
عامل يخرج البطاطا من وحدة التبريد ليجهزها بذار للعروة الربيعية 4 كانون الثاني 2025 (عنب بلدي /حليم محمد)
عامل يخرج البطاطا من وحدة التبريد ليجهزها بذار للعروة الربيعية 4 كانون الثاني 2025 (عنب بلدي /حليم محمد)
درعا – حليم محمد
قلص فلاحون في محافظة درعا من مساحات أراضيهم المخصصة لزراعة البطاطا خلال العروة الربيعية مقارنة بالعروة التي سبقتها (العروة الخريفية).
ويعود تقليص المساحات لعدة أسباب، بحسب ما أوضحه مزارعون في درعا لعنب بلدي، وهي انخفاض أسعار البطاطا في الأسواق المحلية، وما رافق ذلك من ارتفاع تكاليف الإنتاج، مثل غلاء أسعار البذار المستوردة، وإلغاء الدعم عن الأسمدة والمحروقات، وتأخر هطول الأمطار، وعدم ضبط الحدود السورية ما أدى إلى دخول بذار مهربة.
اكتفى حسن العيد من مزارعي مدينة إنخل في ريف درعا الشمالي بزراعة 40 دونمًا من محصول البطاطا للموسم الحالي مقابل ما يقارب 700 دونم في الموسم السابق.
وقال حسن لعنب بلدي، إنه يتخوف من خسارة مالية في ظل عدم اتضاح الرؤية العامة لحماية قطاع الزراعة من قبل الحكومة الحالية.
واستبدل محصول البطاطا بمحاصيل أقل تكلفة مثل الفول والقمح، إذ يحتاج محصول البطاطا إلى رأس مال أكبر يتمثل في حراثة الأرض وثمن البذار التي يصل الطن منها إلى 1400 دولار (يكفي لزراعة ستة دونمات فقط) ويحتاج كل دونم إلى 100 كيلو “ترابة”، و50 كيلو سماد ومترين من الأسمدة العضوية.
وهبطت أسعار البطاطا في السوق المحلية بعد سقوط نظام الأسد من 9000 ليرة سورية (نحو دولار أمريكي) للكيلو الواحد إلى 2000 ليرة سورية، بينما تبلغ تكلفة جني الكيلو الواحد حتى يصل إلى السوق 1500 ليرة.
وعلى أمل تحسن سعر البطاطا في شهر رمضان، خزن أحمد الحرير إنتاجه من العروة الخريفية المقدّر بـ120 طنًا.
أحمد قرر بعد الخسارة التي لحقت به في الموسم الماضي عدم زراعة البطاطا للعروة الربيعية المقبلة، رغم اعتياده ذلك كل عام، وقرر زراعة أرضه في بلدة مليحة العطش شرقي درعا بالقمح والشعير.
في حين قلص إبراهيم الناطور من مزارعي مدينة نوى المساحة التي كان ينوي زراعتها بمحصول البطاطا من 200 إلى 100 دونم، فهو يتخوف من استمرار انخفاض السعر وبالتالي خسارة مالية، وفق قوله لعنب بلدي.
رئيس غرفة زراعة درعا، جمال المسالمة، ذكر لعنب بلدي، أن تراجع المساحات المزروعة من محصول البطاطا يعود إلى هبوط سعره جراء تأخر صدور قرار السماح بتصديره العام الماضي، ما خلق كسادًا في المادة رافقته إنتاجية عالية في العروة الخريفية الماضية.
وأضاف المسالمة أن القدرة الشرائية لدى السكان ضعيفة أثرت بدورها على استهلاك المادة، كما أن السوق الخليجية لم تستجر كميات كبيرة من البطاطا، هذه العوامل أدت إلى هبوط السعر، ما أسفر عن تخوف المزارع من خسارة جديدة في حال زرع المساحات المعتادة من محصول البطاطا.
اعتاد المزارعون شراء البذار من مؤسسة الإكثار بسعر مدعوم أقل من سعره في السوق، وذلك بعد الاكتتاب على البذار ودفع نصف قيمة ثمنه مقدمًا، لكن الأمر اختلف هذا العام إذ أصبح سعر البذار في السوق المحلية أقل من أسعار المؤسسة.
ووصل سعر طن البذار في السوق المحلية إلى 1200 دولار وفي مؤسسة الإكثار إلى 1400 دولار.
رئيس غرفة زراعة درعا، جمال المسالمة، قال لعنب بلدي، إن كميات من البذار دخلت عن طريق التهريب من لبنان “كسرت” سعره في السوق المحلية.
وحذر المسالمة من زراعة هذه الأصناف التي تدخل عن طريق التهريب، إذ لا تخلو من الإصابة التي تظهر في مرحلة تكوين الدرنات.
حسن العيد قال إنه امتنع عن تسلم البذار رغم أنه دفع نصف ثمنها كدفعة أولى في أثناء التسجيل، وفضل خسارة المبلغ الذي دفعه على أن “يغامر” في زراعة يتوقع خسارتها مسبقًا.
واشتكى فلاحون لمدير مؤسسة الإكثار في درعا، لكن لا استجابة حتى الآن في رد المبالغ المدفوعة كثمن لبذار البطاطا، وفق حسن.
رئيس غرفة زراعة درعا، قال إن كساد البذار تشهده مؤسسة الإكثار والقطاع الخاص بعد اعتماد بعض المزارعين على البذار “المبلد” وهو من إنتاج العروة الخريفية.
وأضاف أن ثمن الطن الواحد من البذار “المبلد” لا يتجاوز 400 دولار، وإنتاجه أقل من إنتاج البذار المستورد، إذ إن إنتاج الأول في الدونم أربعة أطنان أما المستورد فينتج خمسة أطنان.
أثر تأخر هطول المطر على موسم زراعة البطاطا، إذ ينتظر بعض المزارعين الأمطار من أجل توفير السقاية قبل الزراعة.
ولجأ المزارع مجد المبسبس لسقاية الأرض قبل زراعتها، ما أدى إلى تكلفة زائدة كان يستغني عنها خلال السنوات الماضية، إذ انتظر حتى بداية شباط الحالي آملًا هطول الأمطار ليوفر تكلفة السقاية المتمثلة في توفير مياه من البئر وتشغيله بالديزل.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى