الذكاء الاصطناعي يضعف مهارات التفكير النقدي

حذر باحثون من “Microsoft” وجامعة “Carnegie Mellon” الأمريكية من تأثير الاستخدام المفرط للذكاء الاصطناعي التوليدي في العمل على مهارات التفكير النقدي.

وقال الباحثون، في ورقة بحثية نشرها موقع “تك كرانش” المتخصص بالأخبار التقنية، في 10 من شباط الحالي، إن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى تقليص استخدام مهارات التفكير النقدي العليا مثل الإبداع والتحليل والتقييم، حيث يصبح التركيز فقط على التحقق من صحة استجابات الذكاء الاصطناعي.

ووفقًا للدراسة التي شملت 319 مشاركًا (يستخدمون الذكاء الاصطناعي في العمل مرة على الأقل أسبوعيًا) تم الطلب منهم تقديم ثلاثة أمثلة حول كيفية استخدامهم للذكاء الاصطناعي التوليدي في العمل.

وتنقسم الأمثلة إلى ثلاث فئات رئيسة، هي الإبداع (مثل كتابة بريد إلكتروني صياغته روتينية لزميل)، والمعلومات (البحث في موضوع أو تلخيص مقال طويل)، والنصائح (طلب الإرشاد أو إنشاء رسم بياني من بيانات موجودة).

وأظهرت النتائج أن حوالي 36% من المشاركين استخدموا مهارات التفكير النقدي لتقليل المخاطر المحتملة من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.

وفي العديد من الحالات، لجأ المشاركون إلى البحث على الإنترنت للتحقق من دقة الاستجابات، ما يقلل من الفائدة المرجوة من استخدام هذه التكنولوجيا.

وأشارت الدراسة إلى الأضرار المحتملة لاستجابات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تحفز التفكير النقدي، ولكن فقط إذا كان المستخدم على دراية بتلك الأضرار.

وأوضحت أن الاعتماد المفرط على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يضعف قدرتنا على حل المشكلات بشكل مستقل.

من جهته، حذر المدير العام لمنظمة العمل الدولية، جيلبرت أونغبو، من أن أتمتة الوظائف عبر الذكاء الاصطناعي تؤدي إلى فقدان عدد كبير من الوظائف.

وأضاف، “إذا كان بإمكان الشركات استبدال العمال بالروبوتات، فمن المرجح جدًا أن تفعل ذلك”، معبرًا عن المخاوف المتزايدة بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل التوظيف.

ووفقًا لمنظمة العمل الدولية، يُتوقع أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على 2.3% من الوظائف عالميًا، أي ما يعادل حوالي 75 مليون وظيفة.

من جانبها، أكدت الأمينة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال، كريستي هوفمان، أن العاملين في قطاعات مثل كتابة السيناريوهات التلفزيونية ومراكز الاتصال قلقون من فقدان استقلاليتهم أو استبدالهم تمامًا بالتكنولوجيا.

ولمواجهة هذه التحديات، شدد أونغبو على ضرورة توفير دعم قوي لأنظمة الحماية الاجتماعية، إلى جانب الاستثمار في تدريب الموظفين لمواكبة التطورات التكنولوجية.

وأضاف، “ما يهدد الوظائف ليس الذكاء الاصطناعي بحد ذاته، بل نقص الاستعداد لتطوير المهارات في ظل هذه الثورة التكنولوجية”.

ويهدف الذكاء الاصطناعي (AI) إلى تطوير أنظمة قادرة على محاكاة القدرات العقلية البشرية، مثل التعلم والتحليل وحل المشكلات.

ويعتمد على تقنيات مثل التعلم الآلي والتعلم العميق ومعالجة اللغة الطبيعية، التي تتيح للأنظمة تحسين أدائها مع مرور الوقت.