايا تعتمد بشكل أساسي على محطة دمشق.

فالخط المغذي للمياه والقادم من نبع الفيجة تعرض لعطل منذ ما يقارب أسبوعين وتسبب في قطع المياه عن صحنايا وبعض المناطق في دمشق.

وأوضح أن أسباب قلّة المياه متعلقة باعتماد صحنايا بشبه كامل على التغذية من محطات خارجية، والآبار  الموجودة في مزارع صحنايا لا تغطي 5 بالمئة من احتياجات الأهالي، خصوصًا مع انخفاض منسوب المياه باعتبار موسم الشتاء الحالي كان شبه جاف.

إضافة إلى التوسع العمراني الذي شهدته صحنايا، فهناك ما يقارب 900 ألف رخصة بناء في أخر 4 سنوات.

وهذه الأبنية لم تحصل على توسع في خطوط المياه، فهناك عجز في تخديم التوسع العمراني الجديد من ناحية وصول المياه.

مشاريع معلّقة

رغم ضخ المياه مرتين في الأسبوع لصحنايا، إلا أن الأهالي لا يستفيدون من تعبئة المياه مع انقطاع الكهرباء، وفي حال وجود الكهرباء لساعة واحدة بحسب التقنين، فهي غير كافية لضخ المياه ووصولها إلى كافة أحياء صحنايا.

هذا ما دفع الأهالي للاعتماد على “الصهاريج” التي تحصل على المياه من محطة موجودة بمنطقة القرية الصغيرة بالقرب من صحنايا.

وتحتوي على ما يقارب ثلاثة آبار تزود الصهاريج بالمياه، وهي مرخصة بحسب ما أفاد به منيب ضاهر، رئيس وحدة المياه في صحنايا.

ويتأمل ضاهر بمعاودة العمل بمشروع بدأت به شركة الطرق والمشاريع المائية، في تشرين الأول 2024، المعروف بين الأهالي بمشروع الخزان الرئيسي “خزان المصطبة”.

إذ تصل سعة الخزان ل10 آلاف متر مكعب بسعة تخزينية كبيرة، ويعتبر من أكبر المشاريع بريف دمشق، ويغذي 4 مناطق سكنية بشكل رئيسي هي صحنايا، أشرفية صحنايا، ضاحية 8 آذار، والكسوة.

وبالتالي سيحل مشاكل السكان بضخ المياه بشكل منتظم دون الحاجة لمضخات تعتمد على الكهرباء.

وأنجز 40 بالمئة من المشروع، الذي توقف بعد سقوط النظام، بانتظار موافقة الحكومة الانتقالية لمعاودة العمل، بحسب منيب ضاهر.

المعاناة تتكرر في جرمانا

لا يختلف الحال كثيرًا في جرمانا، إذ تشكل أزمة انقطاع المياه عبئًا على الأهالي، خصوصًا في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، وتعبئة خزان واحد سعة 5 براميل عبر الصهاريج تكلف بين 60 – 80 ألف ل.س

تحدث بعض أهالي مدينة جرمانا لعنب بلدي عن معاناتهم بتأمين المياه لأنهم بحاجة لمياه صالحة لشرب وأخرى للاستخدام المنزلي وباتوا اليوم يشترونها من الباعة المتجولين في المدينة.

وتابعوا أن هذه الأزمة ليست جديدة، وتتكرر بين الحين والأخر وتقليل ساعات الكهرباء زاد من تفاقم المشكلة.

مدير وحدة مياه جرمانا، سعيد الحلبي، أوضح لعنب بلدي أن سبب أزمة المياه في المدينة هو عدم وجود ساعات تغذية كهربائية كافية للأهالي لملء خزانات المياه لديهم.

وتتغذى المدينة بثلاث ساعات على مدار اليوم من التيار الكهربائي وتعد غير كافية لجميع أهالي، ومن المعلوم أن جرمانا تعاني من اكتظاظ سكاني.

يضيف الحلبي، أن من لديه ألواح طاقة شمسية أو اشتراك في الأمبيرات، بإمكانه أن يملأ المياه بكل سهولة، فضخ المياه لا يتوقف، ولكن بساعة الوصل التي تأتي لجميع المدينة في الوقت نفسه لن يتمكن الجميع من ملء خزاناتهم بالمياه.

وذكر أن الخط المعفى من التقنين الذي تم وصله لآبار المياه في المدينة لم يتم إلغاؤه، وليس هناك أي مشكلة في الآبار أو المضخات.

ولتخفيف العبء عن الأهالي تم مؤخرًا وضع برنامج تقنين للمياه للأحياء في المدينة، إذ تتم تغذية أحياء بهذا اليوم وقطعه في اليوم التالي وتحويل المياه لأحياء الأخرى، بحسب الجدول الذي تم وضعه.

أي أن أصبح جدول تزويد المياه ( يوم وصل ويوم قطع)، وتعد هذه المرحلة المؤقتة لحين زيادة ساعات وصل التيار الكهربائي للمدينة، بحسب الحلبي.

وتواجه مناطق ريف دمشق بشكل عام شحًا للموارد المائية بسبب قلّة الأمطار في هذا العام.

اقرأ أيضًا:الحسكة.. أزمة مياه في 20 قرية بسبب توقف محطة “الخابور”

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة