
عرض فيلم "الابن السيئ" في دار "الأوبرا" السورية - شباط 2025 (عنب بلدي)
عرض فيلم "الابن السيئ" في دار "الأوبرا" السورية - شباط 2025 (عنب بلدي)
عرض الفنان والمخرج السوري غطفان غنوم، فيلمه الوثائقي “الابن السيئ” على مسرح دار “الأوبرا” بالعاصمة دمشق، في 9 من شباط الحالي، برعاية وزارتي الإعلام والثقافة وبالتعاون مع “الدفاع المدني السوري”.
وبأسلوب وثائقي، تناول الفيلم مرحلة انقلاب حزب “البعث” عام 1963، وتولي حافظ الأسد الأب السلطة، مع انقلابه على رفاقه “البعثيين”، وعرض أحداث مجزرة حماة عام 1982.
وصوّر الفيلم سياسات الأسد الجائرة داخليًا وخارجيًا، حتى تسليمه الحكم لابنه بشار، دون امتلاكه مقومات الرئاسة، والذي خدع الشعب بتصريحاته عن الحقوق والحريات، لحين انطلاق الثورة السورية 2011، وجرائمه المرتكبة في مسيرة القمع.
يحتوي الفيلم 22 مقطعًا، عبر قرابة الثلاث ساعات، متناولًا حقبة حافظ الأسد وابنه، وأسقط المخرج غنوم حياته الشخصية في الفيلم من خلال المعاناة التي اعترضته لتحقيق حلمه، كطرده من المعهد العالي للفنون المسرحية، وعدم انتسابه لنقابة الفنانين وغيرها، مرورًا بأحداث الثورة السورية، بالتوازي مع ربط سيرته مع والد زوجته جابر أحمد، الذي هرب من الأهواز بسبب قمع السلطة في إيران، وتوجه إلى فنلندا.
الفن بجميع أقسامه مهم، ولكن سمة الفن الوثائقي تأخذ أهمية خاصة بمرحلة الأزمات، لأنه يفترض أن ينقل صورة حقيقية عن الواقع، بحسب ما قاله الفنان السوري غطفان غنوم لعنب بلدي.
وفسر إسقاط تجربته الشخصية مع توثيق الثورة، بأن الفنان يستطيع أن ينقل تجربته الشخصية بعمق أكبر، وأي سوري صالح ليكون حالة يسقطها على النظام البائد لأن جميع السوريين ضحايا تعسفه.
واعتبر أن من الأفضل نقل تجربته الشخصية، إذ يعتبر من الناجين خلال مراحل التعسف التي مرت، وشاءت المصادفات أن تكون المحطات مجمعة بفيلم.
وحول الترابط بين هروب جابر أحمد من الأهواز ومنفاه، أوضح غنوم أن قضية الأهواز معتم عليها عربيًا، والأهواز بلد عربي مستولى عليه من قبل إيران، وشعبها عروبيته واضحة، ودعم الثورة السورية وما زال داعمًا لسوريا، وكان الربط كونه خاض تجربة مشابهة للسوريين.
وعن أصداء الفيلم، عبر عن سعادته بالحضور واعتزازه بهم، وكشف أنه بصدد التحضير لعرض الفيلم بمدينة إدلب.
الفيلم حصل على 20 جائزة عالمية، لكن الجائزة الكبرى هي نقل أوجاع الناس، التي تستحوذ عاطفة الخارج، بحسب غنوم.
بدوره، تحدث الفنان المسرحي محمد ملص، لعنب بلدي، في أثناء وجوده بالعرض، أن الفيلم مهم جدًا على مستوى الوثيقة، إذ يتناول وثيقة مهمة لجميع من لا يعرف ماذا حصل في الفترة السابقة منذ حقبة تسلّم حافظ الأسد، رغم أن الفيلم لم يصل لمرحلة سقوط النظام.
وأضاف، “الأهم هو عرض الفيلم في دار الأوبرا السورية، التي كانت دار الأسد سابقًا، وهذا مذهل وخيالي”.
وفيما يخص الجوانب التي تعرف إليها من خلال الفيلم، قال، “أنا وأخي أحمد كنا متابعين جدًا للثورة السورية، ولكن هناك تفاصيل متعلقة بالعلاقات الدولية كزيارة حافظ لجورجيا ولكوريا الشمالية، وهذه التفاصيل لم أكن أعلمها بشكل دقيق، وهذا ما يستدعي أهمية الفيلم خارجيًا”.
جوائز عالمية عديدة حصدها الفيلم، منها وجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان مدينة بالي بإندونيسيا، وجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل في مهرجان “سانتا مونيكا” بكاليفورنيا بدورتها الـ19، كما رُشح الفيلم للمنافسة على جائزة أفضل وثائقي في عدد من المهرجانات الدولية، ووصل إلى مرحلة المنافسة على جائزة أفضل وثائقي طويل، في مهرجان “سكوبيا” بمقدونيا.
غطفان غنوم شارك في مسلسل “ابتسم أيها الجنرال“، وتدور أحداث العمل حول العائلة الحاكمة لـ”دولة الفرات” ومسألة الانقسام في المؤسسة العسكرية.
العمل من تأليف الكاتب السوري سامر رضوان، وإخراج عروة محمد، ويتشارك البطولة كل من مكسيم خليل، وسوسن أرشيد، وعبد الحكيم قطيفان، وغطفان غنوم، ومازن الناطور، وريم علي، وعزة البحرة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى