المنتخب السوري خلال مواجهته كوريا الجنوبية في كأس آسيا- 14 من شباط 2025 (الاتحاد الرياضي السوري)
ضياع مفتاح التأهل
سوريا في مهمة معقدة بكأس آسيا للشباب
عنب بلدي – هاني كرزي
استهل منتخب سوريا مشواره في بطولة كأس آسيا للشباب بالصين، بخسارة أمام كوريا الجنوبية، بعدما دخل البطولة مثقلًا بالكثير من التحديات، التي جعلت جماهيره لا ترفع سقف طموحاتها.
وعقب خسارته الأولى باتت حظوظ سوريا في بلوغ الدور الثاني معقدة، في وقت يسعى المنتخب لإعادة رسم الابتسامة والفرحة لجماهيره من خلال مشاركته في كأس آسيا، ويأمل كثيرون ألا تتكرر خيبات الأمل التي عاشها المنتخب الشاب خلال العقد الأخير.
ضياع مفتاح التأهل
خسر منتخب سوريا بهدفين مقابل هدف أمام كوريا الجنوبية، في 14 من شباط الحالي، في أولى مبارياته ضمن بطولة كأس آسيا للشباب المقامة في الصين.
وسجل المنتخب الكوري هدفه الأول مبكرًا في الدقيقة السابعة، ثم سجل هدفه الثاني في الدقيقة الـ22، بينما استطاع المنتخب السوري تسجيل هدفه الوحيد في الدقيقة الـ59 عن طريق اللاعب آلاند عبدي.
وفي المباراة الثانية بذات المجموعة، فاز اليابان على تايلاند بثلاثية نظيفة، وبهذه النتائج تصدر “الساموراي” الياباني المجموعة الرابعة برصيد ثلاث نقاط، وكوريا أصبحت ثانيًا بثلاث نقاط، وجاء المنتخب السوري في المركز الثالث دون نقاط، متفوقًا على تايلاند صاحبة المركز الرابع بفارق الأهداف.
ويرى الصحفي الرياضي مؤيد كيالي، أن المنتخب الياباني المرشح الأقوى للفوز بصدارة المجموعة، وبالتالي فإن الصراع على المركز الثاني المؤهل للدور الثاني، سيكون بين الفرق الثلاثة المتبقية (كوريا، سوريا، تايلاند)، ومن خلال تقييم مستوياتها نجد أن “الشمشون” الكوري يأتي في المرتبة الثانية كأقوى فرق المجموعة، بينما تقف سوريا وتايلاند في المركزين الثالث والرابع.
وفي ظل المعطيات السابقة، قال كيالي، لعنب بلدي، إن الخطوة الأهم للمنتخب السوري، كانت حصد نقاط من مواجهته الأولى مع كوريا الجنوبية، التي تعد منافسته المباشرة على المركز الثاني، ولكن عقب خسارة هذه المباراة، ضاع مفتاح التأهل وتضاءلت حظوظ منتخب سوريا بشكل كبير في التأهل للدور الثاني، وصار مطالبًا على الأقل بالتعادل مع المنتخب الياباني الشرس، والفوز على تايلاند.
بدوره قال الصحفي الرياضي بشار حاج علي، إن المنتخب السوري لسوء حظه وقع في أصعب مجموعة ببطولة آسيا، والتي سُميت بـ”المجموعة الحديدية”، لذا يجب عدم رفع سقف التفاؤل، لأن المنتخب في طور التحضير، بينما بقية المنتخبات استعدت بشكل جيد للبطولة.
وأشار حاج علي إلى أن ترتيب مباريات المنتخب السوري ضمن البطولة، ربما يكون نوعًا ما في مصلحته، إذ سيواجه المنتخبين الأصعب أولًا (كوريا ثم اليابان)، بينما ستكون مواجهته الأخيرة مع تايلاند التي تعتبر أقل مستوى فنيًا، وبالتالي فإن سوريا في حال كانت بحاجة في آخر مباراة لتعادل أو فوز لبلوغ الدور الثاني، فإن اللعب ضد تايلاند قد يعطيها حافزًا أكبر للفوز عليها.
مطبات سبقت البطولة
المنتخب السوري للشباب واجه عدة تحديات قبل بطولة كأس آسيا، وقال مدرب المنتخب، محمد قويض، لعنب بلدي، إن الفترة التحضيرية لبطولة كأس آسيا قصيرة جدًا، و”ما يتم العمل عليه عادة في شهر أو شهرين، تمكنا من إنجازه في عشرة أيام فقط”، لذلك لم يتم الاعتماد على اللاعبين الذين كانوا ينشطون في الدوري السوري بالشمال، بسبب عدم وجود وقت كافٍ لاستكشاف المواهب.
ولفت قويض إلى أن مشكلة أخرى واجهت المنتخب أيضًا، تمثلت في فقدان جوازات السفر لـ13 لاعبًا، وبالتالي بدأ الاتحاد الرياضي العمل على حل المشكلة، واستطاع تأمين الجوازات خلال أسبوع، بالتنسيق مع وزارة الداخلية في الإدارة السورية الجديدة.
الوضع المالي كان أحد التحديات التي واجهت المنتخب، حيث أكد قويض أن خزينة الاتحاد شبه خاوية، فطلب المعونة من رئيس الاتحاد الرياضي، محمد الحامض، ورئيس مكتب الألعاب الجماعية، فراس تيت، وجرى تأمين جميع المتطلبات المالية من أجل حجوزات الفنادق والملاعب والتنقلات وباقي مستلزمات الفترة التحضيرية.
وقال الصحفي الرياضي ميشيل سعد، لعنب بلدي، إن المهمة صعبة جدًا في كأس آسيا، لأن الدوري السوري متوقف منذ فترة، والكابتن محمد قويض تسلّم المهمة منذ شهرين، والمجموعة التي وقع فيها المنتخب السوري صعبة، وتضم منتخبات محضرة جيدًا، مثل كوريا الجنوبية واليابان، بينما الفترة التحضيرية لمنتخب سوريا كانت وجيزة.
وشدد سعد على أن المطلوب حاليًا عدم وضع ضغوط على اللاعبين، وأن نحاول التعامل مع كل مباراة على حدة بالبطولة دون رفع سقف الطموحات، وعقب نهاية البطولة الأمر الأهم هو عدم إهمال هذا الجيل، ومحاولة إيصال أربعة أو خمسة لاعبين منه لمنتخب الرجال.
أوراق رابحة
بعد سقوط الأسد، جرى فسخ التعاقد بالتراضي مع مدرب منتخب سوريا للشباب محمد عقيل، والاتفاق مع محمد قويض ليكون البديل.
تعيين قويض مدربًا للمنتخب خلق حالة تفاؤل لدى الجمهور السوري، نظرًا إلى خبرة المدرب والإنجازات التي حققها، إذ سبق أن أشرف على منتخب سوريا الأول ضمن تصفيات مونديال 2010.
وقال الصحفي بشار حاج علي، إن محمد قويض إحدى الأوراق الرابحة للمنتخب، فهو قادر بحكم خبرته الطويلة أن يتفادى تبعات الخسارة أمام كوريا، ويجهز الفريق ذهنيًا وفنيًا لمواجهتي اليابان وتايلاند، ولا سيما أنه على اطلاع جيد على الكرة الآسيوية.
ولفت حاج علي إلى أن هناك لاعبين في المنتخب لديهم مهارات فردية عالية، ويجب على المدرب تسخيرها لتصب في مصلحة المنتخب.
في السياق ذاته، قال مؤيد كيالي، إن المطلوب من المنتخب التخلي عن حالة الرهبة والخوف التي ظهرت عليه أمام كوريا الجنوبية، فالمنتخب لم يستفق حتى الشوط الثاني، وهذا الأمر يقع على عاتق المدرب لتحضير اللاعبين جيدًا من الناحية الذهنية والنفسية، وبالتالي على اللاعبين المبادرة للهجوم أمام اليابان بدلًا من الخوف والبقاء في الدفاع.
وأضاف كيالي أن منتخبي كوريا الجنوبية واليابان يشاركان في كأس آسيا باللاعبين المحليين فقط، لأن البطولة خارج أيام “فيفا”، حيث يغيب جميع المحترفين الكوريين، فيما تقتصر قائمة اليابان على محترفين اثنين فقط، ولتعويض الغيابات استعانت اليابان بـ6 لاعبين من طلاب الجامعات المحلية، وبالتالي هذه فرصة أمام المنتخب السوري لتقديم مستوى جيد أمام اليابان.
أبرز الغائبين عن اليابان هما كيسوكي، هداف نادي أندرلخت البلجيكي، وهانشيرو، متوسط ميدان شتوتغارت الألماني، واللذان سبق أن واجها منتخب سوريا في مباراة ودية انتهت بالتعادل بهدفين لمثلهما.
وقبيل بطولة كأس آسيا، خاض المنتخب السوري تحت قيادة المدرب محمد قويض أربعة معسكرات تحضيرية في دمشق وقطر وإندونيسيا والصين، إلى جانب عدة مباريات ودية، حيث حقق خلالها نتائج إيجابية منحته دفعًا لكأس آسيا.
وخسر منتخب سوريا آخر لقاءاته الودية أمام الصين بنتيجة 1-3، لكنه حقق نتائج إيجابية في بطولة “ماندري” الودية، حيث توّج باللقب بعد فوزه على الأردن في النهائي، كما حقق انتصارًا كاسحًا على الهند 6-1، وتغلّب على إندونيسيا 2-0 في ذات البطولة.
وقبل بطولة “ماندري”، خاض المنتخب السوري معسكرًا في قطر، حيث لعب أربع مباريات ودية، فاز خلالها على اليمن 1-0، وخسر أمامه بنفس النتيجة، في حين تعادل سلبيًا مع قطر وأوزبكستان.
كان المنتخب السوري للشباب تأهل إلى كأس آسيا 2025 في الصين، بعد تصدره المجموعة الأولى بالعلامة الكاملة بـ12 نقطة من أربعة انتصارات متتالية على منتخبات فيتنام وبنغلاديش وبوتان وغوام.
ويأمل منتخب سوريا في تحقيق مفاجأة واستعادة أمجاده القارية وتحقيق اللقب للمرة الثانية في تاريخه، بعد أن توّج بها لأول مرة عام 1994 بفوزه على اليابان في المباراة النهائية.
حقق المنتخب السوري نتائج مبهرة في كأس آسيا، حيث تأهل إلى البطولة تسع مرات، وحقق اللقب مرة واحدة عام 1994 على حساب اليابان، كما تأهل إلى النهائي في عام 1988 لكنه خسر أمام العراق بركلات الترجيح 4-5.
المنتخب السوري حقق كذلك المركز الثالث في بطولة كأس آسيا عامي 1990 و2004، بفوزه على قطر واليابان على التوالي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :